“الأنباء الكويتية”
أكد رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان عماد الحوت ان لبنان لا يمكنه أن يعيش معزولا عن امتداده العربي الطبيعي، فهو الذي ناصر القضايا العربية في مختلف المراحل، واستعان بإخوانه العرب في محطات عديدة فكانوا له نعم السند، مشددا على حرص العدد الأكبر من اللبنانيين على أفضل العلاقات مع الدول العربية، ويرفضون أن يتحول لبنان الى منصة تهديد لأمن واستقرار العالم العربي.
وأشار الحوت في تصريح لـ «الأنباء» الى ان المشكلة ليست في تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي بالنسبة للحرب في اليمن، فهي جاءت قبل تسلمه الوزارة، ولكن المشكلة هي في إصرار الوزير قرداحي على تأكيد مواقفه بعد أن أصبح عضوا في حكومة، نص بيانها الوزاري على أحسن العلاقات مع الدول العربية، وهذا يؤكد على أن الأزمة ليست بريئة وإنما مخطط لها لعزل لبنان عن العالم العربي.
وأضاف : بكل الأحوال أعتقد أن من واجب الحكومة أن تجتمع سريعا لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بإصلاح الوضع واستعادة العلاقات الحسنة مع الإخوة والأشقاء العرب، وعلى وجه الخصوص مع المملكة العربية السعودية، التي كان لها الفضل الكبير في وقف الحرب الأهلية في لبنان عبر توقيع اتفاق الطائف في العام 1989، بالإضافة الى ذلك الأشقاء العرب لم يتركوا لبنان يوما، إلا ومدوا يد العون له، والشواهد على ذلك كثيرة، لاسيما بعد كل اعتداء إسرائيلي، فضلا عن المساهمة في إعمار العديد من القرى والبلدات في الجنوب وغيره من المناطق اللبنانية.
وردا على سؤال عن الأهداف من التمسك بقرداحي، قال الحوت «ان السياق العام لتسريب الفيديو وإصرار قرداحي على مضمون ما قاله في المقابلة، وبالتالي عدم التراجع أو الاستقالة لتسهيل عملية تصحيح الموقف، كل هذا يشير الى احتمال أن الأزمة قد صنعت في سياقين، سياق داخلي مرتبط بالتحقيقات في ملف تفجير مرفأ بيروت ووضع ملف الأزمة مقابل مسار التحقيق، وخارجي في إطار شد الحبل الدولي ـ الاقليمي الدائر في المنطقة والسعي لخلط الاوراق».
وشدد على أهمية وضرورة وجود الحكومة من أجل تنظيم الانتخابات النيابية، التي تشكل فرصة لإعادة تكوين السلطة وانتخاب اللبنانيين لمجلس نيابي جديد، ينتخب رئيس الجمهورية المقبل، بالإضافة الى تشكيل حكومة تستكمل خطوات التعامل مع الازمة الاقتصادية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي.
وأضاف «لهذه الاسباب يعتبر الكثيرون أن استقالة الحكومة لا تحل أزمة لبنان مع الدول العربية، بل تزيد من عمق أزمته نتيجة خطر إلغاء الانتخابات النيابية والدخول في سلسلة أزمات وفراغات دستورية، تزيد من إضعاف الدولة المركزية، وتستفيد منها المشاريع التي ترغب في التوسع على حساب الدولة».
ورحب الحوت بموقف رؤساء الحكومات السابقين، الذين شددوا في بيانهم على ضرورة استقالة او إقالة الوزير قرداحي لإيجاد حل للأزمة مع دول الخليج العربي، وقال «هم محقون في ذلك، ولكن بات واضحا أن هناك فريقا من اللبنانيين يرغب في تعطيل أي مدخل للحل، والسعي لتوظيف الأزمة في السياق الدولي ـ الاقليمي».
وختم الحوت بالقول «لا شك أن حجم التشنج وشد العصب الممارس في لبنان ينذر بالوصول الى توترات أمنية، وما شهده الميدان من أحداث، سواء استفزاز أهل خلدة او أهل عين الرمانة، يشير الى عدم تورع البعض من استخدام الأرض للتغطية على أزماته، أو لإلغاء الانتخابات نتيجة التخوف من نتائجها أو لتحويل لبنان الى صندوق بريد إقليمي».