هل سرّع باسيل في إعلان الحزب دعمه لفرنجيّة؟

Share to:

الديار – ميشال نصر

عيون العالم شاخصة على الدوحة وكاس العالم، اما عيون اللبنانيين فموزعة بين قطر وفرنسا، التي شهدت من على اراضيها اعنف هجوم بين مكونات الثامن من اذار استهدف اثنين من ركائزها الاساسية، مصيبا الثالث بطريقة غير مباشرة، حيث ينتظر ان يكون لما حدث تداعياته في جلسة الخميس والتي قيل ان التيار الوطني يتجه الى العزوف عن فكرة الورقة البيضاء، واستبدالها باحد الاسماء التي يراها تصلح لان تكون وفاقية، وتنطبق عليها المواصفات التي حددتها الورقة التي ناقشها النائب البتروني في بيروت وباريس كمرتكز للاتفاق على اسم.

فكل المناخات الداخلية، السياسية منها والاقتصادية والمعيشية، ملبدة وقاتمة وتدفع الى التشاؤم. انتخابات رئاسية عالقة في دائرة المراوحة بين نصاب الجلسة الاولى والثانية، وجلسةُ الانتخاب السابعة المقررة الخميس المقبل، لن تأتي بأي خرق ايجابي، ذلك ان الكباش الذي انفجر بين مكونات فريق الثامن من آذار من جهة والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، زاد المشهد الرئاسي تعقيدا، وصولا الى ما يحكى عن ان شظاياه قد تصيب حكومة تصريف الاعمال، في خطوة قد تفاجئ الجميع.

اوساط التيار الوطني الحر، قالت ان ما اعلنه “الرئيس” ليس بجديد وان كان الاسلوب “فجا”، هو الذي يرى في بناء الدولة الأولوية المطلقة اليوم، من دون أن يتعارض ذلك مع حماية المقاومة للدولة، وقد ناقش هذه المسالة بالتحديد مع حزب الله اكثر من مرة، داعيا الى تعديل وتطوير ورقة تفاهم مار مخايل في هذا الاتجاه، حتى ان “الجنرال” تحدث في السياق نفسه عشية مغادرته القصر الجمهوري، مبديا عتبه على حزب الله في هذا الملف، رغم ان التيار يتفهم الخصوصية الشيعية عند مقاربة تلك المسائل، كاشفة ان النائب باسيل لا يسعى الى عرقلة الاتفاق او “خربطته” بل على العكس فان عزوفه جاء ليسهل الاتفاق حول اسم يحظى بدعم الجميع، ملمحة الى انه سيكون لباسيل قريبا كلام يوضح فيه الملابسات طارحا السيناريوهات.

مصادر مقربة من الثامن من آذار اشارت الى ان ما حصل خلط الاوراق قبل وقتها، وهو يحتاج الى متابعة ومعالجة بروية وحكمة، نتيجة ما سببه من ارتدادات داخل جبهة الممانعة، كاشفة ان حارة حريك اطلقت سلسلة من الاتصالات نجحت في احتواء السجالات وعدم تطورها بين جمهور الطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما تجاوب الطرفان.

وتابعت المصادر بان خطوة رئيس التيار الوطني الحر، فرضت ايقاعها على اجندة الحزب، الذي بات في موقف حرج، حيث علم ان الجهات المعنية تدرس كل الاحتمالات وتداعياتها، خصوصا ان انتقال التيار الوطني الحر الى المعارضة، في حال حصل، لا يمكن ان يجاريه فيه حزب الله مع انطلاقة العهد الجديد تحت اي ظرف من الظروف.

ورات المصادر ان حارة حريك كانت ترغب بان تتم مقاربة الملف الرئاسي من البوابة المسيحية، من خلال اتفاق مسيحي – مسيحي، على ان تبقى بعيدة عن الواجهة، بعدما نجحت تجربة الرئيس عون على هذا الصعيد، وهو ما دفع بامين عام حزب الله الى التأكيد اكثر من مرة ان الحزب لن يكون له مرشح انما سيختار من بين المطروحين، وسليمان بيك من بين ابرز الاسماء المرشحة.

فهل وقعت الحارة في إحراج بين حليفيها؟ وكيف ستخرج منه؟ هل “خربط” باسيل حسابات الحزب وكيف سيتعاطى مع هذا المعطى الجديد؟ وهل وضع الحزب في الحسبان عدم قدرته على إقناع “الصهر”؟ وما هو مستقبل العلاقة بين الحزب والتيار في هذه الحال؟ هل ما حصل مناورة مدروسة وتوزيع أدوار لتمرير بيك زغرتا دون كسر صهر الرابية؟

الملف الرئاسي متوقف عند الإجابة عن هذه الأسئلة، فالمسألة لم تعد مسألة نصاب ودستور بل ما هو مستقبل العلاقة بين الرابية وحارة حريك إذا ما قرر باسيل الذهاب ابعد في المواجهة وطرح ترشيحه كامر واقع؟ فهل يسارع الحزب الى الحسم اولا مخاطرا باعلان تاييده لبيك زغرتا؟ حتى الساعة لا مؤشرات في هذا الاتجاه والطرفان المعنيان في بنشعي والحارة يلتزمان الصمت. وهنا تكمن المصيبة المأزق، والباقي تفاصيل تقنية.

Exit mobile version