صار واضحاً أن الملف الرئاسي خرج من يد القوى السياسية المحلية المقرّرة، وأضحى في عهدة القوى الخارجية وتحديداً اللجنة الخماسية. وفي هذا السياق، فإن البلاد بانتظار عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان لمتابعة اتصالاته مع القيادات السياسية بحثاً عن مخرج مقبول للملف الرئاسي يرضي جميع الاطراف.
إلى ذلك، قفزت التطورات الأمنية التي تحصل في الجنوب وإقدام اسرائيل على ضم القسم الشمالي من بلدة الغجر الى واجهة الاحداث والتطورات الامنية التي تشهدها المنطقة الحدودية منذ شهر تقريباً.
في هذا السياق، أشارت مصادر أمنية إلى أن التوتر في الجنوب يتزامن مع التطورات التي شهدتها بلدة الغجر ومصير الشق اللبناني منها، واستحضرت المصادر الحديث حول ترسيم الحدود البرية، وذلك بالتزامن مع زيارة المستشار الاميركي اموس هوكستين إلى المنطقة وإمكانية زيارته بيروت.
نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي رأى في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أنّ ما يحصل على الحدود ليس عن عبث، وأن “ما يحصل هو “تحمية الساحة” لدفع الأمور بإتجاه مفاوضات توصل إلى إتفاقات معينة، وما وصول اموس هوكستين في المرحلة المقبلة إلى لبنان إلّا في هذا الاطار.
وعلى صعيد الملف الرئاسي، يُشير الفرزلي إلى أنّ “الحل لا زال بعيدًا، لكنه بات اليوم أقرب مما كان عليه منذ سنة”.
وفي الملف المالي، كشف الفرزلي أنّ “نواب الحاكم المركزي سيستقيلون الأسبوع القادم”.
في الإطار، لفت النائب ياسين ياسين في حديث لجريدة “الانباء” الالكترونية الى مسألتين، الأولى الادعاء الاسرائيلي بأن الغجر سورية، وتأكيد الأمم المتحدة لبنانيتها، وقد قامت اسرائيل مؤخراً بضم القسم الشمالي اليها، مذكراً بأنّه سبق له أن حذر من أن الترسيم البحري قد يؤدي الى الترسيم البري.
وقال ياسين: يبدو أن الترسيم البري يجري على قدم وساق وقد أنجز القسم الأكبر منه بحسب ما كشف عن ذلك منذ مدة نائب رئيس المجلس الياس بوصعب. وسأل: “هل ضم الغجر جزء من الترسيم البري؟”، داعياً الحكومة الى ضرورة توضيح ما يجري في المنطقة الحدودية وضرورة إجراء ترسيم بري على كل المستويات شرقا وشمالا وجنوبا.
في موضوع الاستحقاق الرئاسي، رأى ياسين أن “الاستحقاق الرئاسي أصبح مع الاسف في عهدة الدول الخارجية، والخاسر الأكبر من هذه العملية هو لبنان الذي لم يعد له كلمة في هذا الأمر”. وأضاف: “الدول الخارجية لديها حساباتها ومصالحها والدول الخمس المهتمة بهذا الملف تنظر الى هذا الموضوع من زاوية مصالحها الخاصة”.
ياسين لم يتوقع أي جديد من زيارة لودريان الى لبنان لأنها برأيه ستكون استطلاعية واستكمالا للزيارة الاولى، معتبراً أن الحل الأسلم لما يعاني منه لبنان لا يمكن أن يتم إلّا بالعودة للمعايير، إذ علينا أن نحدّد أي رئيس نريد، رئيس يحاكي صندوق النقد او رئيس يحاكي التقارب السعودي الأميركي او رئيس يعالج قضية النزوح السوري.
في المحصّلة، فإن تدويل ملف الرئاسة لن يكون في صالح لبنان، لأن كل دولة تريد تلبية مصالحها وتطلعاتها على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية، وبالتالي لن يخسر سوى لبنان واللبنانيون.