أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه في واشنطن أن إسرائيل تسعى للسلام وقد حققته في الماضي، لكنه شدد على ضرورة الدفاع عن نفسها في مواجهة عدو شرس يسعى للقضاء عليها، مستهدفاً تراثها وحضارتها. وأشار إلى أن التطبيع مع السعودية كان قريباً جداً لولا أحداث السابع من أكتوبر، حيث أدى هجوم حماس على إسرائيل إلى إشعال الأوضاع في المنطقة، مما دفع إيران لإطلاق آلاف الصواريخ عبر حزب الله وفتح جبهات من اليمن وسوريا.
نتنياهو حذر إيران والعالم قائلاً إن إسرائيل لن تتوانى عن الرد على أي ضربة تتلقاها، مؤكداً أن ذراع إسرائيل الطويلة قادرة على الوصول إلى أي مكان في إيران. ووجه دعوة إلى المجتمع الدولي لدعم إسرائيل في مساعيها لوقف برنامج إيران النووي، مشيراً إلى ضرورة عقد اجتماع لمجلس الأمن خلال الأشهر القادمة لفرض عقوبات دولية تضمن منع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
في إطار رؤيته المستقبلية، عرض نتنياهو للعالم خريطتين، إحداهما تمثل الازدهار والسلام، والأخرى تعكس الهيمنة الإيرانية التي ستسحقها إسرائيل قريباً. ورغم تراجع قوة حماس العسكرية، لا يزال الإرهابيون يسيطرون على غزة، ولذلك يرى أن القضاء على حماس أمر حتمي لأنها لن تتوقف عن محاربة إسرائيل. وجه رسالة لحماس مفادها أنه يجب الإفراج عن الرهائن وإعادة الأحياء إلى أهلهم، محذراً من أن إسرائيل ستواصل القتال حتى تحقيق النصر الشامل.
وفي ما يتعلق بحزب الله، أكد نتنياهو أن إسرائيل يجب أن تهزمه لأنه منظمة إرهابية لا تهدد إسرائيل فقط بل تنتشر في جميع أنحاء العالم، مستهدفة الأمريكيين والفرنسيين إلى جانب الإسرائيليين. وأشار إلى أن حزب الله حفر أنفاقاً للتوغل في الأراضي الإسرائيلية وزرع قذائف بين المواطنين اللبنانيين، داعياً الشعب اللبناني إلى الخروج من قبضة حزب الله القاتلة.اختتم نتنياهو خطابه بالتأكيد على أن السلام مع السعودية سيحول الشرق الأوسط إلى قوة عالمية غير مسبوقة، معبراً عن ثقته بأن هذا السلام سيكون لحظة تاريخية تربط بين مكة والقدس. وختم قائلاً إن إسرائيل اختارت طريق السلام، في حين اختارت إيران طريق الدمار والإرهاب، داعياً العالم إلى الوقوف مع إسرائيل للدفاع عن الحضارة ضد التهديد الإيراني.