” إقليم Idol” مُسابقة تستكشف مواهب شبابيّة في زمن البؤس والإضطهاد الإقتصادي والإجتماعي

Share to:

الديار: ندى عبد الرزاق

انطلق برنامج “إقليم أيدول” منذ بضعة أسابيع في منطقة شحيم – قضاء الشوف، وهدفه تسليط الضوء على أصوات جديدة، وليكون بمثابة مساحة للمهارات الشابة وموعدا مع الفن والتراث، في خطوة لتشجيع واكتشاف المواهب اليافعة، ولتتخطى المشاركة المناطق اللبنانية وتتوسّع لتستقطب مواهب من البلدان العربية، الامر الذي سيساعد في بلسمة طموحات الشباب الذين يعانون كثيرا هذه الأيام آملين في مستقبل وغد أفضل.

هذا وانطلقت الرحلة الفنية للبحث عن أبدع الأصوات، وكانت المفاجأة المشاركة الكثيفة من كل المناطق اللبنانية. بدأت الفكرة مع الفنان المبدع في عالم إدارة الاعمال والتوزيع الموسيقي يوسف طرابلسي صاحب دار T Tigers Studios.

ف الى أن انجاز العمل وتنفيذه كان بالتعاون مع “النادي الثقافي” – شحيم وبالتنسيق مع رئيس اللجنة الفنية في “النادي الثقافي” مروان الحجار. بالإشارة الى انه تم الإعلان عن البرنامج عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحة النادي وصفحة TTiger studios، أضف الى ان لجنة التحكيم تضم كلا من يوسف طرابلسي، الفنان عيسى غندور، محمد السيد ومصممة الأزياء السيدة نسرين شمص.

واللافت ان العديد من المشتركين الذين تقدموا للاشتراك بمسابقة “إقليم ايدول” تميّزوا بالأصوات الجميلة الواعدة بمستقبل فني اصيل.

الجدير ذكره ان المشتركين والمشتركات نظرتهم ابعد وأعمق واشمل من بعد الشهرة والفن، فكانت احلامهم ممهورة بالغصّات تارة، والحرمان الذي يعيشونه تارة اخرة، في ظل ظروف قاسية لا تُبقي ولا تذر. وما ينبغي التلميح اليه ان اشتراك هؤلاء لم يكن من باب تحقيق احلامهم، بل جاء على قدر المسؤولية التي رُميت على اكتافهم ليغدوا يفكرون كيف سيؤمنون عملا يساعدون من خلاله عائلاتهم وأنفسهم بهدف تأمين “المستقبل الغامض” في هكذا بلد قائم على فوهة بركان طائفي سياسي مذهبي، غير معروف اين سيرسو.

الفنان الحقيقي مجموعة انسان.. ونحن مجموعة وجع

في هذا الصدد، قالت مصممة الأزياء السيدة نسرين شمص “للديار”: الفنان الحقيقي هو مجموعة انسان، وللأسف نحن مجموعة وجع، في إشارة الى ان المشتركين والمشتركات أتت مشاركتهم ليس فقط لان أصواتهم جميلة او يحبون الفن والشهرة والغناء وما اليه، أضف الى كل ذلك ان هؤلاء يتطلعون لأبعد من كل ما تقدم، يتوقون الى مستقبل وحياة خالية من الحرمان وعدم الاستقرار، وينشدون مستقبلا مستقرا في بلدهم الام وليس الهجرة بغية الاستحصال على بعض حقوقهم التي حرموا منها وهم في عمر الربيع.

اضافت: “الجاحظ قال أشبع ثم تفلسف” وربما إذا صح لنا القول “أشبع ثم غني”، هي مقولة حفظناها عندما كنا لا نزال على مقاعد الدراسة، في لبنان يا سيدي الجاحظ الحرمان في اغلب الأحيان يولّد ابتكارات وفن لا مثيل له على وجه الكرة الأرضية، كما ان الحرمان يخلق ثورة في داخلنا، وغالبا ما تترجم بالفن والابداع وبنكهة لبنانية، ليجارينا كل اشقائنا العرب. فنحن بلد العطاء الغير محدود لشعب لا يعرف الاستسلام او الخنوع ويعشق الحياة ويكره ثقافة الموت، وابجديته الفينيقية سافرت وحطت في كل اصقاع الأرض، غير مبالين بتهديدات أيا كانت داخلية او خارجية.

واشارت شمص الى ان هذا العمل اتى من افراد لا يملكون إمكانيات مادية كبيرة، وألمحت الى ان النادي الثقافي وبميزانيته البسيطة قرر المضي في مشروع مميز لاكتشاف أصوات حقيقية وخامات صوتية فريدة ومواهب خارقة. كما قُدّم للمشتركين والمشتركات الدعم ليتمكنوا من المجيء الى الاستديو والمشاركة في الغناء مع الفرقة الموسيقية. ولفتت الى ان الاستديو كان تقدمة ولم يتقاض بدلا، في خطوة لدعم وتشجيع هؤلاء الشباب للانطلاق في أولى رسم خطوات مستقبلهم وعلى مقلب آخر لمساعدة عائلاتهم.

“لا تتوقف عن الحلم”… قالت شمص، المشتركون وهم صغار في العمر منهم من يغني في مطاعم ليلية بهدف مساعدة عائلته، وبعضهم لديه مشاكل مختلفة أراد التعبير عنها من خلال الغناء، ويبقى هدف الأهداف هو عدم الاستسلام وإعطاء هؤلاء الشباب الصغار حقهم في بناء مستقبل مليء بالتحدي والشغف والمسؤولية، وترجمة هذه الاحلام تكون على ارض الواقع من خلال المحافظة على لبنان الفن والابداع، ليبقى بلد الامتيازات والفرص الإيجابية مهما كره الكارهون.

صوّتوا لمن يستحق

واشارت شمص الى ان عيون أطفالنا وشبابنا تتفتح على مستقبل اجمل “ما فيه مرّ”، هو واقع رسمه المتخاصمون في السياسة، فاللامبالاة بالمسؤولين بلغت ذروة الاستخفاف بأوجاع اللبنانيين وقهرهم ، وعندما يتحدث اليك يذرف دمعه نتيجة الوضع القاسي الذي نعيشه، وقالت: اهتموا بتأمين ما يلزم يا رجال العراضات أمنوا لشبابنا ما يستحقونه ارشقوهم بالأمل فهم أولى به، أمّنوا الكهرباء والاحتياجات الأساسية من ماء وغذاء وبيئة نظيفة خالية من “الجُبن”، اعطونا حقوقنا في المدارس والتعليم، ولا تدفعوا بشبابنا الى التهجير .

تقول شمص ان المسابقة بمثابة فرصة ذهبيه لاختيار نجومكم المفضلين من الأصوات الشابة، وبانتظار دعمكم بالتصويت لهم للحصول على لقب “اقليم Idol”، بالإشارة الى انه وصل الى التصفيات النهائية ١٢ موهبة، ولفتت الى ان لجنة “التحكيم” متعددة الاختصاصات الفنية، ستساعد وتساهم في تحضير المشتركين والمشتركات ليطلوا على الجمهور بأفضل صورة ومضمون.

واستطردت شمص: لمتابعة تفاصيل أكثر عن تحضيرات نجوم “إقليم Idol” للحفل النهائي يمكنكم متابعتهم ومتابعة قناة T Tiger Studios حلقة تجارب الاداء على اليوتيوب.

Exit mobile version