العناية بالبشرة ليست رخاء او فقط لمن يملكون اليُسر المادي، او يمكن حصر هذا الروتين بفئة معينة، باعتباره رفاهية من اجل الحفاظ على «البريستيج» والصورة الجذابة في المجتمع، بل هو أسلوب حياة ضروري، يعكس علامات الصحة والشباب، وقد يعطي البشرة عمرا أصغر من عمرها الحقيقي. لذا ، يجب المداومة على ترطيب البشرة وتغذيتها ضمن الأطر المعقولة وبعيدا عن المبالغة، خاصة في الأجواء الحارة والجافة، والا ستفاجئكم التجاعيد العميقة في سن مبكرة.
بالموازاة، أشار تقرير لموقع «شاغ كزداروفيو» الروسي الى ان «البشرة التي تتعرض يوميا لبيئة ضارة، تحتاج الى مزيد من العناية المكثفة، والى جانب الترطيب الملائم ينبغي الاجتهاد على الاعتناء بالجلد».
في الحقيقة، ان عالم مستحضرات العناية بالبشرة بات مهماً جداً، خاصة في هذا العصر الحديث، حيث أصبحت الصورة تكاد ان تكون اهم من الجوهر، لذا فاذا كنتم تبحثون عن طريقة جيدة فعالة لمقاومة خطوط التجاعيد العميقة، فتّشوا عن هذا الحمض في المنتجات المخصصة للعناية بالجلد قبل الشراء.
الهيدوركسيسيناميك
يعتبر خبراء الجلد والتجميل ان «الهيدوركسيسيناميك» او «الفيروليك» يناسب في المجمل جميع أنواع البشرات، لان لهذا الحمض تأثير فعال في مواجهة التجاعيد ومكافحة علامات التقدم في السن، ويعمل على تعزيز نضارة اللحاء. وقد اثبتت الدراسات الحديثة انه يساعد في تنظيم انتاج الميلانين، والحد من الشوائب التي تظهر على سطح الجلد مع التقدم في السن. ويعد من المركبات العضوية المضادة للأكسدة التي تحفظ «الادمة» من التلوث والاشعة الضارة.
اين يتواجد!
الى جانب توافر حمض الفيروليك على شكل كبسولات او كريمات وامصال، يمكن إيجاده في خلايا النبات كالأرز، الشوفان، بذور التفاح والبرتقال، وأيضا يمكن العثور عليه في الفشار وبراعم الخيزران والطماطم وغيرها…
وفي هذ السياق، اشارت بعض الدراسات الى ان «الفيروليك» كمادة كيميائية، يعد أحد اقوى أنواع مضادات الاكسدة التي تمنع تلف الخلايا في جميع انحاء الجسم، ومن بينها القشرة الخلوية، ويدخل في تركيبة العديد من منتجات الاعتناء بالطبقة الخارجية، سواء الكريمات او السيروم، لأنه يحد من الجذور الحرة ويحيدها ويمنع انتشارها».
فوائده رائعة
وفصّلت الاختصاصية في الامراض الجلدية والتجميلية د. غادة قصير في حديث لـ «الديار» عن سمات الفيروليك، فقالت: «نسمع كثيرا عن مضادات الاكسدة او ما يسمى بالمواد التي تحارب الاجهاد الاكسيدي، والذي يظهر جراء التوتر أو بسبب تناول بعض أنواع معينة من الأطعمة، أيضا الشمس وهناك عوامل أخرى تؤدي الى الشيخوخة والعديد من الامراض الجلدية». اضافت «يوجد عناصر أساسية معروفة، واستخدامها شائع مثل فيتامين «E» و «C»، ولكن القليل يعرف عن «الفيروليك اسيد» او «حمض الفيروليك»، الذي يعتبر من مضادات الاكسدة القوية التي تقاوم تلف خلايا الجلد، فهو يساعد في الحفاظ على تماسكه ويمنع ترهله».
تابعت «اليوم هذه المادة باتت موجودة في مستحضرات العناية بالبشرة، وتعود أهمية هذا «الحمض» أيضا الى قدرته على محاربة التصبغات الجلدية، لأنه يحمي من ضرر العوامل البيئية مثل التلوث والاشعة ما فوق البنفسجية «UVA» و «UVB»، مما يبطئ من تكوّن الخطوط الدقيقة والتجاعيد. لذا يعمل على التخلص من البقع من خلال كبح انزيم «تايروسيناز» الذي يحفز البشرة على انتاج الميلانين». واشارت الى «الى ان لديه فعالية في التخفيف من الالتهابات الجلدية، ومن خصائصه منع انتشار البثور بمختلف أنواعها، ومن بينها حب الشباب».
أفضل وقت لاستخدامه
ونصحت قصير «بوضع هذا الحمض في الصباح للاستفادة من جميع خصائصه، لكن في الوقت عينه لا يجب الاستغناء عن الواقي الشمسي، لان الفيروليك لا يوفر للبشرة الحماية القصوى التي يقوم بها كريم الحماية من الشمس، الا انه يعزز من فعاليته. وبناء على ذلك، ينصح باستخدامهما جنبا الى جنب». وقالت ان «اصحاب البشرة الحساسة عليهم اجراء اختبار للمنتجات التي تحتوي على الفيروليك من خلال التجربة على المعصم، للتأكد من تناغم المستحضر مع البشرة، وتحسبا من حدوث أي رد فعل تحسسي».
وتطرقت الى أنواع من الفيتامينات الأخرى الى جانب «الفيروليك اسيد» التي تندرج تحت عنوان العناصر المضادة للأكسدة منها، «E» و «C»، وتؤدي العناصر الكيميائية المستخرجة من بعض النباتات وأنواع الشاي اليوم، دورا أساسيا مهما في المكملات والكريمات الجلدية لمحاربة الشيخوخة، وأيضا مقاومة السرطانات الجلدية والتخفيف من عوامل الاكسدة، مثل «الفلافونويد». ولفتت الى ان هذه المواد باتت منتشرة على نطاق واسع، وتعتبر أساسية في العديد من المنتجات».
خدود ممتلئة
وشرحت قصير قائلة: «عند الحديث عن الخدود الممتلئة، يجب التطرق الى عاملين أساسيين هما:
- أولا : «مادة «الهيالورونيك» ، ونستخدمها عادة كـ «فيلر» عن طريق الحقن بالإبر، وقد اثبتت الدراسات الحديثة في هذا الإطار، اننا نستطيع اخذ هذه المادة كحبوب، حيث تمنح البشرة المظهر الممتلئ وتساعد على حفظ الماء في الجلد».
- ثانيا: «الكولاجين» يعتبر جزءا أساسيا، خاصة لذوي البشرة التي تفتقد «الايلستين»، لان الاخير من العناصر المهمة على صعيد شد البشرة واعطائها القوام الصلب اللازم لمحاربة الشيخوخة والتجاعيد. ونستطيع الحصول عليه من المكملات الغذائية أو عن طريق الكريمات ومساحيق التجميل».
ولفتت قصير «الى وجود شروط معينة لآلية استخدام هذه المواد، لأنه لا يزال هناك جدال قائم حتى اللحظة حول ما إذا كان الكولاجين ينجذب الى داخل البشرة ام لا»، موضحة «ان لسرعة امتصاصه يجب ان تكون نسبته أكثر من 6 غرامات، او اخذه كشراب عن طريق الفم، وان يكون منشأه «المارين»، كونه الأفضل للبشرة بحسب الدراسات».