من يعتقد ان الحرب ستنتهي بعد اسبوع او اسبوعين او سنة أو سنتين فهو مخطئ، فطالما “اسرائيل” موجودة الحرب مستمرة بأشكال مختلفة ، ولن تنتهي إلا بغالب او مغلوب ، هذا هو العنوان والباقي تفاصيل .
وحسب مصادر سياسية درزية عليمة ، فان المشروع “الاسرائيلي” قائم على التفتيت والدويلات الطائفية . والمحاولات “الاسرائيلية” لاقامة الدولة الدرزية لم تتوقف منذ قيام الكيان، لتحويل الدروز الى حرس حدود لـ “اسرائيل”، عبر اقامة كانتون درزي شبيه بدولة لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد وبعده انطوان لحد، التي اسقطته المقاومة عام. ٢٠٠٠ .
هذا المشروع حسب المصادر الدرزية ، حاولت “اسرائيل” فرضه وتكريسه على أرض الواقع خلال اجتياحها عام ١٩٨٢ ، لكن المقاومة الوطنية آن ذاك أفشلت المشروع .
وفي المعلومات ، ان مشروع الدولة الدرزية طرح في الستينات على الراحل كمال جنبلاط عبر موفدين دروز من فلسطين المحتلة ، عقدوا اجتماعات في لندن مع فاعليات درزية لبنانية، وسلموهم نسخة عن مشروع الدولة الدرزية ، وحرضوهم على الامر مع تأمين الدعم ، وكان بين اعضاء الفاعليات الدرزية اللبنانية المحامي كمال ابو لطيف، الذي ابلغ كمال جنبلاط تفاصيل ما حصل وسلمه الوثائق . وعلى الفور ، وضع كمال جنبلاط الراحل جمال عبد الناصر والسوفيات والقادة العرب في كل التفاصيل ، وسقطت محاولة الستينات ، وتجددت عام ١٩٨٢.
في المعلومات ايضا ، ان عشرات الوفود “الاسرائيلية” حضرت الى لبنان عام ١٩٨٢ مع الاجتياح “الاسرائيلي” ، وسوقوا لمشروع الدولة الدرزية بدعم من اكاديميين دروزا في الولايات المتحدة ، وعقدوا سلسلة مؤتمرات في جامعة جورج تاون الاميركية عام ١٩٨٢ ، مع رجال أعمال من لبنان وسوريا وفلسطين والاردن والمغتربات ، ورعت المؤتمر المخابرات “الاسرائيلية” والبريطانية ، وصدر عنه توصية بإقامة الدولة الدرزية . وشكلت لجان مختلفة لاثارة المشروع في كل المحافل الدولية ، على ان يبدأ العمل على أرض الجبل عبر اثارة الفتن والمجازر بين الدروز والمسيحيين.
وتؤكد المعلومات ، ان العقبة امام المشروع “الاسرائيلي” يومها كان وليد جنبلاط، الذي رفض كل الاغراءات والمحاولات “الاسرائيلية” لاقامة الكانتون الدرزي مهما كانت النتائج ، واصدر مع الأمير مجيد ارسلان والشيخ محمد ابو شقرا المذكرة الدرزية الشهيرة التي تضمنت ولاء الدروز للبنان والعروبة ورفض المشاريع المشبوهة. وبعدها تعرض وليد جنبلاط لسلسلة من عمليات الاغتيال، كان آخطرها امام كلية الحقوق في الصنائع ونجا باعجوبة، ” قلبة دولاب” ونجا معه لبنان من مخطط “اسرائيلي” تفتيتي . وغادر جنبلاط بعدها إلى دمشق وقاد منها معركة إسقاط مشروع الدولة الدرزية وحماية العروبة مع نبيه بري بغطاء من حافظ الاسد، وقال جنبلاط يومها: “حماية الدروز بعروبتهم، ولن أسير بمشاريع جهنمية مهما كلفني ذلك ومهما كانت التضحيات”.
وتشير المعلومات الى ان محاولات اقامة الدولة الدرزية تجددت عام ٢٠١١ مع الحرب الكونية على سوريا ، ويذكّر مجموعة من الاعلاميين اللبنانيين خلال لقاء مع مسؤول سوري كبيرعام ٢٠١١ قوله لهم، ” ان الخطر الحقيقي والكبير على سوريا من الجنوب عبر المشاريع التفتيتية “الاسرائيلية” لاقامة الدولة الدرزية، ولدينا معلومات وليس تحليلات في هذا الشأن”. ومنذ بداية الأحداث السورية لعبت كل مخابرات الأرض باهالي جبل العرب لتفريقهم وجرهم الى المشروع التقسيمي ، مستفيدين من الدعم الخارجي وضعف الدولة وأخطاء الاجهزة المتشعبة ، والوضع المعيشي وملايين الدولارات التي جاءت من “اسرائيل” عبر موفق ظريف وغيره . كما عقدت لقاءات عدة في تركيا حضرها موفدون دروز من لبنان وسوريا والاردن وفلسطين والمغتربات ومستشار نتنياهو ، ووضعت الخطط للتحركات والتنفيذ .
ويومها سربت المخابرات التركية خطط الاجتماع لدول عديدة، ومنعت بعدها اي اجتماع على اراضيها . وبحسب المصادر ، فان كل المحاولات لتنفيذ المشروع “الاسرائيليي” باءت بالفشل رغم خطورة أحداث السويداء ، ولعبت تحذيرات وليد جنبلاط وطلال ارسلان دورا بارزا في عقلنة طروحات المحتجين في جبل العرب، وتحذيرهم من الانجرار الى المشاريع المشبوهة مقابل دعم مطالبهم المعيشية . كما اكتشف الكثيرون من فاعليات السويداء مخاطر ما يجري، واعلنوا التمسك بالدولة السورية وبان الأخطاء لا تبرر الطروحات الانفصالية ، واستنكروا تحركات احد مشايخ العقل حكمت الهجري وما يقوم به من خطوات انفصالية .
وتقول المصادر ان تعاطي الدولة السورية الايجابي ساهم ايضا مع متظاهري السويداء الى تراجع وهجها، رغم كل محاولات مستشار نتنياهو مندي الصفدي وكمال اللبواني وغيرهم لضرب استقرار جبل العرب .
وتؤكد المصادر الدرزية ، ان فشل المخططات “الاسرائيلية” في جبل العرب في سوريا، والدفع بابنائه الى الاقتتال الداخلي والانفصال عن الدولة والهرولة وراء المشروع “الاسرائيلي” ، جعلها تتحرك مجددا على خط اثارة الفتن بين المواطنين العرب داخل فلسطين المحتلة . وقام الإعلام “الاسرائيلي” بابراز دور الجنود الدروز المجندين في جيش الاحتلال وتحديدا في غزة ، وترافق ذلك مع زيارة لنتنياهو الى موفق ظريف أثارت غضب ملايين المسلمين واحرار العالم ، بالإضافة إلى نشر صور سلطان باشا الاطرش وكمال جنبلاط أثناء تشييع احد القتلى الدروز في جيش الاحتلال، مما استدعى ردودا عنيفة من القيادات الدرزية السياسية في لبنان ، وسجال حاد بين وليد جنبلاط وموفق ظريف . وتم الرد ايضا على ظريف من بيصور عبر موقف وطني موحد داعم للمقاومة في غزة ولبنان ، وهذا ما اثار مجددا موفق ظريف و”الموساد الاسرائيلي”، اللذين تحركا لضرب ما صدر من مواقف درزية داعمة للمقاومة .
ومنذ اسبوع، تضيف المصادر، قام وفد من ضباط “الموساد” وبعض المشايخ التابعين لظريف بجولة في مناطق الجولان السوري المحتل شملت مجدل شمس ، وطالبوهم باصدار بيانات ضد الدولة السورية والمقاومة، وحذروهم من عمليات قصف قد تشهدها المنطقة من الجانب السوري، وضرورة التحرك دوليا لابعاد المقاومة عن خطوط التماس، والعودة الى الاتفاقات الموقعة بعد حرب تشرين مع سوريا . فرفض اهالي الجولان الامر ، واكدوا الوقوف مع المقاومة والدولة السورية ، كما طردوا الوفد “الاسرائيلي” ، لكن الاعلام العبري استمر بالتركيز على موضوع الدروز والانقسامات، تمهيدا لعمل ما قد يقلب الصورة الحالية ويؤسس لنقمة درزية شاملة على الدولة السورية والشيعة والمقاومة. فجاء صاروخ مجدل شمس ، لكن حسابات الحقل “الاسرائيلي” فشلت امام” البيدر الدرزي” الموحد خلف مواقف جنبلاط وارسلان وكبار المرجعيات الروحية وفي مقدمهم الشيخ امين الصايغ ، باتهام “اسرائيل” بالوقوف وراء اطلاق الصاروخ . وهذا ما زاد من الارباك “الاسرائيلي” مع تبني اهالي مجدل شمس مواقف جنبلاط وارسلان والمرجعيات الروحية ، وتمثل موقف اهالي مجدل شمس بطرد وزير المال “الاسرائيلي” من التشييع واتهام جنوده بالحادث .
وحسب المصادر الدرزية ان الساعات القادمة حاسمة، فالملف الدرزي فتحته “اسرائيل” ولن تقفله بسهولة، وستحاول الظهور بمظهر الحامي للدروز والاقليات عبر الرد العنيف على لبنان، وهذا يفرض موقفا درزيا جامعا ، وصفحة جديدة في العلاقات بين سوريا وجنبلاط لحماية الجبل ولبنان وسوريا في اخطر مرحلة من تاريخ المنطقة.
الشهداء والضحايا
شهداء وضحايا القصف الذي استهدف مجدل شمس (ملعب البلدة) يوم السبت 27/07/24 :
فجر ليث ابو صالح ( ١٦ سنة) ، أمير ربيع أبو صالح ( ١٦ سنة)، حازم أكرم ابو صالح ( ١٥ سنة)، جون وديع إبراهيم (١٣ سنة)، إيزيل نشأت ايوب ( ١٢ سنة)، فينيس آدهم صفدي ( ١١ سنة)، يزن نايف ابو صالح (١٢ سنة)، ألما أيمن فخر الدين ( ١١ سنة)، ناجي طاهر حلبي ( ١١ سنة)، ميلار معضاد الشعار (١٠ سنوات)،