الحريري خُذِل، طعِن، كُسِر حتى احبط وقرف ووصل به الامر حد البؤس السياسي الذي سببته له السلطة، لأسباب وغايات ومناكدات ومطامع ومصالح وفبركات كلها صُبّت على الرئيس سعد الحريري، الرجل المعتدل الذي تنازل كثيرا للحفاظ على السلم الأهلي فلم يدفع حزب الله الى تسليم سليم عياش المتهم الأول بمقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والسعودية التي تنصلت من سعد الحريري كونه حافظ على وجود الثنائي الشيعي في حكومته تمثيلا ومقاومة الامر الذي جعل سعد الحريري في مهب المنازعة فوقع اسير إرضاء الأطراف على حساب وجوده السياسي.. وسعد الحريري الذي كان سندا لرئيس حزب القوات اللبنانية في سجنه وخارجه اضحى الحليف الغير مرغوب به لان الحكيم أصبح حليفا قويا للمملكة اما رئيس الجمهورية وصهره السبب الرئيسي فيما وصلنا اليه من انهيارات اقتصادية واجتماعية وسياسية والحبل على الجرار في السنة الاخيرة من حكم القوي! الذي اوصلنا ترانزيت الى جهنم مباشرة أكثر من 19 زيارة قام بها الرئيس سعد الحريري الى بعبدا “وما كان يمشي الحال” لان رئيس بعبد “ما بدو سعد الحريري” وليس لان نجيب ميقاتي أكثر دهاءً وحنكةً وانما المطلوب اخراج سعد الحريري من السلطة السياسية ولا بد من ذكر ان تنازل سعد الحريري على اعتبار الحفاظ على السلم الأهلي هو من اوصله الى هذه النهاية مما يعني ان أحدا من كل السياسيين والأحزاب السياسية في السلطة وخارجها لم يتنازل ليكون سعد الحريري كبش المحرقة السنّية!
دراسة أجريت من خلال مركز الاستشراق الإقليمي للمعلومات والتي طالت مناطق سنية في لبنان بيروت وطرابلس وصيدا وقضاء زحلة والبقاع الغربي واظهرت ان الرئيس سعد الحريري حاز على نسبة الـ 40% في بيروت ليشكل النسبة الاجمالية من التأييد السنّي العام بحوالي 39% في حين حصل المجتمع المدني على نسبة 13.2% والاحباش او ما يسمّى بجمعية المشاريع الإسلامية 13%، اما فؤاد مخزومي 10.7% وتمام سلام 6.6%، اما نجيب ميقاتي فحصل على نسبة 4.5% ثم الثنائي الشيعي 2.8% والجماعة الإسلامية 2.4%.
وإذا حصرنا الإحصاءات بالقوى السنية نجد ان الرئيس سعد الحريري في المقدمة.
اما إذا ذهبنا بقاعاً فنجد ان في قضاء زحلة العرين العنيد لتيار المستقبل حيث ان نسبة 43% اختاروا تمثيل تيار المستقبل لهم وعلينا ان لا ننسى ان قضاء زحلة وتحديدا مجدل عنجر هي المدينة السنية الأكبر في المنطقة ومنها تقلب كل المعادلات، وإذا عزف تيار المستقبل عن الترشح فإنه يعرض باقي التحالفات للخطر بحيث لن يتمكنوا من تأمين الحواصل الانتخابية.
44% في البقاع الغربي أعطوا تيار المستقبل.
اما في طرابلس فالنسب جاءت مختلفة بحيث ان نسبة المؤيدين لنجيب ميقاتي بلغت حوالي 12% وتيار المستقبل 17%، وفيصل كرامي 1.6% والمشاريع 1.5% في حين ان بهاء الحريري حصل على 3.5% وأشرف ريفي على 3.5% والجماعة الإسلامية 2.5% اما القوات اللبنانية فكانت النسبة 1.5%.