أحداث رئيسية وقعت في رمضان (نزول الوحي: الحلقة الخامسة)

Share to:

نضال العضايلة

“بما أننا الآن في شهر رمضان المبارك وهو شهر الفتوحات والأحداث الجسام في تاريخنا العظيم، رأيت أن أكتب بعض الحلقات، وهي حلقات تتعلق بأهم الأحداث التي وقعت في هذا الشهر الكريم مع الدخول في تفاصيل أو جزئيات الحدث”.

قال رب العزة سبحانه وتعالى: (يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ) [المائدة: 15-16]، وقال -جلَّ شأنه-: (وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ)[الأنبياء: 107]
وقال تعالى: (وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ) [سبأ: 28].

فقد أَذِنَ الله -جلَّ شأنه- لأمين وحي السماء أن ينزل على أمين أهل الأرض، في خير بقاع الأرض؛ ليتلو عليه بضع آيات من كتاب الله كبداية، معلنًا بها تتويجه بالنبوة وتشريفه بمقام الرسالة.

ظلَّ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يتردد على جبل النور، مختليًا بنفسه، منعزلًا عن الناس، متأملًا في ملكوت السماء والأرض، شاخصًا ببصره إلى السماء، وقد تجردت نفسه عن مشاغل الدنيا، وصَفَت رُوحه بعد طول تأمل ومناجاة، يرجو أن يجد إجابة عما يدور في نفسه من تساؤلات لما يجده ويشعر به، لعلها تشفي حيرة نفسه وتهدئ ثورة روحه، إلى أن أصبحت نفسه الكريمة مهيّأة تمامًا لتلقّي السرّ الإلهي.

قصة نزول الوحي على رسول الله، ترويها لنا السيدة عائشة رضي الله عنها كما سمعتها من رسول الله صل الله عليه وسلم وهو حديث تم تخريجه في الصحيحين ورواه البخاري، وما هي المراحل التي مر بها رسول الله حتى نزول الوحي عليها مع بيان الدروس والعبر المستفادة من القصة.

أول ما بدأ به رسول الله صل الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزود لمثلها، حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «فقلت: ما أنا بقارئ»، قال: «فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتى بلغ: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} قال: فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: «زملوني زملوني» فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: يا خديجة، مالي

–فأخبرها الخبر- وقال: «قد خشيت علي»، فقالت له: كلا! أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة، أخى أبيها، وكان امرئ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، وكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمى، فقالت خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ما ترى؟ فأخبره رسول الله صل الله عليه وسلم ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا أكون حيًا حين يخرجك قومك، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «أو مخرجي هم!» فقال ورقة: نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزراً، ثم لم ينشب ورقة أن توفى، وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله –فيما بلغنا- حزنًا غدا منه مرارًا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقى نفسه منه، تبدي له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول الله حقًا، فيسكن بذلك جأشه، وتقر نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل، فقال له مثل ذلك الدروس المستفادة من القصة:

– حرص رسول الله صل الله عليه وسلم على الرد على جبريل في كل مرة كان يسأله فيها، وهو من أدب خلق الرسول.
– احتواء الزوجة العاقلة المحبة لزوجها في حالة روعه وتهدئته بدلًا من التهويل والعويل.
– اعتقاد ورقة بن نوفل في الإنجيل وهو ما نزل على عيسى لم يمنعه من الإخبار بنبوءة محمد صل الله عليه وسلم.
– تمني ورقة بن نوفل أن يكون على قيد الحياة حين نزول الرسالة على محمد، وهو ما يعني إيمانه به وتصديقه له.
– حزن الرسول لانقطاع الوحي عنه لفترة، وتهدئة جبريل له وإخباره له بأنه رسول الله.

يعرف الوحي في المعنى اللغوي بالسرعة، أما الوحي في المعجم فإنه هو كل ما ألقيته إلى الغير ليعلم أمر ما، وهو التكلم بصوت خفي.

وهو في المعنى الفقهي ما يلقي به الله جل وعلا في قلوب المصطفين من العباد ويخص بها أنبياءه، يقوم به بواسطة ملك أو بغير ملك.

أما تعريف الوحي في المعنى الإصطلاحي أو الشرعي، فهو إرسال الله لعبد من عباده اختاره لتحمل مسؤولية و أمانة النبوة، وحمل الرسالة، وتعليم الأنبياء الأحكام، والواجبات، والأمور اللازم بها قيام الشريعة، وأحكامها ، وهو ما تأكد من خلال أحداث في السيرة النبوية الشريفة، حيث تشير إلى أن الوحي كان ينزل خاصة لأحداث يوضح حكمها ،كما كان ينزل عام بالقرآن الكريم، وكان ذلك في مهبط الوحي، في أراضي شبه الجزيرة العربية.

تعريف الوحي يعرف الوحي في المعنى اللغوي بالسرعة ، أما الوحي في المعجم فإنه هو كل ما ألقيته إلى الغير ليعلم أمر ما ، وهو التكلم بصوت خفي.

وهو في المعنى الفقهي ما يلقي به الله جل وعلا في قلوب المصطفين من العباد ويخص بها أنبياءه ، يقوم به بواسطة ملك أو بغير ملك.
أما تعريف الوحي في المعنى الإصطلاحي أو الشرعي، فهو إرسال الله لعبد من عباده اختاره لتحمل مسؤولية و أمانة النبوة، وحمل الرسالة، وتعليم الأنبياء الأحكام، والواجبات، والأمور اللازم بها قيام الشريعة، وأحكامها، وهو ما تأكد من خلال أحداث في السيرة النبوية الشريفة، حيث تشير إلى أن الوحي كان ينزل خاصة لأحداث يوضح حكمها ،كما كان ينزل عام بالقرآن الكريم، وكان ذلك في مهبط الوحي، في أراضي شبه الجزيرة العربية.

أهمية الوحي يرى كل إنسان عاقل مسلم في حياته ما يعرف به أهمية الوحي وقيمته، و أنه من نعم الله على عباده، التي لا تعد ولا تحصى، ويمكن تعداد جزء من فوائد وأهمية الوحي على البشر أجمعين وعلى المسلمين خاصة كما في التالي: – إرشاد البشرية عامة لما فيه الخير ، في أحكام وتفاصيل ومبادئ راسخة. – توجيه المسلم لما فيه صلاحه وهداه ، و إرشاده إلى ذلك في أمور الدنيا والدين. – تعليم المسلم ما يجد به سعادة الدنيا والآخرة ، و الانتفاع بكلا منهما. – هو نور غمر الأرض بعد الظلام ودلت على ذلك الآيات حيث وصفت الحياة قبل الوحي بالظلمات. – الوحي هو المنقذ للبشرية عامة ولكل شخص في حاله ونفسه خاصة. – تكريم للإنسان ورفع درجاته عن غيره من المخلوقات، ومخاطبة القلب و العقل. – الوحي من مقتضى التفكير ، والعقل ، وهو باب وصول العقل إلى ضالته، وهدايته، والأخذ بيد الحيارى، – الوحي حقق العدل والأمان، ومبادئ المساواة، في ظل الظلم السائد. – بالوحي زال الضلال، والجهل، وحارب العنصرية، وإن جار الناس على بعضهم من إهمالهم لتعاليمه. – الوحي هدى النفوس الحيارى الباحثة عن طريق النجاة ومعرفة خالقها، و دلها عليه. – عن طريق الوحي، عرف الحزين والحائر لمن يتوجه ويسأل ويرجو، ويدعو، للنفس توق لمن تتعلق به وترجوه. – وجد المظلوم والمكروب في الوحي طريق الرشاد والقصاص العادل في الدنيا والأخرة، و شعور الراحة أن الحق لا يضيع. – لولا الوحي لعاش الناس في غابة يتقاتلون ويتصارعون بلا نهاية، لا رادع لهم. – يعد الوحي حلقة وصل هامة بين السماء والأرض. – دليل الغيب، وفهمه، وتقديره كان السبيل إليه في الوحي، والإيمان به. – تفسير للقدر، والمشيئة، ومصائر الناس، والتعامل معها بنفس مطمئنة.

من هو جبريل إن جبريل عليه السلام هو أمين الوحي المرسل من الله سبحانه وتعالى، وهو أقرب الملائكة إلى الله سبحانه وتعالى، وهو من اختصه الله بتبليغ الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكان جبريل عليه السلام ، قوي بشكل أكبر من التصور العقلاني ، وقد جاء هذا الوصف له في سورة التكوير ، ذي قوة عند ذي العرش، و كانت قوته أمر خصه به الله سبحانه وتعالى ، دوز غيره من الملائكة والناس أجمعين.

واختص الله حبريل بقوة تلقي الآيات منه ، وذلك لأن الملائكة كانت حين تسمع القرآن الكريم يغشى عليها كما ورد في بعض الآيات توضيحاً لهذا الأمر ، إلا أن جبريل عليه السلام لم يكن مثلهم، فقد جعل له الله من القوة التي تعينه في ذلك وذلك كما جاء في الآيات [ ذو مرة ] والمرة المقصود بها القوة.

كان لجبريل عليه السلام ستمائة من الأجنحة ، كما ورد في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أما باقي الملائكة اجنحتها من جناحان إلى أربعة أجنحة كما جاء في أيات القرآن الكريم، وقد تسببت رؤية النبي له على هيئته الملائكية في أن يغشى على النبي صلى الله عليه وسلم ، لذا كان اختيار الله له خاصة لما له من قوة، وشدة.

ومن قوة جبريل عليه السلام أنه لما أمره الله بإهلاك قوم النبي لوط عليه السلام على ما يفعلوه من الفاحشة، قام جبريل عليه السلام، ورفع مدائن قوم لوط بأجنحته إلى السماء بكل ما فيها، من ديارهم وأرضهم وجبالها رفعها بجناحه لأعلى ثم رمى بها وقلبها عليهم.

كما اتصف جبريل عليه السلام بالطاعة، وهذا وصف القرآن الكريم له في الآيات، مطاع، وتلك الطاعة التي يقدمها له الملائكة باعتباره القائد ، أو كما وصفه المفسرون والعلماء باعتباره حاجب الملك، سبحانه وتعالى، و ظهر ذلك في حادثة الأخشبين حين حضر ملك الجبال برفقة جبريل عليه السلام، لكنه ما تكلم مع النبي إلا بعد كلام جبريل عليه السلام، وهي من خصال القيادة.

أعمال الوحي كان للوحي وحامله أعمال ذكرت في شتى الصور منها ما جاء في القرآن الكريم، وما جاء في الحديث و تعد من أعمال حامل الوحي الواردة والتي قام بها جبريل عليه السلام، ومنها: – القتال مع النبي وصحابته في المعارك ، وذلك معروف من الآيات، والأحاديث. – نقل كلام رب العالمين إلى نبيه، وهو القرآن الكريم. – تعليم النبي صلى الله عليه وسلم، ما يحتاجه في تعلم القرآن الكريم لأن النبي لم يكن يعرف القراءة والكتابة. – مؤازرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومواساته. – تقديم الولاء لرب العالمين واتباع ما يتلقى من أوامر. – طاعة الله، ونقل الوحي بأمانة بلا نقص أو زيادة. – تعليم المسلمين دينهم، لما ورد في حديث الإيمان.

الوحي في القرآن أغلب الظن الذي تنصرف إليه الأذهان، هو اعتبار كلمة الوحي مقترنة بجبريل عليه السلام، والحقيقة أن الوحي له صور متعددة كثيرة، ومن خصائص الوحي ما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما كان مع غيره من الأنبياء، ومن البشر، وقد ورد الوحي في القرآن الكريم بعدة معاني هي: – الإشارات عند زكريا عليه السلام في حمل زوجته، كما ورد في الآيات أن زكريا عليه السلام أوحى لقومه أن يتوجهوا إلى ربهم بالتسبيح ليلاً ونهاراً. – الوحي الذي جاء في سورة النحل ومقصود به أوعز إلى النحل أن تتخذ بفطرتها من الجبال بيوتا، ومن الشجر، وغيره. – الوحي المرتبط بحالة من إلهام لإنسان ما، بفعل ما مثلما جاء في قصة النبي موسى عليه السلام، عن قصة والدته مع فرعون وكيف ألهمها الله، أن تلقيه في الماء طفل رضيع. – ومن الوحي بمعنى الإلهام، ما كان مع الحواريين من إيمانهم بعيسى عليه السلام. – الوحي بمعنى الوسوسة، وهي التي تأتي للشخص من الشيطان كما جاء في سورة الأنعام، وكيف يوحي الشياطين بعضهم إلى بعض. – الوحي الذي يعمل معاني الأمر وذلك كما جاء في الآيات، وحي الله للسماوات، وهو هنا بمثابة أمر.

Exit mobile version