أوكرانيون “يستعدون للأسوأ”.. ملاجئ مغلقة وإرشادات لـ”البقاء على قيد الحياة” (الحرة)

Share to:

الحرة 

بينما كانت القوات الروسية تحتشد على حدود أوكرانيا، نفضت كييف الغبار عن ملاجئ الحرب الباردة وأعادت تجهيزها تحسبا لأي غزو محتمل، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.

أناستاسيا وأليكسي كيرينكو، زوجان يبحثان ضمن خريطة للمخابئ المحصنة، لإيجاد ملاذ آمن، بعدنا تبين أن الملجأ الخاص بالمبنى الذي يقطنون داخله، هو عبارة عن ناد للتعري. 

“ليس من السهل الاستعداد للأسوأ”، بهذه العبارة تصف أناستاسيا واقع الأوكرانيين الذين يخشون اشتعال الحرب مع روسيا. 

والسبت، كشف مسؤولان أميركيان، أن روسيا لديها “نحو 70 في المئة من القوة القتالية” التي تعتقد أنها ستحتاجها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا، وأنها سترسل مزيدا من القوات التكتيكية إلى الحدود مع أوكرانيا.

وأضاف المسؤولان أن أعداد كتائب الجنود في المناطق الحدودية ارتفعت إلى 83 كتيبة مؤخرا، حيث يوجد 14 كتيبة أخرى على الطريق.

ويتهم الغربيون موسكو منذ نهاية عام 2021 بحشد آلاف الجنود على حدود أوكرانيا تمهيدا لغزو محتمل وهو ما تنفيه روسيا، مؤكدة أنها تسعى فقط لضمان أمنها.

ومثل عدد متزايد من الأوكرانيين، حاول عائلة كيرينكو، الاستجابة للنصائح الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعي: “احزموا الحقيبة، خططوا لطرق الهروب، ضعوا خطة، الوثائق والأوراق الشخصية”. 

ولكن الأوكرانيين غير متأكدين من أنهم سيتعرفون على صفارات الإنذار التي تعود إلى الحقبة السوفيتية في كييف إذا سمعوا واحدة، أو إذا كانت الأبواق ستعمل بالأساس.

بدوره، قال ألكسي: “بصراحة، ليس لدينا أي فكرة عما يجب أن نفعله، كل هذا جديد بالنسبة لنا”.

ولم يعش أحد في البلاد مثل هذه التجربة من قبل، حتى ثماني سنوات من القتال في المقاطعات الشرقية لم تجبر سكان العاصمة، أكثر من 350 ميلا من المناطق المتنازع عليها، على كل هذا الخوف.

وفي هذا الصدد، أشارت آنا بيكتينا (30 عاما)، ناشطة مدنية، إلى العام الذي غزت فيه روسيا شبه جزيرة القرم وبدأ الصراع الأوكراني مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس الشرقية، قائلة: “في عام 2014، لم يكن هناك ضجة مثل هذه على الشبكات الاجتماعية، هذا غريب بالنسبة لنا.”

وأوضحت بيكتينا أن “جميع الصفحات على موقع فايسبوك مليئة بالإرشادات، كيفية تعبئة حقيبة التنقل، إبقاء السيارة مليئة بالوقود، البقاء على قيد الحياة بدون كهرباء”.

وذكرت أنها تعرف أشخاصا يأخذون دورات عبر الإنترنت في الإسعافات الأولية والدفاع عن النفس.  

وحاولت بيكتينا تجاهل كل ذلك حتى منتصف يناير الماضي، عندما أقنعتها الأخبار بأن التهديد حقيقي مع روسيا وبأن الحرب قادمة، لتطلب بعدها مفتاح الملجأ من مدير المبنى. 

ولا شيء من هذا يعتبر سهلا لسكان كييف، وهي مدينة جبلية مليئة بالمقاهي المشرقة والحانات الصاخبة، حيث تحولت معظم الملاجئ فيها لنواد للرقص والسهر. 

في غضون ذلك، تعمل الحكومة على وضع أنظمة الدفاع المدني الخاصة بها على أساس مدة وتوقيت الحرب المتوقعة.

وبدأت مدارس كييف في إجراء تدريبات على الإخلاء الفوري، ويستعد مترو الأنفاق لتقديم خدمة مزدوجة تتمثل بتأمين ملاجئ جماعية. 

ويدقق المهندسون في نظام صافرات الإنذار الذي تم اختباره على نحو الأسابيع الماضية، ولكن لم يتم تفعيله في الواقع منذ أيام الاتحاد السوفيتي، وفقا لما نقله التقرير عن مسؤول في المدينة.

وقال أرسين أفاكوف، الذي كان وزير داخلية أوكرانيا حتى تنحيه العام الماضي، إنه منذ عام 2014 طورت البلاد خططا قوية لحماية البنية التحتية المدنية والاستجابة لحالات الطوارئ الجماعية.

وأضاف أفاكوف أن “الخطط خضعت لمناورات حربية واسعة النطاق ثلاث مرات منذ بدء التعزيزات الروسية.

وتابع: “نحن نعرف ما يجب أن نفعله ليس فقط من الناحية النظرية، ولكن من الممارسة (..) نحن أكثر استعدادا حتى مما كنا عليه قبل أسبوعين”.

ويتوقع في حال حدوث غزو واسع النطاق أن تكون الخسائر كبيرة جدا، وقد تتكبد أوكرانيا ما بين 5000 إلى 25 ألف ضحية في صفوف قواتها، في حين ستتكبد القوات الروسية 3000 إلى 10 آلاف ضحية من قواتها، فيما قد تتراوح الخسائر في صفوف المدنيين قرابة 50 ألف شخص، وفقا للتقديرات الأميركية.

كما تتخوف واشنطن من أن الغزو الكامل قد يؤدي إلى حدوث موجات لجوء لداخل أوروبا، تصل أعدادها إلى الملايين، بحسب رويترز. 

Exit mobile version