وجه أهالي الموقوفين في ملف انفجار مرفأ بيروت، رسالة الى السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتيري، جاء فيها:
“بعدما قرأنا الرسالة العامة للبابا يوحنا الثالث والعشرون بعنوان PACEM IN TERRIS سنة 1963، لا يسعنا الا ان نلاحظ ان طلبنا منكم اليوم هو رسالة هذا القديس الى الأرض، حيث ركزت هذه الرسالة على الحقوق القانونية والإنسانية، وعلى أساساتها اللاهوتية ومنبعها الإلهي.
فهذه الرسالة كانت صوت ضمير العالم ودفاع متولع عن الحرية الإنسانية، وصدى متواضع لوصية المسيح وانعكاس لقلبه، فكانت شرعة متكاملة لحقوق الإنسان. أيدت دولة القانون وتوزيع السلطات وانحصار صلاحية هذه السلطات في حماية حقوق الإنسان، وشجعت على قيام سلطة تعلو الدول من أجل صوت حقوق الإنسان.
نكتب هذه الرسالة الى الحق في الحياة وفي الحرية الجسدية وفي المعيشة اللائقة. أن الدول التي تتخذ تدابير تتعارض مع النظام الأخلاقي والمشيئة الإلهية تنعدم سلطتها ولا تعود ملزمة للمواطنين، وحتى لو تلبست تدابيرهم بلباس القانون، فإن القانون يصبح جائزا ولا يعود متسما بطابع القانون، بل يصبح شكلا من أشكال العنف.
لذلك، نحن نقف أمامكم اليوم للمطالبة بهذه الحقوق الإلهية لا أكثر.
نطلب منكم التدخل الفوري السياسي والمعنوي للافراج عن أهالينا، نظرا للتعذيب والتدمير الذي تعرضت له عائلاتنا بسبب هذا الإعتقال غير القانوني والتعسفي، المخالف للمبادىء التي قررتها الأمم المتحدة، انطلاقا من المبادىء المذكورة في رسالة البابا يوحنا الثالث والعشرون. فإن أهالينا موقوفين احتياطيا في ذمة التحقيق وأصبح حرب سياسية بين أطراف معروفين. وذلك منذ 18 شهرا، دون أي محاكمة أو من دون إعلامهم بالسبب الذي يفرض هذا التوقيف وذلك وفق القانون.
ان الاستتنسابية الحاصلة مع أهالينا تخالف مبدأ المساواة أمام القانون، فتم الإدعاء لاحقا على أشخاص آخرين من وزراء وقضاة ومديرين وقادة أجهزة أمنية من قائد الجيش ومدير الأمن العام ومدير أمن الدولة، ولكن ويا للأسف لم يتم توقيف أحد على الرغم من مطابقة الإدعاء وفي تمييز واضح حسب الوضع الإجتماعي أو الطائفي أو غيره.
آمالنا فيكم كبير، سعادة السفير في إجبار المسؤولين بوجوب التقيد بمبادىء العدالة ومبادىء حقوق الإنسان والإفراج عن أهالينا الى حين بدء المحاكمة التي ننتظرها بفارغ الصبر، لكي يتسنى لكل واحد منهم إبراء سمعته والدفاع عن نفسه وإثبات براءته بالادلة والبراهين التى تبين مدى الظلم الذى لحق بهم منذ سنة ونصف”.