يسعى جيل اليوم الى مضاعفة هرمون التستوستيرون، كونه من اهم الهرمونات الذكرية لدى الرجال، وتقوم بإنتاجه خلايا “لايديغ” في الخصية، وتتحكم الغدة النخامية وتحت المهاد بتفعيل هرمونات الذكورة والحيوانات المنوية. وتحت المهاد مسؤول عن ضبط حرارة الجسم والحركة والافرازات الهضمية، وتنظيم الجوع والشبع والعطش والنوم واليقظة والافرازات المختلفة. إشارة الى ان أي اضطراب يصيب هذا العضو، يمكن ان يسبب مشاكل في وظائف الجسم المنتظمة، وافراز الهرمونات الجنسية مثل هرمون التستوستيرون. لذلك بدلا من تعاطي المنشطات التي باتت تغزو الأسواق الداخلية وذات تركيبات هجينة، وتؤثر سلبا في صحة سلامة الجسم، يمكن اللجوء الى المأكولات الغذائية الصحية الغنية بالعناصر والفيتامينات الضرورية، التي تزيد من مستوى هذا الهرمون.
الصحة الجنسية
وفي الإطار، أوضح اختصاصي التغذية وبطل كمال الاجسام طه مريود لـ “الديار” ان “معدل التستوستيرون عند الذكور مرتبط بالصحة الجنسية، ويؤثر انخفاض هذا الهرمون سلبا في القدرة الجنسية لدى الرجال. لذلك يمكن ان يلجأ الفرد الى طرق زيادته طبيعيا، عوضا عن العلاجات الهرمونية والمنشطات والعقاقير الكيميائية”.
طرق زيادة هذا الهرمون طبيعياً
واشار الى وسائل تكاثر هذا الهرمون، وهي متعددة مثل:
– ممارسة الرياضة: وتعتبر هذه الطريقة من أبرز طرق تضخيم هذا الهرمون عند الرجل، اذ تدعم صحة الجسم وتقي من الإصابة بالأمراض، التي قد تؤدي الى احداث عطل في عمل الأعضاء، وهي هامة للحفاظ على ثبات الوزن من الزيادة التي تسبب خللا في الهرمونات.
– الأطعمة الصحية: ان تناول المأكولات التي تكتنز العناصر والفيتامينات الأساسية يحصن الجسم، ويسهم بشكل فعال في مضاعفة هرمون التستوستيرون. وطبعا من خلال اتباع نمط غذائي متوازن صحيا، وخاصة الأطعمة الثرية بالبروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية، وهنا نتحدث عن اللحوم الحمراء، المحار، الدواجن بأنواعها، والخضراوات الورقية الخضراء والاسماك الدهنية”.
البصل طاقته خطيرة!
وتطرق مريود الى البصل كونه يعد من اهم الخضراوات الجذرية الرائعة في النظام الغذائي، كما ويعزز تناوله بشكل دائم مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، ويعطي إمكانات علاجية لتخفيف الالتهابات، وخفض ضغط الدم، ودعم التحكم في نسبة السكر في الدم. ووفقا للباحثين في هذا المجال فقد يكون البصل قادرا على توطيد معدل هرمون التستوستيرون لدى الرجال، لكنه قد لا يحدث فرقا كبيرا، فقط في حال كان الفرد يعاني من انخفاض حاد في هذا الهرمون”.
وتابع: “بناء على كل ما ذكرت، فقد بيّنت الدراسات ان تناول البصل النيء او مستخلصه قد يحفز الهرمون الملوتن (LH) في الجسم، والذي يتحكم في افراز التستوستيرون ويدعم انتاج الحيوانات المنوية”. وقال: “كان لافتا ان معظم الدراسات ركزت على الحيوانات، لذلك يقوم الخبراء بإجراء المزيد من الأبحاث لإيجاد صلة معينة بين البصل والتستوستيرون لدى البشر عامة. ويحتوي البصل على مركبات الكبريت ومضادات الاكسدة، مثل “كيرستين”، وهو المركب المحدد في الأساس الذي ينشّط الانزيم وقد يحفز تخليق الهرمون”.
وأضاف “لقد وجد الباحثون ان للبصل سمات مضادة للأكسدة والميكروبات والجراثيم، والالتهابات والفيروسات، وهذه الخصائص يمكن ان تساهم إيجابا الى جانب اتباع نظام غذائي متوازن. ومع ذلك كشفت احدى الدراسات البشرية ان لمستخلص البصل مفعول جيد في تحسين مستويات هرمون التستوستيرون عند الذكور. ونصح بدمج البصل بأي شكل من الاشكال في الوجبات اليومية والأنظمة الغذائية المتبعة، واستشارة اختصاصي او مدرب بهدف الحصول على المنافع القصوى والنتائج المرجوة، فضلا عن امكانيته في زيادة هرمون التستوستيرون.
اشارة هنا، الى انه وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن سكان أوكيناوا هم الأطول عمرا في العالم، ويستهلك المواطنون بشكل معتاد كميات ضخمة من بعض الخضراوات بما في ذلك البصل. وقد وجد الباحثون أن هرمون التستوستيرون في الدم أعلى لدى رجال هذا البلد، مقارنة على سبيل المثال بالأميركيين المتطابقين مع أعمارهم، وهذا دليل على أن البصل قد يكون له فاعلية محتملة على الصحة العامة بالنسبة للرجال.
أضاف مريود “أعتقد أن من يتناولون المنشطات البنائية يُصابون بالعقم إلى حد قد يفوق التصور، ومؤخرا بلغت نسبة الإصابة حوالي 45 في المئة، وفقا لتقارير أطباء متخصصين في امراض العقم والولادات.”
بالموازاة، لاحظ الأستاذ بجامعة براون الأميركية جيمس موسمان: “أن بعض الرجال الذين يأتون من أجل اختبار خصوبتهم، هم رجال ذوو أجسام ضخمة”. وقال ل “بي بي سي”: “يحاولون أن يظهروا بمظهر العملاق حتى يبدو كأنهم في قمة الخِصب، لكنهم يجعلون أنفسهم غير لائقين بالمعنى التطوري، وذلك لأنهم دون استثناء ليس لديهم حيوانات منوية في سائل القذف”.
وتُحدث المنشطات البنائية في الجسم نفس أثر هرمون التستوستيرون، وتستخدم كأدوية لتعزيز الأداء لزيادة نمو العضلات. كما يستخدم ممارسو رياضة كمال الأجسام هذا النوع من المنشطات بانتظام.
وفي سياق متصل، قال الأستاذ بجامعة شيفيلد آلان بايسي لـ “بي بي سي: “أليس من المثير للسخرية أن الرجال يذهبون إلى صالات الألعاب الرياضية حتى يحصلون على مظهر رائع، وهو غالبا ما يسعون إليه لجذب النساء. وبينما هم يفعلون ذلك ودون أن يقصدوا، تتراجع الخصوبة لديهم. وتوهم هذه الفئة من المنشطات الغدد النخامية في المخ، بأن الخصيتين تقتربان من العمل بأقصى سرعة لهما”.