الانباء الالكترونية
في تطور لم يكن مسبتعداً، قررت الحكومة الاسرائيلية بعد جلسة “مشاورات” أجراها رئيسها بنيامين نتنياهو زيادة اعتداءاتها على لبنان، ووفقاً لما أورده الاعلام العبري، فإن إسرائيل أبلغت واشنطن بقرارها. هذا التطور وإن كان متوقعاً إلا أنه أطاح كل الأجواء الايجابية التي سرّبتها وسائل الاعلام عقب زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ورئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد.
وشكّل الاعتداء الاسرائيلي فجر أمس على مقر بلدية بليدا، واغتيال موظف فيها، تطوراً عسكرياً يضاف الى الخروق اليومية لاتفاق وقف الأعمال العدائية. هذا التطور قابله تطور من الجانب اللبناني تمثل في توجيهات رئيس الجمهورية جوزاف عون الى قيادة الجيش للتصدي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة. وأكد عون أنه يفترض بلجنة “الميكانيزم” ألّا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.
كما أن بيان قيادة الجيش حول العدوان الاسرائيلي على بليدا شكل بدوره تطوراً في اللهجة اللبنانية إزاء الاعتداءات وتقاعس لجنة “الميكانيزم” عن القيام بدورها. وأكد بيان القيادة “أن الإدعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة، ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة. وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا”. وطلبت قيادة الجيش من “لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية”.
والى موقف رئيس الجمهورية وبيان الجيش جاء موقفا رئيس مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء نواف سلام ليرفعا أيضاً من مستوى الرد السياسي – الاعتراضي على عدم إلزام العدو بتطبيق الاتفاق.
هدف إسرائيل
مصادر متابعة رأت في حديث لـ “الأنباء الإلكترونية” أن “إسرائيل تعمل على تنفيذ مخطط لتدمير ما تبقى من قوة عسكرية وصاروخية لحزب الله، يليه فرض منطقة أمنية خالية من السكان بعمق 10 كيلومترات على طول الحدود مع لبنان”.
ورأت المصادر أن زيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية الى لبنان قادماً من إسرائيل بعد لقائه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، حاملاً رسالةً مستعجلة إلى الرئيس عون منسّقة مع واشنطن لإبعاد شبح الحرب عن لبنان، بالتوازي مع عودة أورتاغوس، تؤكد تصميم إسرائيل على إنهاء القدرات العسكرية لـ”الحزب”. وكشفت المصادر أنّ زيارة رشاد فتحت قناةً جديدة للحوار بين بيروت وتل أبيب بوساطة مصرية، وقد تمثّل خطوة أولى نحو التزام بوقف إطلاق النار يخدم مصالح جميع الأطراف ويخفّف الضغط عن جنوب لبنان.
وأشارت المصادر الى أن رشاد “يحمل في جعبته أفكاراً جديدة حول احتواء سلاح حزب الله بترتيب أولوية ضبطه وفق مستوى فاعليته وتأثيره”.
تحذير أميركي جديد
وتزامناً مع التطورات الأخيرة، برز ما نقلته قناة “سكاي نيوز” عن مصادر دبلوماسية أميركية وصفتها بالرفيعة قولها “إن الجهود لانتشال لبنان من الانهيار، عبر حزمة من الحوافز الاقتصادية والسياسية، وصلت إلى طريق مسدود”، موضحة أن المبادرة الأميركية هدفت إلى خلق بيئة اقتصادية وسياسية مشجعة تدفع “حزب الله” نحو معالجة طوعية وجذرية لقضية السلاح. وأشارت إلى أن الخطة تضمنت التزامات مالية تقدر بمليارات الدولارات من دول خليجية، خصصت لدعم مشاريع تنموية في جنوب لبنان.
كما شملت المبادرة، بحسب المصادر نفسها، إطلاق محادثات فورية مع إسرائيل، تستلهم روح “الاتفاقيات الإبراهيمية” بأبعادها الاقتصادية والتعاونية والأمنية التي تتيح مكاسب متبادلة لجميع الأطراف.
وقال مسؤول أميركي رفيع بحسب “سكاي نيوز”: “للأسف، هم يفضلون الوضع الراهن – ما يعني أن لبنان سيظل دولة فاشلة”، مضيفاً أن “اللحظة العابرة للتغيير التي أوجدها الرئيس (دونالد) ترامب بحيويته ورؤيته قد ولت الآن”. وتوقع أن تعود العلاقات الدولية مع لبنان إلى “الإيقاع الدبلوماسي التقليدي”، بحيث يقتصر التعامل معه على المستوى الإجرائي لا التغييري، معتبراً أن لبنان “أصبح الدولة الوحيدة التي ترعى بشكل كامل منظمة إرهابية أجنبية كجزء أساسي من قيادتها السياسية”. وحذر من أن استمرار تجاهل قضية سلاح “حزب الله” سيؤدي إلى مزيد من التآكل في المؤسسات.
ولخص المصدر وجهة نظر يتقاسمها على نطاق واسع المسؤولون الغربيون والخليجيون الذين دعموا المبادرة: “قلوبنا في واشنطن تأمل في الأفضل، وعقولنا تستعد للأسوأ”.
 
			 
			




