غداة الجولة التي قام بها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، وما دعا اليه علنا من تطبيق للقرار 1701، وقبيل كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المرتقبة السبت المقبل، وعشية زيارة للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى الرياض الاحد وهي الاولى له، وعلى وقع التوتر المتصاعد على الجبهة الجنوبية استمر الاهتمام والتركيز المحلي على ما طرحه الاميركيون في لبنان، خصوصا مع تأجيل نائبة مساعد وزير الخارجية زيارتها الى لبنان، مع تغيير واشنطن “لحصانها”، لكشف المزيد من خفايا الزيارة ونقاط بحثها.
فرغم انتهاء جولات “الموفد” الاميركي، الذي ينتظر مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم السبت، ليبنى على الشيئ مقتضاه، ووسط حديث عن ان السبت هو اليوم المفصلي”سياسيا” فيما خص مواقف الحزب، ينقل المطلعون على اجواء هوكشتاين، انه لم يكن “مرتاحا تماما” للقاءات التي عقدها مع اكثر من جهة، اذ بحسب ما نقل عنه ان ما عرضه هو اقصى ما يمكن للادارة الاميركية ان تقدمه. ووفقا للمعلومات، فان الوسيط الاميركي قد ناقش في بيروت، من ضمن السلة التي حملها مجموعة من النقاط، حيث يصف احد من التقاهم بان زيارته هذه المرة حملت طابعا لافتا ومهما، فكل شخصية التقاها تبلغت رسالة معنية بمتابعتها، وانجاز المطلوب من ضمن “الخطة” الاميركية التي حملها.
واشارت المصادر انه من الواضح ان الادارة الاميركية قد قررت ان يكون جزءا اساسيا من معالجتها لموضوع غزة منطلقه بيروت، عبر شخصية مقربة من الرئيس الاميركي شخصيا ونجحت في تأمين شبكة علاقات مع اطراف اساسية في الثامن من آذار ،ولها قدرة على التأثير في مسار ومصير الامور، معتبرة ان المرحلة المقبلة ستشهد اكثر من زيارة له الى بيروت، في ظل تظهر مهمته اكثر وهي العمل على الخط “الاسرائيلي” – الفلسطيني.
وحول النقاط التي بحثها في بيروت خلال لقاءاته ، تجمع المعلومات على التقاطع عند ثلاث نقاط اساسية:
– اولا حمل لائحة مفصلة باسماء المختطفين والمفقودين الاميركيين في غزة، طالبا الحصول على معلومات مفصلة عن وضعهم الحالي، وعما اذا كان قد قتل منهم خلال الغارات او ثمة اصابات من بينهم، لترتيب عمليات التفاوض ووضع الاولويات. وهو في هذا الاطار بحث الموضوع بتفاصيله مع المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي كان سبق واجرى سلسلة اتصالات عشية زيارة هوكشتاين مع قيادات حماس في لبنان وقطر.
– نقل رسالة حملت “تساهلا” ملحوظا في ملف التعيينات الخاصة بالجيش، حيث اشار الى ان واشنطن لا يهمها الاسم، بقدر ما يهمها استقرار و”مشروعية” المؤسسة العسكرية، ملمحا الى ان المساعدات يمكن ان تستمر في اطارها الحالي ووفقا للاتفاقات الحالية وبنودها، وهو ما اعاد خلط الاوراق في ظل الحديث عن تقدم “تسوية ما” يعمل عليها، كان سبق وطرحت، تسمح باخراج الجميع من دائرة الصراع بين الـ 16 والـ24 وزيراً للاجتماع الحكومي.
– رغبة اميركية باعطاء السلطة التنفيذية ممثلة برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي دورا اكبر في مسألة الدور الرسمي للدولة فيما خص الاحداث الحالية في المنطقة، ومن ضمن ذلك تشجيع على قيامه بجولة اوروبية بعد جولته العربية، لبحث “تحييد” لبنان وتعزيز مظلة الامان لابقائه بعيدا عن النزاع، وعدم دخوله الحرب التي تحاول اسرائيل جره اليها.
فهل نجح الضيف الاميركي في تأمين الضمانات المطلوبة لابقاء لبنان بعيدا عن الحرب القائمة، من وجهة النظر الاميركية؟