من زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين عبد اللهيان، الى عودة السفير السعودي وتحركه الداخلي، واضح التناغم بين الرياض وطهران حول مسالة ملف رئاسة الجمهورية، حيث تلعب الاخيرة دور الوسيط بين المملكة والضاحية،تمهيدا لفتح خطوط تواصل مباشرة. وفي هذا الاطار برزت زيارة الرئيس الايراني الى سوريا والتي جاءت لتعزز التحالف بين البلدين، من باب تسهيل الاتفاق العربي – السوري هذه المرة وليس العكس.
ففي وقت تتجه فيه الانظار نحو الوجه الخارجي من القرار في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، ورسو القرعة على الاسم المحظوظ، في ظل التقلبات الاقليمية الحاصلة وما يبنى عليه من تكهنات وتحاليل نتيجة الاتفاقات في المنطقة على الخطين السعودي – الايراني، والسوري-السعودي واستتباعا العربي، تزداد الريبة لدى اطراف الداخل من مدى انعكاس ذلك على نمو قوة محور الممانعة في الداخل ،من جهة، وحجم العودة السورية الى التاثير في الداخل اللبناني، من جهة اخرى.
في هذا الاطار يكشف مصدر سياسي لبناني مخضرم، من ان عودة سوريا الى الجامعة العربية تسير في طريقها الصحيح، وان كانت الامور قد تحتاج الى مزيد من الوقت حتى اكتمال المشهد، مرجحا ان تتمثل دمشق في القمة العربية في الرياض، انما ليس على مستوى رئاسة الجمهورية، في وقت يجري فيه سعي حثيث لانجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني قبل موعد القمة العربية ،كي يمثل لبنان برئيس الجمهورية المنتخب.
وتتابع المصادر بان زيارة الرئيس الايراني الى سوريا، حملت الكثير من الاهمية، خصوصا في جانبها اللبناني، الذي كان اعده وزير الخارجية حسين عبد اللهيان، حيث ثمة اتفاق واضح بين دمشق وحارة حريك على خوض الاستحقاق في جبهة واحدة وبتنسيق كامل، برعاية الجمهورية الاسلامية، داعية الى عدم الرهان على انقسام داخل محور الممانعة والمقاومة.
واشارت المصادر الى ان المفاوضات السعودية – السورية انطلقت من نقطة اتفاق على ربط النزاع بين الطرفين حول مسالة تخطي الوجود والتاثير لكل من طهران والضاحية في دمشق في المرحلة الحالية، على ان يبحث على الملف في مراحل لاحقة، وفقا لتطور العلاقات بين الطرفين، والخطوات المنجزة من الاتفاق، والتي بدات عمليا مع ضخ الجانب السعودي مبالغ مالية مقابل حملة سورية ضد تجار الكبتاغون.
ورات المصادر ان حارة حريك ومعها دمشق تريان ان المرحلة الحالية تفترض الكثير من الحذر، من هنا التشدد الحاصل على صعيد الملف الرئاسي، والاصرار على اسم سليمان فرنجية كمرشح وحيد، وعدم وجود خطة «ب»، مؤكدة ان ثمة قرارا واضحا بعدم السماح بوصول «ميشال سليمان» آخر الى رئاسة الجمهورية في الظروف الحالية، ناصحة المعارضة بفتح حوار مع الثنائي الشيعي تحصل بنتيجته الضمانات التي تريدها، حيث يبدو ان المحور منفتح على هكذا طرح من منطلق مشاركة الجميع في السلطة وعدم الرغبة بتكرار تجربة الرئيس ميشال عون خلال السنوات الثلاث الاخيرة.
وكشفت المصادر ان الاتفاق السعودي- الايراني برعاية صينية، سيسمح للجمهورية الاسلامية بحضور القمة العربية في الرياض، بناء لدعوة الاخيرة، بصفة مراقب، في اجراء لاظهار حسن النية وتمتين مفاعيل الاتفاق، والذي طبعا ستظهر بوادره في البيان الختامي للقمة، مبدية اعتقادها بان بحث الملف اللبناني بين طهران والرياض ، قد افضى الى مجموعة من الاجراءات ابلغ بها الاطراف المعنيون في الداخل.
فهل يمكن لكل هذه المعطيات ان تؤثر على مسار الاستحقاق الرئاسي، الذي يحكى في الكواليس عن ايام لانجازه والا…؟