هل تمنع مجـ.ـزرة “المعمداني” الحـ.ـرب الكبرى؟… وحل “الدولتين” عى الطاولة قريباً

Share to:

الديار – صونيا رزق

ما حدث مساء يوم الثلاثاء الماضي من مجزرة دموية، طالت المرضى في مستشفى المعمداني في غزة، تخطى كل القيم ولم يعد للكلام مكان، بل للغضب فقط والاستنكار والتنديد ضد ارتكابات جيش العدو الاسرائيلي، الذي يضرب بعرض الحائط كل القوانين والاعراف والمعايير، غير آبه بالمجتمع الدولي، الذي يبدو بمعظمه صامتاً عما يجري، فيما لا يمكن وضع تلك المجزرة إلا في خانة جرائم الحرب، بعد القصف الوحشي الذي أودى بحياة المئات من الضحايا والجرحى، من اطفال ونساء وشيوخ مرضى، وهذه الصور البشعة التي شاهدها العالم بأجمعه، لم تلق التنديد المطلوب امام مشاهد مرعبة من الدماء والقتل الرخيص، وكأنّ شيئاً لم يكن…

ماذا عن الايام القليلة المرتقبة ؟ هل هو هدوء ما قبل العاصمة كي تتحضّر قواعد الاشتباك؟ او سيترجم يوم الغضب العنيف الذي شهده لبنان يوم امس بصورة خاصة الى معارك مرتقبة؟ الاجوبة تتراوح وفق المصادر السياسية التي اجرينا اتصالات معها بين الحرب القريبة والحل البعيد، والبعض إستعان بمقولة:” اذا ما كبرت ما بتصغر”.

الى ذلك، ترى مصادر سياسية متابعة لما جرى منذ 7 تشرين الاول الجاري، بأنّ زيارة وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة، والمواقف الاستفزازية التي اطلقها، ساهمت في إشعال الوضع يوم امس، بعد إعلانه الوقوف والتأييد لكل ما تقوم به “اسرائيل”، كما قدوم البارجة الاميركية ونشر الفي جندي اميركي أطلق العنان للتحديات، بعد عملية ” طوفان الاقصى” التي قلبت الاوضاع رأساً على عقب، وعلقت التطبيع “الإسرائيلي”- السعودي، وأطلقت صفارة الانذار لتحولات مرتقبة في المنطقة، لا بدّ ان تظهر ولو بعد حين، تقلب الموازين وتعيد ترتيب سلّم الأولويات.

ورأت المصادر المذكورة بأنّ حل الدولتين اصبح وارداً كحل، وعلى “إسرائيل” القبول به، لذلك سعى بنيامين نتنياهو لإشراك المعارضة في الحكومة كي تتحول الى حكومة حرب، بهدف عدم تحميله لوحده مسؤولية. واشارت الى انّ الحرب لا يمكن ان تطول كي لا تتوسّع الى جبهات اخرى وعندها الطامة الكبرى، لانّ انتشارها وتفاقمها يعني حرباً طويلة الامد. ولفتت المصادر الى ضوء اخضر نالته حركة حماس من ايران على الرغم من نفي حماس لذلك، واعلانها انها حضّرت لعملية “طوفان الاقصى” بمفردها، لكن لا يمكن لعملية كهذه الا تنال موافقة دولة كبرى داعمة، كالجمهورية الاسلامية الايرانية.

واعتبرت المصادر بأنّ الولايات المتحدة وبعد الذي جرى في غزة ليل الثلاثاء، لن تعطي نتنياهو الضوء الاخضر لإجتياحها، لانّ ذلك سينتج حرباً في المنطقة، اذ بات اليوم الوضع أخطر بكثير، في ظل التحذيرات التي ارسلتها واشنطن عبر سفيرتها في لبنان دوروتي شيا الى المسؤولين اللبنانيين، بضروة لجم الوضع العسكري في الجنوب، وإلا ستتحمّل الحكومة اللبنانية تداعيات ما يجري، وفي السياق قام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري بالاتصالات اللازمة لمنع الوضع من التدهور.

وإعتبرت المصادر المذكورة بأن القبول بحل الدولتين والجلوس حول طاولة المفاوضات، لا بد ان يوصل الى نتيجة برعاية دولية، خصوصاً ان لا قدرة اليوم “لإسرائيل” في فتح جبهة الجنوب كما تهدّد دائماً، لانها ستعّد للمئة هذه المرة قبل تنفيذ ذلك، خصوصاً انّ حزب الله في جهوزية تامة وضمن إستنفار كبير على الجبهة الجنوبية وفي معظم المناطق، واستبعدت المصادر إجتياح “اسرائيل” لغزة لانّ كل الجبهات ستفتح حينئذ، وذكّرت بما اعلنه امس وزير الخارجية السعودي، بأن على المجتمع الدولي اتخاذ موقف بشأن حماية الفلسطينيين في غزة، ويجب رفع الحصار عن القطاع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67.

وختمت المصادر: “بعد مجزرة المستشفى ليس كما قبلها، هنالك مفاوضات ستحصل مع السلطة الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، بعد حصول المصالحة الفلسطينية التي عملت على تحقيقها مصر وتركيا، لانّ ما جرى لا بدّ ان يوحّد تلك الفصائل، الى ان تحصل التسوية حتى ولو كانت بعيدة المدى، من خلال تغيرات في الشرق الاوسط وإنجاز اتفاقيات جديدة.

Exit mobile version