الكولاجين هو البروتين الهيكلي الأكثر تواجدا في جسم الانسان والمكون الرئيسي للأنسجة الضامة التي تتكون منها عدة أجزاء من الجسم بما في ذلك الاوتار والاربطة والجلد والغضاريف، وتعزيزه ضروري لحماية المفاصل وللوقاية من الاوجاع التي قد تطرأ مستقبلا، ومنع فقدان العظام وتعزيز كتلة العضلات وصحة القلب. فعملية الحفاظ على هذا العنصر تتخطّى مستحضرات التجميل والمنتجات الباهظة الثمن، اذ ان ذلك يمتد الى أنظمة حياتنا اليومية وانتقاء المأكولات التي نتناولها والحرص على ان تكون جزءا أساسيا من الروتين الغذائي، كون هذه الاطعمة تلعب دورا مهما في إعادة انتاج الكولاجين الذي من شأنه ان يمنحنا بشرة شابة حتى لو كان الفرد بعمر الخمسين وما فوق.
البروتين والليسين والجليسين
بالموازاة، الكولاجين هو البروتين المسؤول عن مرونة الجلد لذلك نجده في اغلبية أنواع المساحيق التي تؤخر بروز التجاعيد وتساعد في التخلص من الخطوط الدقيقة، والبعض لكي يحصل على عملية انتاج متكاملة يلجأ الى استخدام المكملات الغذائية الغنية بهذه الاحماض. وكثر قد لا يفقهون انه يمكن نيْل الكولاجين بشكل مباشر وأسرع من خلال القوت.
وفي هذا السياق، قالت اخصائية التغذية كاري غابرييل، ان الاعتماد على الأطعمة الغنية بالكولاجين يعتبر خيارا أفضل من استخدام المكملات الغذائية. فقد يمتّن تناول الأصناف المكتنزة بالكولاجين او تلك التي تعزز انتاجه أيضا، تكوين اللبنات الأساسية “الاحماض الامينية” التي نحتاجها للحفاظ على صحة ونضارة البشرة، اذ يوجد 3 احماض مهمة لتخليق الكولاجين وهي: البروتين والليسين والجليسين.
أنواع الكولاجين الموجودة في اجسامنا
على خطٍ موازٍ، قال اخصائي التغذية طه مريود للديار، “على الرغم من وجود العديد من أنواع الكولاجين، فان اجسامنا تحتوي بشكل أساسي على أنواع: (1، و2، و3). وفي كل عام مع تقدمنا في العمر، يتضاءل معدل انتاج الكولاجين في بشرتنا، ولهذا السبب يعاني الكثير من الناس من ترقق في الجلد أو ما يُعرف بـ “Thin Skin” او Thin Epidermis” والذي يؤدي الى ابانة التجاعيد وانكشافها”.
أردف “بناء على كل ما تقدم يلجأ العديد من الأشخاص لمنع حدوث تقلص هذا البروتين في بشرتهم، الى استخدام المساحيق والحبوب والاطعمة الغنية بالكولاجين، او المعادن المعززة لهذا العنصر”. وسنتطرق الى مجموعة من المأكولات تساعد على تخليق الكولاجين في الجسم عموما والجلد خصوصا لدى النساء والرجال فوق سن الأربعين.
السردين
لفت طه، “الى ان السمك او السردين من المصادر الرائعة التي تعمل على تسريع انتاج الكولاجين بوفرة، اذ تشتمل عظام وجلود وقشور السمك عموما على هذا البروتين المهم، في حين انه ليس من الشائع اكل جلد وعظام الأسماك الأخرى الغنية بالكولاجين، مثل: السلمون، التونة، سمك القد والبلطي. لذلك يمكن الاعتماد على السردين كمصدر مهم للكالسيوم، وفيتامين (د)، واحماض الأوميجا 3 الدهنية. هذه المعادن تدعم صحة العظام، كما انه ومع انقطاع الطمث الذي يسبب فقدانا سريعا للعظام، فإنه من الضروري بمكان الا تركز النساء فوق الخمسين على بشرة شابة ونضرة وصحية فحسب، بل على صحة العظام أيضا”.
الفلفل
وتطرق الى، “الفلفل الحلو كونه غنيّاً بفيتامين (سي) لاشتماله على مادة “الكابسيسين” وهو مركب مضاد للالتهابات والذي يفيد بحسب الدراسات في مقاومة علامات التقدم بالعمر والحد من مظاهر الشيخوخة”.
ووفقا لدراسة حديثة، فان من يتناول الفلفل الحار دوريا عمره يكون أطول وذلك في إشارة الى ان المواظبة على استهلاكه يمكن ان توفر فوائد صحية لم تعرف عنه سابقا، من شأنها ان تسهم في إطالة اعمار الناس والتمتّع بشباب دائم وبشرة فتيّة”.
الى جانب هذه الأطعمة المذكورة أعلاه، فان المأكولات الغنية بالبروتين اجمالا، سواء من مصادر نباتية او حيوانية تساعد في توفير الاحماض الامينية الهامة لمضاعفة معدلات انتاج بروتين الكولاجين”.
الموز
ينصح طه، “باستهلاك هذه الفاكهة بشكل يومي ومنتظم لما لها من منافع لا تعد ولا تحصى لجهة حماية الجهاز الهضمي وفقدان الوزن وجماليا. فالدراسات اثبتت ان الموز يساعد على زيادة مرونة الجلد، وتعزيز توهج شباب اللّحاء”.
أضاف، “هذه الفاكهة غنية بالبوتاسيوم الذي يزيد من تدفق الدم الصحي في الادمة أي الطبقة الخارجية وهو ما يمنحها اشراقا أكثر، الى جانب انه مليء بمضادات الاكسدة التي تحمي الجسم وتساعده على ثبات الجذور الحرة والجزيئات غير المتوازنة، والتي يمكن ان تسرّع ظهور ملامح العجز المبكّر”.
في سياق جمالي متصل، فإن الموز منعّم بالمنغنيز، وهو العنصر الذي يساند الكولاجين ويزيد من انتاجه وبالتالي يخفف من التجاعيد العميقة ويمنع ظهور الخطوط والترهلات”.
والكولاجين متوافر بشكل طبيعي في الانسجة والشعر والاظافر ليلعب دورا لاصقا حامٍ ومجدد للخلايا. لذلك فان الاعتماد على بعض الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (سي) والزنك والنحاس والسلفر “مركبات الكبريت” والهيدروكسي برولين، والغلايسين والبرولين مهم في حياتنا للحفاظ على عافية سليمة وشكل يافع. وهذه العناصر وفقا لطه، نجدها في اللحوم الحمراء والدجاج والتونة والسلمون والجبنة والبقوليات والمكسرات “الفول السوداني” وبياض البيض وبذور دوار الشمس”.
وحثّ ناصحا، “بتناول الخضروات الخضراء كالبروكلي، البازيلاء، اللوبياء، كون هذه الأصناف تحمي الكولاجين من التلف والتفكك، كما ان غناها بمضادات الاكسدة يساهم في حماية الجلد من الشيخوخة المبكرة والضَمُر”. وعن الفاكهة الحمراء، قال: غنية بالليكوبين، وهي مادة مضادة للأكسدة وتحفز تخصيب الكولاجين في الانسجة الامر الذي يجعلها متماسكة وقوية”.