يبدو ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يعتمد نفس اسلوب تعطيل المبادرات والتحركات الهادفة إلى وقف اطلاق النار، في الحرب الدائرة بينه وبين حزب الله جنوبا وفي عمق الاراضي اللبنانية، كما فعل في غزّة منذ اشهر، وافشل خلالها كل المبادرات والتحركات الهادفة، لوقف الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في القطاع، وما تزال الحرب قائمة حتى اليوم، بالرغم من تراجع حدتها عن السابق.
منذ يومين، كانت الاجواء الديبلوماسية، نقلا عن اجتماعات الوفود والشخصيات المشاركة في المشاورات الجارية لانهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة العادية للامم المتحدة ،توحي بامكانية التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الطرفين، وبدء مفاوضات جديّة مع لبنان، خلال فترة زمنية معينة، لانهاء المواجهة العسكرية، وانجاز اتفاق نهائي لاستتباب الامن وارساء الاستقرار في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل.
وما عزز التوصل إلى اتفاق، النداء الذي وجهته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا مع دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية والصديقة، وبعد التشاور مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، للاتفاق على وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لمدة ثلاثة أسابيع، يتم خلالها البحث الجدي في اتفاق نهائي لاستتباب الامن وارساء الاستقرار في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وتسهيل عودة السكان المدنيين من جانبي الحدود للعيش فيها بامان وسلام.
واستنادا لمصادر ديبلوماسية، كانت الشكوك قائمة من امكانية، رفض نتنياهو للمبادرة والانقلاب عليها، كما كان يفعل بالمفاوضات التي جرت للتوصل إلى صفقة بخصوص غزة لوقف الحرب واطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، لابقاء الحرب قائمة على الوتيرة المحمومة نفسها، والسعي لتوظيفها بالانتخابات الرئاسية الاميركية التي بدات بالتصويت المبكر في العديد من الولايات الاميركية، لرفع حظوظ صديقه، المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في مواجهة مرشحة الحزب الديموقراطي كاميلا هاريس التي باتت تتقدم عليه.
وهكذا كان، وما كاد النداء الذي وجهته الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والاتحاد الاوروبي، لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، يصدر حتى، بدأ نتنياهو يتقلب بمواقفه تدريجيا، إلى ان وصل إلى نيويورك بالامس، حيث اعلن مقربون منه عدم الموافقة على النداء المذكور بعد، معللا رفضه بجملة شروط جديدة يطرحها، اما لتحسين مطالبه، او كسبا لمزيد من الوقت، لاطالة امد الاعتداءات الإسرائيلية وممارسة مزيد من الضغوط على حزب الله ولبنان معا، جراء تداعيات استمرار هذه الاعتداءات.
وبالرغم من مساعي الادارة الاميركية المتواصلة، لاقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بالموافقه على اقترح وقف اطلاق النار، تخشى المصادر الديبلوماسية ان يكون نتنياهو، يكرر اسلوب تعطيل المبادرات والتحركات الهادفة لانهاء الحرب على حزب الله، وعدم اعطاء الرئيس الاميركي جو بايدن، اي ورقة رابحة بالانتخابات الرئاسية، مايعني اطالة امد الحرب الإسرائيلية على الجنوب ولبنان، والدخول في نفق طويل ومظلم.
معروف الداعوق – اللواء