إحباط عمليات انتحارية وأسئلة عن توقيتها وأهدافها..

Share to:

باق من الزمن 80 يوماً على موعد الانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل. وحتى ذلك اليوم، سيبقى الواقع الداخلي مكبّلاً بقيد هذا الاستحقاق. وكلّ كلام عن إصلاحات وعلاجات وإنجازات وخطوات عملية وجادة للتحصين الداخلي واعادة إحياء المؤسسات المترهّلة، واعادة انتاج الدولة، بات بحكم المرحّل الى ما بعد الانتخابات.

على أن أخطر ما تبدّى في موازاة الانشغال العام في الملف الانتخابي، هو انّ الارهاب عاد ليطلّ برأسه من جديد، في محاولة متجددة لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي، وهو الامر الذي يثير المخاوف من محاولات بعض الجهات الخارجية لإعادة وضع لبنان هدفاً لهذا الارهاب، كما يثير اكثر من علامة استفهام حول توقيت هذا الاستهداف والجهات المستفيدة منه؟ وأي هدف يراد تحقيقه من خلال هذا الامر واشاعة اجواء الفتنة في لبنان؟ واي صورة يراد ابرازها في هذا التوقيت، عبر تثبيت منطق التطرف الخطير في البلد، بديلا لنهج الاعتدال الذي كان يمثله الرئيس سعد الحريري؟

فقد تمكّنت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من تحقيق انجاز امني نوعي، تجلى في احباط عملية ارهابية كبيرة، عبر كشف وتوقيف جماعة ارهابية تكفيرية فلسطينية كانت تجنّد شباباً للقيام بتفجيرات على الاراضي اللبنانية، كانت تستهدف ثلاثة مواقع لتجمّعات مدنيّة.

وقالت مصادر امنية لـ»الجمهورية» انّ توقيف المجموعة تمّ منذ فترة غير بعيدة خلال مداهمات جرت في غير منطقة، بعدما تمكنت العناصر الامنية من كشف تحرّكات لعناصر ارهابية تنتمي الى تيارات تكفيرية (تنظيم القاعدة) في بعض المخيمات الفلسطينية وخارجها، وبوشرت التحقيقات مع الموقوفين الذين اعترفوا بالتحضير لتفجيرات انتحارية في ثلاثة مراكز دينية شيعية.

وكشفت المصادر الامنية «ان هذه التفجيرات كانت محددة في الضاحية الجنوبية، وبشكل متزامن، بين تفجير انتحاري يستهدف حسينية الناصر في الاوزاعي، وتفجير ثان يستهدف مجمّع الليلكي، وتفجير ثالث يستهدف مجمع الكاظم في حي ماضي».

وقد عرضت مديرية قوى الأمن الداخلي عبر موقعها على تويتر خريطة تظهر الأماكن التي كانت تخطط الشبكة التكفيرية الإرهابية لتنفيذ عمليات انغماسية متزامنة فيها، إضافة إلى الأحزمة الناسفة والمتفجرات والأسلحة التي تم ضبطها مع الشبكة التكفيرية.

من جهتها، أشارت “اساس ميديا” الى ان ثمّة مسار بدأته “شعبة المعلومات” منذ العام 2018 سابق للعملية النوعية التي تمّ الكشف عنها أمس وأدّى تصدّي “الشعبة” لها إلى تجنيب لبنان مجدّداً وقوع فاجعة حقيقية إثر تحديد “داعش” ثلاثة مواقع في الضاحية الجنوبية لتنفيذ عمليات انتحارية متزامنة من قبل ثلاثة أشخاص جنّدتهم “الشعبة”. 

بتقدير مصدر أمني مطّلع أنّ “هذا النوع من العمليات الانغماسية فُرمِل في مرحلة معيّنة، ثمّ نَشط مجدّداً، لكنّ تسريع الطلب بتنفيذ العملية أتى عقب اغتيال “أبي إبراهيم الهاشمي القرشي” زعيم تنظيم “داعش” في بداية شباط الجاري خلال إنزال جوّي للقوات الأميركية في بلدة أطمة الحدودية مع تركيا في ريف إدلب، في سيناريو مشابه لاغتيال “أبي بكر البغدادي” عام 2019، ويأتي في سياق الانتقام من حزب الله”.

Exit mobile version