هل غرّد تيمور خارج سرب المختارة بعد تأييده دعوة الراعي الى عقد مُؤتمر دولي؟

تيمور جنبلاط

Share to:

الديار – صونيا رزق

منذ اكثر من 5 سنوات اراد رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” الإستراحة نوعاً ما من العمل السياسي، حين قدّم نجله تيمور كوريث سياسي، قادر على وضع ابناء الطائفة الدرزية ضمن سياسة جديدة منفتحة، بعيدة عن التقلبات التي شهدتها على مدى عقود من الزمن، بسبب سيرها وراء خط جنبلاط الاب الحافل بـ “التكويعات” السياسية، وبالتالي اراد خلق طرق جديدة سلمية للطائفة، عبر نجله الهادئ والقليل الكلام، والبعيد عن الزواريب الضيقة التي اوصلتهم الى دروب وعرة في بعض الاحيان.

حينها بدا تيمور طريّ العود في السياسة، لكن هدوءه لم يخذله ابداً، إضافة الى مساعدته من قبل الرفاق النواب في “اللقاء الديموقراطي” والحزب “التقدمي الاشتراكي”، على معرفة “فذلكات” السياسة اللبنانية، لان أي خطأ في هذا الاطار قد يوقع في الهلاك، وما برز منذ ذلك الحين ولغاية اليوم، هو التكتيك السياسي بين الاب والابن، وهذا ما ظهر قبل اشهر وتحديداً في آب الماضي، حين إستدار جنبلاط الاب نحو حارة حريك فجأة، التي فتحت من بابها العريض ملف حزب الله – “الاشتراكي”، والذي كان لرئيس المجلس النيابي حينها اليد الطولى في حدوث لقاء كليمنصو، حيث زال الفتور والتشنج وإنفتحت الابواب الموصدة بين الطرفين، وكان الملف الرئاسي حاضراً بقوة، الامر الذي زرع المخاوف على ضفة الفريق المعارض، من إتجاه جنبلاط نحو الخط المقابل، والتصويت للمرشح المقرّب او المدعوم من قوى الممانعة، الامر الذي لم يرق ايضاً للقاعدة الجنبلاطية والكوادر والاعضاء، فإشتعلت حينها مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المناصرين الرافضين لما جرى من “تكويعة” لزعيمهم، فسارع تيمور الى ضبط الوضع وزار الديمان لطمأنة البطريرك الماروني بشارة الراعي والفريق المعارض، بأنّ المختارة لم تنقلب عليهم، لانّ هدفهم الحفاظ على العلاقة السياسية مع اي فريق، نافياً وجود طبخة سياسية ستودي بجنبلاط لاحقاً نحو خط الفريق الممانع.

في غضون ذلك، اتت طمأنة تيمور في محلها وكانت صادقة، وعملت على تخطي الوضع السلبي الذي ساد في ذلك الوقت، فكانت رسالته ضابطة لكل المخاوف والهواجس، بعد تأكيده “بأنّ الشراكة الوطنية والتاريخية مستمرة، وقد بدأت بمصالحة الجبل، وان شاء الله ستستمر في المستقبل، لمصلحة لبنان ولاستقلاله وسيادته، على الرغم من كل الضغوطات والمواقف السياسية”.

الى ذلك، كرّر تيمور المشهد قبل يومين، حين زار بكركي ليطلق موقفاً لافتاً حمل في طياته الكثير من الجرأة، للوقوف الى جانب البطريرك الراعي في المطالبة بمؤتمر دولي، في الوقت الذي تعرّض فيه الاخير للهجوم بسبب دعوته هذه، وفي الإطار الرئاسي اشار تيمور الى انّ نواب “اللقاء الديموقراطي” سيواصلون انتخاب النائب ميشال معوّض لرئاسة الجمهورية، وهذا الموقف شكل رسالة طمأنة للمشككين بالتصويت المستمر لمعوض، في الجلسات التي ستعقد لاحقاً لإنتخاب رئيس للجمهورية.

في السياق، ولتوضيح ذلك اجرت “الديار” حديثاً مع نائب “اللقاء الديموقراطي” بلال عبدالله لسؤاله حول مدى تأييد “اللقاء” لدعوة الراعي، فقال: “لم نبحث هذا الامر بعد، والمؤتمر الدولي يحتاج الى دراسة، قبل إعلان الموقف منه، لكن خطنا يبقى مفتوحاً مع الصرح البطريركي، حيث نجتمع سوياً حول مصير وطن وكيفية المحافظة عليه، وعلى المصالحة المتماسكة في الجبل وشعار العيش المشترك”.

وحول ما يُردّد عن إمكانية تصويت جنبلاط للمرشح سليمان فرنجية بناء على طلب من بري، نفى عبدالله هذا الامر، وقال: “رئيس الحزب “الاشتراكي” تجمعه علاقة قوية مع رئيس المجلس، وهما يلتقيان دائماً وينسّقان في كل الملفات، لكن لم يتطرقا الى مسألة التصويت للمرشح فرنجية، لانّه خيار يقرّره كل فريق، ولم يطلب منه اي شيء في هذا الاطار، ونحن مستمرون بالتصويت للنائب معوض”.

وعن عدم تلقيهم دعوة لحضور اجتماع “التغييريين” وبعض نواب المعارضة قبل يومين، اجاب: “نحن نكون حيث نكون بدعوة او من غير دعوة، وخيارنا معروف، وبالتالي “الله يعينهن”، لا اعرف لماذا لم يوجهّوا لنا الدعوة، ولا اريد ان اقيّم افعالهم، ولا اقبل ان يقيّموا افعالنا”.

وعن جلسة انتخاب الرئيس اليوم في مجلس النواب، ختم عبدالله: “المشهد سيكون وفق مقولة “مكانك راوح”.

Exit mobile version