نضال العضايلة
بعد مرور عام على الحرب، هل ستفوز إسرائيل في حربها على غزة ولبنان، إسرائيل التي أصبحت منقسمة أكثر من أي وقت مضى، تواجه مأساة في عمقها الداخلي.وبينما يتفق المجتمع هناك على الكثير من القضايا الرئيسية، فإن حكومة النتن ياهو مشغولة بتمزيق هذه القضايا في زمن الحرب.
بعد مرور عام على طوفان الأقصى، تصارع إسرائيل على أكثر من ساحة مفتوحة في غزة ولبنان، ومع ذلك، فإن التهديد الأكثر أهمية بالنسبة لأغلبية كبيرة من الشعب في إسرائيل واضح، وبالتحديد التهديد بالانقسام والاستقطاب داخل المجتمع وهو المتمثل بالكراهية الأخوية، والكراهية غير المبررة.
فما هو التهديد الأكثر أهمية لإسرائيل، هل هو خارجي أم داخلي؟، ولعل التهديدات الداخلية من الداخل هي أكبر تهديد لدولة قامت ولا زالت تقوم على منطق أهوج، اعوج يقودها إلى الزوال إن استمرت بما هو عليه قادتها من اليمين المتطرف الرافض لفكرة العيش بسلام.يدرك الإسرائيليون أنهم لم يصلوا إلى هذا الحد من قبل، فالحرب جعلت المجتمع الإسرائيلي أكثر تفرقة، وفي الطريق إلى الانهيار الكامل، وهذا الامر يعرفه نتنياهو ورفاقه من المتعطشين لسفك الدماء الذين لا يمكنهم قبول فكرة الحلول الوسط.هناك فجوة كبيرة بين الشعب والحكومة، وهناك صورة واضحة في مجتمع إسرائيلي منقسم، تنعكس بوضوح في وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الإعلامية، التي تم حشدها في مواجهة قوية لا يمكن تخطيها خصوصاً وأن الضربات التي يتلقاها الجيش هناك في غزة مؤلمة.الظاهرة التي تؤلم الصهاينة تتمثل في عمق المجتمع الإسرائيلي، حيث أغلب الانقسامات ترجع إلى أصل اجتماعي ينعكس أيضاً في النظام السياسي كالانقسام اليهودي العربي أو الانقسام الديني العلماني، وفيما هي ماضية في الإستفادة من تلك الانقسامات القائمة، تعمل على تغذيتها سياسيا من خلال خلق تصور غير مجدي، أو تصور لحرب محصلتها صفر، على سبيل المثال، بين إسرائيل كدولة يهودية في مقابل الدولة الديمقراطية.
ان ما يظهر بوضوح هو أن غالبية الإسرائيليين لديهم موقف واضح ومعاكس لموقف الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بمسألة عودة المختطفين، ومسألة تشكيل لجنة تحقيق رسمية، ومسائل أخرى كالتجنيد الإجباري وإهمال الإصلاح القانوني، وهذا يعني أن صورة الاستقطاب هي في الواقع مشروع بدأته حكومة أكثر تطرفا من الجمهور، وهذا ينعكس في مفهوم المسؤولية.
يطالب أكثر من نصف الإسرائيليين بإقالة او استقالة نتنياهو، وفي نفس الوقت يثق الإسرائيليين بالجيش الإسرائيلي، ولكن القصة التي يريد نتنياهو أن ترويها لنا الآن ليست عن سنوات من الإهمال، ولا عن إهمال إجرامي، ولا عن مختطفين يقبعون في الأسر، ولا عن دماء أراقت وسفكت وسفكت، ولكن عن نتائج حرب استمرت عام كامل، هذه الحرب امتداد لـ 76 عام منذ حرب 1948، وحتى اليوم.في ذكرى الطوفان، يود بنيامين نتنياهو تغيير اسم الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ 368 يوما إلى “حرب القيامة”، وبطريقة أو بأخرى، فإن هذا ليس سوى مجرد إسقاط كلاسيكي، ولكن الحقيقة في هذه الحرب، انه ليس هناك بطولات، وليس هناك انتصارات، هناك كوارث، وهناك أهوال، وهناك أسئلة صعبة ومرعبة تظل بلا إجابة، وهناك 101 الأشخاص الذين يمكن إنقاذهم حتى اليوم إذا كان هناك من يريد ذلك، ولم يكن عبثاً أن قال أهالي الأسرى «لا ولن تكون قيامة إلا بعودة جميع المختطفين».
ملاحظة: المعلومات الواردة في هذا الموضوع على مسؤولية الكاتب ونحن نحترم جميع الاراء وان تباينت.