أصوات نوّاب “لبنان القوي” غداً تُظهّر وضع العلاقة بين “التيّار” و”الحـ.ـزب”!

Share to:

الديار: دوللي بشعلاني

تُظهر جلسة مجلس النوّاب العاشرة لانتخاب رئيس الجمهورية غداً الخميس، ما ستُصبح عليه العلاقة بين «التيّار الوطني الحرّ» وحزب الله من الآن فصاعداً، لا سيما بعد الزكزكة الأخيرة التي حصلت في الجلسة الماضية من قبل بعض نوّاب تكتل «لبنان القوي» الذين انتخبوا «ميشال»، و»معوّض» كلّ على ورقة منفردة، ملوّحين بإمكانية فكّ التفاهم مع الحزب والذهاب الى انتخاب رئيس «حركة الإستقلال» النائب ميشال معوّض. علماً بأنّه قد عَقِب هذه الجلسة كلام رئيس «التيّار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل المتلفز، والذي بدا فيه معتذراً من الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله من دون أن يفعلها، أو بالأحرى محافظاً على ماء الوجه مع الحزب، وعلى خط الرجعة لإعادة «تفاهم مار مخايل» الى ما كان عليه، وإن قال بأنّه «بات اليوم على المحك»، وإلّا فلن يبقى لدى باسيل أي حليف سياسي في الداخل.


 
وتقول مصادر سياسية مطّلعة بأنّ جلسة انتخاب الرئيس قبل ظهر يوم غد الخميس، وهذا ما يُفترض أن يحصل، بعد أن «طار» الحوار الذي كان يرغب رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بعقده بدل جلسة الإنتخاب، بسبب رفضه من كتل نيابية عدّة، فإنّ أصوات نوّاب تكتّل «لبنان القوي» التي قد تعود للإلتزام بالورقة البيضاء، أو على الأقلّ ليس بالتلميح الى إمكانية انتخاب معوّض في المستقبل، ستُظهّر ما باتت عليه العلاقة بين «التيّار الوطني الحرّ» وحزب الله من تهدئة مطلوبة من الطرفين.. علماً بأنّ «القوّات اللبنانية» قد اشترطت لتلبية الدعوة الى الحوار، أن يُصار الى إجراء الدورة الأولى من الإنتخاب، ثمّ عقد جلسة الحوار ليُكمل المجلس بعد ذلك الدورة الثانية من الإنتخاب. ولهذا فإنّ جلسة الإنتخاب لن تتحوّل الى جلسة حوار، بل ستكون على غرار الجلسات السابقة.

وأشارت المصادر الى أنّ الرسالة التي وجّهها «التيّار» الى الحزب في جلسة الإنتخاب الأخيرة، قد وصلت. ولهذا فلن يقوم «التيّار» بتكرارها في جلسة انتخاب يوم غد الخميس. غير أنّ الخطوة التي سيقوم بها يبدو أنّها ستكون منتظرة، على ما أضافت المصادر، ليس فقط من حزب الله، بل من جميع الأحزاب التي يهمّها أين سيتموضع نوّاب تكتّل «لبنان القوّي» في المرحلة المقبلة في حال جرى «فكّ التحالف بين «التيّار» والحزب، سيما وأنّ عددهم 20 نائباً ما من شأنه أن يؤثّر سلباً أو إيجاباً في إيصال أو منع وصول أي مرشّح الى رئاسة الجمهورية.

 
كذلك ترى المصادر نفسها بأنّ عدم توافق «التيّار» والحزب حتى الآن على إسم مرشح لرئاسة الجمهورية، في ظلّ إصرار «التيّار» على عدم التصويت لرئيس «تيّار المردة» النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، وإمكانية ذهاب النائب باسيل الى ترشيح نفسه، سيجعل الحزب مضطرّاً الى تفضيل أحد المرشّحين على الآخر.. كما من شأنه طرح ضرورة تنازل أي من الطرفين للآخر، لناحية اختيار المرشّح الذي سيطرحه الطرف الآخر. وقد يلجأ الإثنان معاً نحو إسم مرشح ثالث، لكي لا يتمّ فرض التفضيل بين فرنجية وباسيل على الحزب.

في الوقت نفسه، فإذا ذهب «التيّار» الى التصويت بشكل جدّي الى المرشّح ميشال معوّض، على ما عقّبت المصادر، مع الأصوات التي يحصل عليها عادة في جلسات الإنتخاب والتي قاربت الخمسين صوتاً، أو تحديداً 49 صوتاً بين مقترع ومؤيّد (كان غائباً عن الجلسة)، فإنّ أصوات «التيّار» أو تكتل «لبنان القوي» يُمكنها إيصال معوض الى قصر بعبدا، غير أنّ المصادر استبعدت أن يتخذ «التيّار» مثل هذه الخطوة، على الأقلّ في هذه المرحلة بالذات، خصوصاً وأنّ المرشّحين الجديين يقومون باتصالاتهم في الداخل والخارج لتبيان من منهم ستكون حظوظه مرتفعة أكثر، وتوصله في نهاية المطاف الى الموقع الرئاسي.

وفيما يتعلّق بـ «تفاهم مار مخايل» الذي جرى في كنيسة مار مخايل التي تقع في حارة حريك، وترمز الى التعايش بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، ذكرت المصادر أنّه من المهم التذكير بأنّ مذكّرة التفاهم قد جرى التوقيع عليها في 6 شباط 2006، من قبل مؤسس «التيّار الوطني الحرّ» آنذاك العماد ميشال عون، والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، ما يعني بأنّ عون ونصرالله هما المعنيان بهذه المذكرة بشكل مباشر، وإن آلت رئاسة «التيّار» الى النائب باسيل. الأمر الذي يستوجب لدى إعادة النظر في بنود هذه المذكّرة التي ناقشت الإختلافات والأهداف المشتركة للحزبين، ومنها: الديموقراطية التوافقية، قانون إنتخابي نسبي، علاقات لبنان الخارجية وآلية نزع سلاح حزب الله وغيرها، أن يحصل اللقاء بين الرئيس عون والسيد نصرالله في حضور باسيل، وهذا ما يجري العمل عليه بين المعنيين لعقد الإجتماع في أقرب وقت ممكن.


وتقول المصادر عينها بأنّ هذا التفاهم، الذي أسّس تحالفاً بين الحزبين، أدّى الى دعم الرئيس عون لحزب الله في حرب تمّوز- آب 2006، والى تبنّي الحزب ترشيح العماد عون في الإنتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2016، بعد نحو سنتين من الشغور الرئاسي، بعد انتهاء ولاية العماد ميشال سليمان. علماً بأنّ هذا التحالف تعرّض الى نكسات سابقة عدّة، وقد اهتزّ مرّات كثيرة، لكنه لم يقع رغم كلّ شيء، وقد برز في الإنتخابات النيابية الأخيرة من خلال التحالف بين الحزبين في عدد من الدوائر الإنتخابية.. من هنا، يبدو أنّه من مصلحة كلّ من الطرفين عدم 

Exit mobile version