على مستوى الترقب الحذر المتحكم بمفاصل المشهد الداخلي برمته،ترقبا لنوعية الضربة الاسرائيلية المنتظرة ردا على صاروخ مجدل شمس، السبت الماضي، لا زالت المعطيات السياسية والامنية والديبلوماسية المتوافرة غير كافية لتحديد طبيعة الردّ من جهة وما اذا كانت سرعة الاتصالات على اعلى المستويات الدولية ستكبح جماح اسرائيل العدواني وتثنيها عن تنفيذ تهديداتها بإحراق لبنان، خصوصا ان كبريات هذه الدول كانت اول من حثت رعاياها على مغادرة لبنان نظرا للخطر الامني المحدق به، في حين علقّت شركات طيران عالمية رحلاتها الى حين تبدد الضبابية في هذا الشأن، ليكتمل بذلك مسلسل عزل لبنان عن العالم.
ترقب
ووسط حال الترقب، نقلت “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي قوله: نريد إيذاء “حزب الله” لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان. من جانبها، اشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الى ان الرد على حزب الله سيكون “محدوداً لكنه ذو مغزى”.
افعال لا اقوال
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “حزب الله” سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: الردّ سيكون واضحاً وقويّاً وسيستهدف حزب الله ونصرّ على إبعاده عن حدودنا وهذا هو الهدف الأكبر.
منع التصعيد
في الغضون، الاتصالات الدولية مستمرة لتفادي الاسوأ. امس اكد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. ووفق رويترز، بلينكن والرئيس الإسرائيلي بحثا في حل ديبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلهم.
حل سلمي
ليس بعيدا، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الديبلوماسية المكثفة بعد التهديدات الاسرائيلية الاخيرة للبنان. وتلقى في هذا الاطار اتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي “جدد دعوة جميع الاطراف الى ضبط النفس منعا للتصعيد”. كما دعا “الى حل النزاعات سلميا وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة”.
بري
بدوره، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأدميرال Edward Ahlgren ادوارد اليغرين والوفد المرافق، في حضور السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول حيث تم عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة.
اليرزة
كما استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان Jeanine Hennis-Plasschaert، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
تعليق رحلات
وسط هذه الأجواء، انعكست الاجواء السوداوية السائدة على حركة الطيران وعلى نشاط السفارات. اليوم، اعلنت مجموعة لوفتهانزا، في بيان، انها علقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغز ولوفتهانزا جرى تعليقها “كإجراء احترازي”. لاحقا، اعلنت لوفتهانزا الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل. بدوره اعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من وإلى بيروت حتى 5 آب. وعلقت شركتا طيران Airfrance وترانسافيا رحلاتهما نحو بيروت اليوم وغدا. وعلقت شركة “الملكية الأردنية” رحلاتها إلى بيروت وألغت رحلتين. وتم إلغاء رحلات “يورو وينغز” من بيروت وإليها حتى 5 آب في ظل التطورات في الشرق الأوسط.
للمغادرة
في الموازاة، نصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت. ونشرت على منصة إكس” مقطع فيديو لمساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون القنصلية رينا بيتر قالت فيه “ان الرحلات التجارية المعتادة هي دائما الخيار الأفضل، بينما ما زالت وسائل التواصل والمواصلات والبنية التحتية سليمة وتعمل بشكل طبيعي، تأكدوا من صلاحية جوازات سفركم على أنها صالحة وفي حال لم يكن جواز سفركم صالحًا لأكثر من ستة أشهر الرجاء زيارة موقع السفارة الأميركية في بيروت للحصول على موعد لتجديده. في حال لم تعد الرحلات التجارية متاحة، على الأشخاص الموجودين في لبنان التحضير لأخذ ملاجئ أماكن تواجدهم لفترات طويلة”. اضافت “إذا كان أقاربكم يخططون لزيارتكم في لبنان هذا الصيف، نأمل منكم تحفيزهم على إعادة النظر في سفرهم نظرا للصعوبات التي قد تعوق المغادرة في حال تزايد الصراع في المنطقة. ان التحضير أساسي في الاستعداد لأزمات وآمل ان تخصصوا بعض الوقت لمتابعة هذه الخطوات حتى نتمكن من الحفاظ على سلامتكم وسلامة عائلاتكم”…. من جانبها، قالت الخارجية الألمانية: ننصح رعايانا بمغادرة لبنان بشكل عاجل. وطلبت السعودية من مواطنيها التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان. وحث وزير الخارجية الإيطالية رعايا بلاده على مغادرة لبنان.