إذا قاطع السنّة: “الأحباش” لرئاسة الحكومة.. وتغيير ثقافة العاصمة (المدن)

Share to:

المدن – منير الربيع

التعميم الذي أصدره مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، حول ضرورة المشاركة الكثيفة في الانتخابات، لم يأت من فراغ ولا عن عبث. فتوجهت مديرية الأوقاف إلى أئمة المساجد وخطبائها في لبنان، لتحض اللبنانيين في خطب الجمعة المقبلة على المشاركة الواسعة وبكثافة في ممارسة واجبهم الوطني: انتخاب ممثليهم في المجلس النيابي، واختيار الأصلح والأكفأ والأجدر بتولي الأمانة. فالاستحقاق فرصة للتغيير حفاظًا على لبنان ومستقبل أبنائه وعروبته ومؤسساته الشرعية.
ضرورة السنّة
هذا الموقف مؤشر على الاهتمام بالتصويت السنّي في المناطق كلها، لأن تصويتهم قادر على تغيير موازين القوى في المعركة الانتخابية.

وتتكاثف الدعوات أكثر فأكثر لتحفيز السنّة على المشاركة في الانتخابات، بعيدًا من أي حسابات شخصية. فالاستحقاق مفصلي للبنان، ولا يمكن للسنّة أن يكونوا خارجه وخارج نطاق التأثير والتعبير عن قراراهم، للمشاركة في رسم ملامح المرحلة المقبلة بعد الانتخابات. وهناك مؤشرات كثيرة تفيد بأن التعقيد مستمر بعد الانتخابات، ما يؤدي إلى استمرار الكباش بين حزب الله من جهة، وخصومه من جهة أخرى، في انتظار تسوية إقليمية تنعكس على الداخل.

التسوية تحتاج لأن يكون هناك نوع من التوازن السياسي. ولا يمكن للسنّة أن يتغيبوا عن هذه المعادلة. فالمقاعد التي يحجزونها في المجلس النيابي الجديد، هي التي تؤهلهم للجلوس إلى طاولة التسوية.

لمواجهة حزب الله 
الجميع ينظر إلى مرحلة ما بعد الانتخابات على أنها مرحلة أزمة تشكيل حكومة وانتخاب رئيس. لذا يتعزز الانقسام السياسي أكثر، وتتركز المعركة على من يفوز بالأكثرية. والتصويت السني الكثيف وحده يمنع حزب الله من الحصول على تلك الأكثرية وعدم القدرة على الذهاب إلى تشكيل حكومة يريدها ويتحكم برئيسها ومفاصلها.

فحزب الله يخوض المعارك بشراسة في أكثر من دائرة، أبرزها دوائر: بيروت الثانية، الشوف- عاليه، طرابلس، عكار، البقاع الشمالي، والجنوب الثالثة. في هذه الدوائر يمكن للصوت السنّي أن يؤثر فيها. وكثافة التصويت السنّي تمنع حزب الله من تحقيق الأرقام التي يسعى إليها في بيروت، وتؤدي إلى تحقيق خرقين في دائرة الجنوب الثالثة، وخرقين في دائرة البقاع الشمالي، إضافة إلى منع حلفاء الحزب من تحصيل المزيد من المقاعد السنية في طرابلس أو عكار.

في بيروت الثانية 
استناداً إلى نتائج اقتراع المغتربين وفي دبي مثلًا، حيث وصلت نسبة التصويت إلى حوالى 75 في المئة، وفي حال وصل الإقبال على صناديق الاقتراع إلى مثل هذه النسبة في بيروت الثانية مثلًا، لن يكون حزب الله قادرًا مع حلفائه على إيصال سوى نائبين لا أكثر إلى البرلمان.

ففي بيروت الثانية هناك 370 ألف ناخب. وحزب الله مع حلفائه جميعًا، بما فيهم جمعية المشاريع الإسلامية (الأحباش)، لديهم حوالى 47 ألف صوت: حوالى 30 ألف للحزب عينه، و12 ألف للأحباش. وفي حال وصل الحاصل الانتخابي إلى حوالى 25 ألف صوت، يقدر حزب الله على تحصيل نائب واحد، ومثله للأحباش. لذا، لا يمكن حسبان معركة بيروت الثانية بأنها خاسرة، أو أن حزب الله قادر على تحقيق ما يريده فيها. فالأرقام ترتبط بمدى كثافة تصويت السنّة، وحماستهم للمشاركة في العملية الانتخابية.

الأحباش يمثلون بيروت؟! 
إذا لم يتكاثف تصويت السنّة في بيروت الثانية، يتمكن حزب الله من الحصول على 5 مقاعد مع حلفائه في الحد الأدنى: 2 شيعة، 2 سنّة (للأحباش) ونائب للتيار العوني. هذا تنجم عنه مخاطر سياسية كبيرة على بيروت وأهلها، على صعد مختلفة: رمزيًا، يقول الحزب إنه نجح في إسقاط بيروت في قبضته. ثانيًا، يكون لذلك انعكاسات على مسار عملية تشكيل الحكومة. فهناك من يعتبر أن استمرار الانسداد والانقسام، يحمل حزب الله على اختيار شخصية بيروتية مقربة منه لتولي رئاسة الحكومة.

وكما وقع الاختيار على حسان دياب، يمكن حاليًا أن يقع الخيار على شخصية من الأحباش لتولي رئاسة الحكومة، إضافة إلى توليهم مقاعد وزارية تمثّل بيروت. فحزب الله يريد تعزيز وضع الأحباش بقوة، لتغيير الوجه الاجتماعي والثقافي والسياسي لبيروت. 

Exit mobile version