في كل عام، يقوم علماء الفلك باكتشافات جديدة مذهلة تعمل على تعميق فهمنا للكون وكل ما يحتويه، وهي اكتشافات بالغة الأهمية في العديد من المجالات، فيما يودع العلماء العام 2024 بنفس الطريقة بعد أن سجلوا العديد من الاكتشافات والإنجازات.وبحسب تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” Newsweek الأميركية، واطلعت عليه “العربية.نت”، فإن علماء فلك بارزين تحدثوا عن اكتشافات بارزة ومذهلة خلال العام الحالي.
وتقول ويندي فريدمان، أستاذة علم الفلك والفيزياء الفلكية بـ”جامعة شيكاغو”، إن النتائج الأولى من أداة التحليل الطيفي للطاقة المظلمة (DESI) كانت مثيرة، حيث تمتلك مجموعة (DESI) أطيافاً لستة ملايين مجرة، وتمكن العلماء من خلالها من النظر إلى كيفية توزيع المجرات عندما تنظر إلى الوراء في الزمن الكوني.وتتنبأ نظرية أينشتاين للجاذبية بما يجب أن يكون عليه هذا التوزيع واسع النطاق للمجرات، وقد اجتازت اختبار كيفية نمو البنية بمرور الوقت في الكون.وعلى الرغم من أنه كان من المدهش والمثير للاهتمام أنَّ نظرية النسبية العامة لأينشتاين لم تصمد، فإن النتيجة تستبعد النظريات البديلة للجاذبية، وتختبر النسبية العامة على مقاييس كبيرة جداً جداً.
وسيكون هناك الكثير مما سيأتي من هذا المسح مع الحصول على المزيد من الأطياف في المستقبل، بحسب ما تؤكد “نيوزويك”.أما جورج إفستاثيو، وهو الأستاذ الفخري في الفيزياء الفلكية بمعهد كافلي لعلم الكونيات في “جامعة كامبريدج”، فيقول “إن نتائجي المفضلة لعام 2024 هي قياسات تقلبات الكتلة من تلسكوب علم الكونيات أتاكاما ومن أجهزة مطيافية الطاقة المظلمة”.
وأضاف “إنها تتفق تماماً مع تنبؤات النسبية العامة، وهي تقدم دليلاً إضافياً على أن الكون يهيمن عليه المادة المظلمة والطاقة المظلمة”.من جهته، يقول أفي لوب، وهو أستاذ العلوم ومدير معهد النظرية والحساب بـ”جامعة هارفارد” إن “اكتشافي المفضل لعام 2024 هو النقاط الحمراء الصغيرة، وهي فئة من المجرات المدمجة في وقت مبكر من الكون اكتشفها تلسكوب ويب في مارس 2024”.
وقبل ثلاثين عاماً، نُشرت ورقة بحثية تنبأت بوجود مثل هذه المجرات بناءً على فكرة أن جزءاً صغيراً من جميع المجرات سيكون له دوران صغير، مما يسمح للغاز بالاستقرار عن طريق الجاذبية الذاتية في منطقة صغيرة حيث يصنع النجوم ويمكن أن يغذي ثقباً أسود مركزياً فائق الكتلة.
أما مارتن ريس، الأستاذ الفخري لعلم الكونيات والفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج فيقول إنه يعتقد بأنه “يجب علينا الاحتفال بإنجازات تلسكوب جيمس ويب”.
ويشير إلى أنه “من خلال دقة زاويته الحادة وقدرته على المراقبة بالأشعة تحت الحمراء، فقد أحدث تلسكوب جيمس ويب اختراقات حقيقية في مفهومنا للمجرات التي تتشكل حديثاً”. وأضاف: “نحن نفهم جيداً كيف تتكتل المادة المظلمة مع توسع الكون، ونتوقع أن يتراكم الغاز البدائي في آبار الجهد الجاذبي التي توفرها هذه التكتلات”.
ويشير إلى أن “عملية سقوط الغاز معقدة للغاية ونتوقع أن تكون أكثر تعقيداً في هذه الأنظمة المبكرة لأنها أكثر كثافة ويمكن للغاز أن يبرد بسهولة أكبر، مما يعني أن موجة الصدمة تتطور وتشكل النجوم سيحدث بكفاءة أكبر”.
ويضيف: “لقد قدم تلسكوب جيمس ويب دفعة مماثلة لما أعتبره نقطة نمو ثانية مثيرة للاهتمام في علم الفلك – وهي خصائص “الكواكب الخارجية” التي من المعروف الآن أنها تدور حول معظم النجوم في السماء”.
وتابع: “في الأمد البعيد، نأمل أن نتمكن من الحصول على معلومات حول الغلاف الجوي وبنية سطح الكواكب مثل الأرض. هذا يشكل تحدياً كبيراً ولكن هناك بالفعل معلومات مثيرة للاهتمام حول ما يسمى “عوالم الماء” التي هي أثقل من الأرض ولكنها تتكون من الصخور مثل نبتون في نظامنا الشمسي”.