هل ينسحب معوّض فيدفعهُم إلى «الدست»!

ميشال معوض

Share to:

اللواء – عبد الغني طليس

إنسَدت الآفاق، ودخَلت الأطراف السياسية الداخلية في خُرم الإبرة، ومرشّحٌ أن يزداد الاختناق السياسي الذي يخنق كل مرافق البلد، فيُدخِل المواطن يده في جيبه فلا يجد الا الوهم، وينظر الى جلسات انتخاب رئيس للجمهورية فلا يرى إلا صورة المريض الذي ينازِع ولم يبقَ فيه مفتوحاً.. إلّا باب قفاهُ (عذراً) للتعبير قولاً وفِعلاً عن معاناته!

وفي العادة، أن ينتظر الساسةُ في لبنان «الأمر» الخارجي الذي يمنع البلد من الإنتقال إلى رحمة الله، فيلملمون أجزاءهم المهشّمة ويتكوكبون وراء الحلّ في اللحظة الأخيرة «على أنه من صناعتهم» اليدوية، ثم بعدها يعودون إلى «دقّي واعصري» في المحلّيات المَقيتة.

غير أن المرشّح الأبرز اليوم النائب ميشال معوّض والذي يعرف أهل الأرض جميعاً أنه مرشّح ما قبل التسوية وذلك ظاهر للعيان في كل حسابات القوى السياسية الداخلية والخارجية، بإمكانه أن يكون مدخلاً للحل طالما أن الجميع في كواليسهم وحتى في علَنِهِمْ يُضمرون هذا الموقف. والطريق الى بداية الحلّ،هي إعلان ميشال معوّض الإنسحاب من «الحرب» الرئاسية وإخراج نفسِه من حالة «الباراڤان» الذي يتلطى كثُر خلفهُ ،ودفْع مؤيديه بجدية وهم قلّة قليلة، ومؤيديه بمواربةٍ أو بمحاباةٍ لإمرار الوقت، إلى الحوار الحقيقي الدقيق بعيدا من لعبة التصويت الحالية التي أصبحت بلا طعمة، وبعيدا أيضاً من مَلْء الوقت باسمه صعودا وهبوطاً والكل عارفٌ بالنتيجة سلفاً.

«إذهبوا الى الحوار.. كلّكم» هذا ما يستطيع معوّض بانسحابه، إعلانه لكل سياسيي البلد، ولكل الكتل النيابية التي ترتاح حالياً على تعبِها بالذهاب الى المجلس النيابي وممارسة بعض البهلوانيات الإستعراضية الداخلية التافهة كمثل وجوه أغلب نوّابنا الكرام وغير الكرام معاً.

ومع ان ترداد إسم ميشال معوّض في الجلسات والرقم العالي نسبياً الذي يحققه قد جعَل لهُ كيانية معينة بعيدة عن كونه نائباً شبه منفرد.. فان انسحابه من السباق (أصلا لا وجود لسباق) سيدفع بكل الأفرقاء إلى إعلان الأسماء التي لا تزال مكتومة وهي أيضاً معروفة بالأبجدية السياسية حرفيا، وسيُربك المُطمئنّين الى تأدية قسطهم للعلى بطرح اسم مرشح و«النوم» على اسم مرشّح آخر، أما أصحاب الورقة البيضاء فسيضطرون الى النزول عن شجرة مرشّحهم عارين من أي تَقِيّة أو زهد أو «خشية» من احتراق المرشّح الذي يُبيّتونه (رغم أنه أيضاً واضح) أو أي مرشّح آخر قد تفرضه تسوية ما في اللحظة الأخيرة!

إنسحاب معوّض لن يأتي بالرئيس العتيد فوراً، لكنه سيُسرّع العمل على التسوية لدى القوى المحلية والعربية المعنية والخارجية،وسيَسحب البساط من تحت أقدام الذين يعتبرون أنه ما يزال لديهم وقت ليناوروا «ويتزَنطروا» بموقف مشاغب من هنا، وموقف مُلاعب من هناك وموقف مُضارب من هنالك كأن البلد في أحسن حال، والناس أساساً لم تعد تحتمل فعلياً رؤية مناظرهم على الشاشة يتعنترون ويُنظّرون كأن الله لم يخلق غيرهم ليكونوا في هذا الموقع او ذاك، وإذا لم يستطيعوا ذلك يهشمون كل المواقع الأخرى مفترضين سوء النية لدى الآخرين. والآخرون هنا قد يكونون من الجالسين حولهم في هذه الكتلة النيابية أو تلك ،لا من «الغرباء»البعيدين!

يقول إبن رشد «كل ما يريده الساسة يُلبسونه ثوب الدين ليصبح مقبولا عند العامة».. فلا حقوق طائفية للمسيحيين ولا السنّة ولا الشيعة ولا الدروز مهدّدة، بل بعض «الأدوار» السياسية التي تضخّمت في السنوات الأخيرة لا يريد أصحابها أن يتنازلوا عنها بعد خروجهم من العرش!

فهل ينسحب معوّض ويقلب الطاولة على اللاعبين ويسجل لنفسه موقع اليد التي أنزلت الجميع الى «الدست» لاجتراح مخرج مشرّف ،بعدما لم يعد بالإمكان متابعة السعادين التي تتنطّح فتصنع أزمة فوق الأزمة وهي تعلن البحث عن الحلّ!

Exit mobile version