أزمة شحّ المياه في لبنان… هل بات الأمن المائي مُهدّداً؟

Share to:

الديار – شانتال عاصي

كان للإجراءات البشرية على مدى نصف القرن الماضي تأثير كبير في النظم البيئية، حيث ساهمت الثقافة العالمية الحديثة بشكل كبير في أزمة المناخ. ساهمت النزعة الاستهلاكية، التي تشجع الاستحواذ على الممتلكات والموارد المادية، في ارتفاع مستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاحتباس الحراري، واستنزاف المياه. ولمعالجة هذه المشكلة، من الضروري إجراء تغييرات على القيم والمعايير المجتمعية المتعلقة بالإنتاج والاستهلاك واستخدام الموارد والمسؤولية البيئية والاجتماعية.

كان الجفاف أو ندرة المياه الرابط المشترك أو الكلمة الموّحدة التي تداولتها جميع وسائل الإعلام العربية والأجنبية، تعبيرا عن الحالة التي وصل إليها كوكب الأرض في ما يتعلّق بالمياه بسبب النشاط البشري أو التغيّرات المناخية. فماذا عن لبنان؟

كشف الخبير البيئي ورئيس حزب «البيئة العالمي» البروفيسور ضومط كامل، أن الأمن المائي مهدد مع الأسف، بسبب عدم تساقط كميات الثلوج والأمطار المطلوبة لتغذية مياه الينابيع والمياه الجوفية. ونشهد اليوم شحّاً في مناطق وسدود عدة في لبنان، وأبرزها سد شبروح الذي بات فارغاً اليوم، والينابيع التي تقلّصت فيها كمية المياه بنسبة 60%.

هذا وطمأن الخبير البيئي أن دورة هوائية ستضرب لبنان بين 12 و25 من هذا الشهر، ودورة هوائية أخرى في شباط وآذار، وبالتالي ستنتج منها كمية كبيرة من المتساقطات. ولفت إلى أنه قد يشهد لبنان في شهر آذار موجة من الأمطار والثلوج العنيفة.

حلول لمكافحة شح المياه

تعتبر ندرة المياه أزمة عالمية كبرى تؤثر في المليارات من الناس حول العالم. تنتج من مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك تغير المناخ، والإفراط في استخدام موارد المياه والتلوث. فعواقب ندرة المياه وخيمة، لذا يجب التصدّي لها، بحسب الخبير البيئي، من خلال اعتماد الحلول التالية:

الآثار الناجمة عن أزمة المياه

إن المياه ضرورية للإنتاج الزراعي والأمن الغذائي، وهي شريان الحياة في النظم الإيكولوجية، بما في ذلك الغابات والبحيرات والأراضي الرطبة، التي يعتمد عليها الأمن الغذائي للأجيال الحالية والمقبلة. ومع ذلك، فإن مواردنا من المياه العذبة تتضاءل. إليكم أضرار وآثار شحّ المياه التي عددها الخبير البيئي:

«الجفاف العالمي»… بالأرقام!

ووفقا للصندوق العالمي للحياة البرية، فإن 3 بالمئة فقط من مياه العالم عذبة، وثلثاها مجمدة أو غير متاحة للاستخدام بأي شكل آخر، ما أدى إلى افتقار وصول 1.1 مليار شخص عالميا إلى المياه، بينما يجد 2.7 مليار شخص في المياه ندرة لمدة شهر واحد على الأقل من العام.

هذا و تبلغ أضرار الجفاف 38.4 مليار دولار على مستوى العالم، وبالنظر في خسائر الجفاف لعام كامل، فإن هذا الرقم يعطي بالفعل عام 2022 تاسع أعلى أضرار جفاف خلال الـ48 عاما الماضية

أما درجات الحرارة المرتفعة التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، فجعلت حالات الجفاف في نصف الكرة الشمالي لعام 2022 المسؤولة عن 89 بالمئة من تكاليف الجفاف لهذا العام.

Exit mobile version