نضال العضايلة
بعد أن عينت السلطات في لبنان زياد مكاري وزيراً للإعلام بتوقيع رئيسَي الجمهورية والحكومة ميشال عون ونجيب ميقاتي، قام ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بنبش تغريدات سابقة له عن السعودية، وضعته في مواجهات الانتقادات على خطى سلفه جورج قرداحي.
وقام رواد مواقع التواصل الاجتماعي من دول الخليج العربي بإعادة نشر تغريدات قديمة، قالوا إنها لوزير الإعلام الجديد، الذي انتقد فيها السعودية، وفي بعض التغريدات “سخر” من القضاء، إذ تصدر وسم مكاري يسيء للسعودية موقع تويتر صباح الجمعة.
وفي إحدى التغريدات التي نُسبت للوزير الجديد قال مكاري عقب استقالة جورج قرداحي: “لماذا لم تعاقب إيران أي لبناني هاجمها كل هذه السنين؟ ولماذا الخليج يعاقب الشعب اللبناني الآن؟”.
وفي تغريدة أخرى انتقد فيها الوزير تجاوب السلطات اللبنانية مع السعودية ودول الخليج في مكافحة تهريب الكبتاغون، حيث سأل: “ما هذه السلطة التي لم تتحرك لمكافحة التهريب حمايةً لمواطنيها، وهي الآن تجتهد لمكافحته فقط لاسترضاء المملكة السعودية؟”.
كما تداول ناشطون لبنانيون تغريدة سابقة لمكاري يعلّق فيها على مقتل الصحفي جمال خاشقجي بالقول: “جريمة قتل جمال خاشقجي تستحق جائزة أغبى جريمة في تاريخ البشرية ومن دون منازع طبعاً”.
تغريدات الوزير الجديد للإعلام في لبنان بدت أكثر حدة من تصريحات سلفه جورج قرداحي، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتساؤل ما إن كان زياد مكاري سيواجه مصير قرداحي.
غضب على تويتر
تداول التغريدات السابقة التي وصفها مغردون خليجيون بـ”المسيئة” للسعودية أثارت غضباً على تويتر، إذ طالب رواده بالتحرك ضد الوزير، إذ كتب منذر آل الشيخ: “لبنان يُدار بأجندة لا علاقة لها بمصالحه!! تعيين زياد مكاري وزيراَ للإعلام يرفع ورقة التوت عن كل من كان يقول يجب دعم لبنان وعلى الخليج مساعدته، لبنان لن يعود لبنان المتحضر طالما كنت ترى صور سليماني في معارض كتبه!.
فيما كتب المغرد محمد العلي: “وزير الإعلام اللبناني الجديد زياد مكاري هو نفس نموذج وزير الإعلام السابق كونه إيراني التوجه.. كيف يريد اللبنانيون بناء بلد بالدمى؟”
وفي وقت سابق تقدَّم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، بطلب استقالته من منصبه، في كتاب وجهه إلى كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
جاء في كتاب الاستقالة الذي نشرت وسائل إعلام لبنانية صورة عنه: “أتقدم إليكم بطلب استقالتي من منصبي كوزير للإعلام تقديماً للصالح العام، وأتمنى منكم قبول الطلب”.
وجاء ذلك بعد ضجة كبيرة أشعلتها تصريحات جورج قرداحي، اعتبر فيها أن الحوثيين في اليمن “يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات”.
على إثر ذلك، أعلنت السعودية والإمارات والكويت والبحرين، الخميس، استدعاء سفراء لبنان لديها، وأبلغتهم احتجاجها على تصريحات قرداحي.
وكان رئيس البلاد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكدا أن “تصريحات قرداحي كانت قبل تعيينه وزيراً، ولا تعكس وجهة نظر الدولة، التي تحرص على أفضل العلاقات مع الدول العربية”.
وعلى مدى أيام، استمرت ردود الفعل إلى أن أعلنت الرياض استدعاء سفيرها في لبنان وليد بخاري للتشاور، وأمهلت سفير بيروت لديها، فوزي كبارة، 48 ساعة لمغادرة أراضيها، كما قررت وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، وعلى إثرها قدم الوزير اللبناني استقالته.