إنه النداء الأخير قبل الانفجار الكبير…

Share to:

الديار – فاديا أبو غانم معلوف

ما حذرنا منه سابقا، بدأنا نشهد على فصوله المتلاحقة.

لا كهرباء منذ اسبوعين في كافة المناطق اللبنانية.

تقنين مميت للمولد الكهربائي تصل حتى ٤ ساعات في بعض المناطق.

فاتورة مولد كهربائي يحتسب على الدولار حسب سعر منصة صيرفة التصاعدي.

لا مياه للشرب! ولا للاستعمال اليومي، اما شراء نقلة المياه فهي مسعرة بالدولار، واعلم اكيدا انك تشتري مياه مبتذلة!!!

لا مازوت الا بالفريش دولار، فهو يخضع للسعر العالمي التصاعدي للنفط، خاصة مع الازمة العالمية.

لا تدفئة، ونحن على أبواب الشتاء، غير الحطب ويسعَر الطن أيضا بالفريش دولار حسب السوق اليومي .

لا أدوية للأمراض المستعصية. لا أدوية في الصيدليات بل البديل عنها. أما الأدوية الأجنبية فتسعر باليورو.

لا استشفاء، الناس تموت على أبواب المستشفيات ولا من يسأل ويحاسب.

قضاء متفرج!! مبنج!! يتصرف حسب الاملاءات من مسؤوليه.

لا محكمة ولا محاكم! فتأجيل الجلسات هو سيد المواقف حتى تحقيق مطالب القضاة، والمواطن يقبع في السجن لا حول له ولا قوة.

لا أوراق ولا ملفات في الدولة!!

لا مصارف ولا أموال للمودعين. «شحادة بشحادة» و»الشاطر بشطارتو»!

اما مسلسل اقتحام المصارف في هذا الوقت فلم يكن بريئا، إنما مبرمجا من البنوك والنافذين عليهم.

اما اليوم الخميس فهناك حديث آخر مع المصارف اذا شرعت أبوابها… وإن لم تشرع فكارثة أكبر!

ونتوجه نحو المدارس والجامعات، فإن بعضهم يعمد إلى تهديد الاهل بالدفع خلال مهلة زمنية قصيرة بالفريش دولار أو إلى المنزل؟!!! الأهل يصارعون الحياة ، واللبناني يدفع كل ما يملك من أجل تعليم اولاده. ولا من سميع ولا من مجيب!!!

إيجارات المنازل ايضا بالفريش دولار!! ان لم يعجبك «دبر راسك»، القيمة التأجيرية زادت ٤ أضعاف على المالك.

البلديات لا ترحم!! كل يريد عائداته ولو على حساب المواطن الفقير لأن الدولة لم تعد تدفع للبلدية كما في السابق من عدة قطاعات، وسياسة التقشف وتأمين الجباية بات ملحا لاستمرار عمل البلديات.

الأمن متفلت في الشارع وفي كافة المناطق اللبنانية.

البنك الدولي وشروطه التعجيزية لن يدفع للدولة اللبنانية قبل إقرار الموازنة العامة الاسبوع المقبل، ان اكتمل النصاب، والتي مرر جزء منها الأسبوع الماضي من دون حساب قطعي منذ ١٢ عاما.

المعركة الرئاسية بدأت وكل يفكر في مصالحه وحساباته الخاصة.

لا رقيب ولا حسيب على أسعار السلع الغذائية التي تزهق روح المواطن اللاهث يوميا جراء تغيير الأسعار السريع!!

فلتان أمني في الشارع، كل بلدية تمارس الحماية الذاتية الليلية بنفسها!!!

اللبناني… كل لبناني يملك أسلحة في منزله وسيارته حفاظا على أمنه الذي لا تؤمنه الدولة.

الوضع للأسف إلى مزيد من التصعيد.

والجميع يتخوف ويتحضر لضربة أمنية!! ويعيش يومه وكأنه آخر يوم . النفوس مشحونة والأرض خصبة!! والعين على من سيشعل الفتيل في الشارع في اي وقت؟ ومن سيكون الضحية!!! هذه المرة وكل المرات غير الشعب اللبناني… الذي يئس من حياته التي هي جهنم بحد ذاتها… وإي جهنم بانتظارنا!!!

المفاوضات بدأت لترسيم الحدود، و»إسرائيل» تهدد يوميا بالرد على الرد.

اما النفط الإيراني الموعودون به خلال اسبوعين فقد يساهم في تخفيف المعاناة الكهربائية لفترة صغيرة، ولكن بالتأكيد سيكون لهذا الدعم تداعيات سلبية، أيضا كيف لا ونحن في بلد منقسم عموديا بين نهج وآخر، ولكن عسى أن يصل هذا النفط بخير!!

بيقى حديث الساعة مؤتمر الأمم المتحدة الذي يعقد في نيويورك بعد غياب سنتين وفي حضور زعماء قادة العالم، وغوتيريش يحذر «بأننا أمام ورطة كبيرة».

اما رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي (المدلل فرنسيا) فقد اجرى محادثات رسمية في نيويورك، وضم الوفد الذي رافقه الوزير الياس بو صعب والوزير عبد الله بو حبيب، واما المهمة فهي لازالة العوائق في موضوع ترسيم الحدود واستخراج النفط ، وتذليل العقبات أمام المرحلة المقبلة، ونحن على عتية الاستحقاق الرئاسي والملفات الاقتصادية العالقة التي لا حلول قريبة لها في الافق!!

واذا حصلت اعجوبة!! فالقرار معلب من الخارج.

ما بيدو في الافق لا يؤشر بالخير… بل مزيد من التركيع، والذل.

تحضروا من الآن أيها اللبنانيون لتعيشوا الحياة القديمة ومستلزماتها!!! من القنديل، إلى الشمع، والـUPS ، والراديو الصغير الذي يذكرنا بالحرب وكلمة (مكتب التحرير في خبر جديد)، كما تعوّدوا صناعة المونة، لأن البرّادات لن يعود لها نفع الا لتخزين المواد المعلّبة التي لا تتلف… واستمتعوا بعد اليوم إلى ضوء القمر… ونور الشمس للتدفئة…

الشعب في واد…. وحكامه في واد آخر… الى متى ستستمر هذه المهزلة… وهذا التهريج…

الشعب اللبناني دفع مستحقاته تجاه ربه كاملة على الأرض… بقي الممثلون على الشعب… كل يؤدي الدور المطلوب منه…

اما الحكومة فهي تصدر تباعا قرارات تنهش بجلد المواطن… وتعيث بما تبقى من دولة ومؤسسات…

اما رئاسة الجمهورية التي لا تملك صلاحيات… عينها على من سيرث من بعدها، و»مرق لي لمرق لك». مراسيل… ومراسيم جوالة…. تحاكي المصالح وليس المصلحة العامة.

اما المجلس النيابي فهو الحكم الحكيم اليوم… والكرة في ملعبه على أمل التصويب باتجاه إحقاق حق وكرامة المواطن، وتشريع القرارات الملحة لحفظ ما تبقى من ماء الوجه.

أن ما يمر به لبنان من جوع ومجاعة لم نشهد له مثيلاً منذ الحرب العالمية الأولى.

المرحلة خطرة ودقيقة… وعامل الوقت… ليس لمصلحة أحد.

لمرة اخيرة نناديكم يا مسؤولينا… شعبكم لم يعد يتحمل…

توقعوا أسوأ الأسوأ بعد اليوم… لأن الموس دق باعناق لقمة عيش المواطن… وربما سيدق باعناقكم…

إنه النداء الأخير قبل الانفجار الكبير…

Exit mobile version