جرت العادة في أي مؤسسة اعلامية وغير اعلامية ان يتم الاستغناء عن من هم دون المستوى المطلوب من الكفاءة والمهنية بعد فترة اختبار وتقييم وان يتم الابقاء على من اثبتوا جدارتهم في عملهم، والذين يشكلون قيمة مضافة للمؤسسة التي يعملون بها.
هذا هو السياق الطبيعي المفترض ان تعمل بموجبه كل المؤسسات على اختلاف انواعها. الا ان في موقع “احوال الاخباري” الذي يرأس تحريره الزميل بسام القنطار ويشرف علىه الوزير السابق وئام وهاب اعلاميا وماليا فأن الامور تجري بشكل مختلف تماما. الموقع الذي تم انشائه قبل حوالي ستة أشهر ودعي عدد كبير من الاعلاميين للانضمام اليه. وأعلن الوزير وئام وهاب في أكثر من مناسبة بأنه سيكون علامة فارقة في عالم المواقع الاخبارية. سرعان ما ظهر انه يعاني تعثراً واضحا في الاداء، وذلك نتيجة سوء الادارة في التحرير وعدم وجود اي خطة لإقناع المتلقي بمضمون المادة التي يطرحها الموقع، والدليل قلة عدد المتابعين يومياً. فخطة شراء متابعيين وهميين عبر احد الاشخاص الذين يملكون عددا كبير من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي لم تؤت ثمارها بحيث مازال الموقع يقبع في المراتب الدنيا بين المواقع الاكترونية في لبنان. المتابع للمادة الاعلامية التي يقدمها “احوال” سرعان يتبين له انها تفتقد الى الحس النقدي الذي يميز بين الصالح والطالح وهنا تقع المسؤولية على ادارة التحرير التي على ما يبدو انها تفتقد إلى المعرفة في كيفية تنظيم المواضيع وتقديم مادة تفاعلية تثير اهتمام الجمهور ومتابعته.
يعلق احد المقربين من رئيس التحرير بسام القنطار على هذا الكلام بالقول: وكيف تريدين للموقع ان يتقدم اذا كن المسؤولات عن فريق العمل قد جيئ بهن الى العمل
بعد الاستغناء عن خدماتهن كصحافيات في أحد المجلات النسائية بسب عدم اثبات جدارتهن بالعمل، وهو ينقل عن القنطار قوله: “نحن مقتنعون بهذه النوعية ولانريد أكثر من ذلك”. المتابع للموقع يلاحظ ايضاً قلة عدد الاسماء المعروفة والتي لها باع طويل في الكتابة الصحافية وبأمكانها صناعة مادة صحافية دسمة وان الغالبية هي من الاسماء المغمورة، والتي تفتقد الى الديناميكية في العمل والحيوية في ابراز مواضيع جدية.
الموقع الذي بدأ بميزانية مفتوحة سرعان ما ادرك المشرف على سياسته الوزير السابق وئام وهاب الخطاء الذي وقع فيه. بعد ان اكتشف أن الاموال التي تم صرفها، والتي تأتي من الخارج لم تؤد إلى خلق مادة جيدة في محتواها ومضمونها، فكان أن اتصل برئيس التحرير بسام القنطار طالبا منه ترشيد عمليات الصرف قبل ان يعمد الى تعييين مسؤول مالي من قبله لمراقبة عمليات الانفاق وضبطها.
الموقع الذي تدور اسئلة كثيرة حول الهدف من انشائه، والتي تتوضح حتى الان الفكرة التي يريد ايصالها للجمهور يغيب عنه التحليل السياسي الجيد والواقعي، فيما تبدوالتغطية للحدث الاخباري ضعيفة للغاية، وهي معظمها منقولة عن شبكات اخبارية اخرى.
اما المواضيع الاجتماعية والاقتصادية فقلة منها مشغولة باحترافية، اما المواضيع الباقية فهي تتميز بالسطحية في المعالجة والاستعجال في جمع المعلومات والتي لم توفق في معالجة مضمون المشكلة وتقديم الحلول المرجوة.
الموقع الذي الذي لم ينجح المسؤولين عنه منذ انشائه حتى الان في تجاوز المادة الاعلامية السطحية وادخال افكار جديدة أكثر عمقاً وشمولا، ولم يتعلموا كيف تدار عمليات التصحيح في الاعلام، بات اصحابه والممولين له مقتنعين بأن الامور لا يمكن لها ان تستمر على هذا النحو وهم اعلنو انهم بصدد اعادة تقييم الأمور وايجاد خطة تسويقية جديدة، وقد جاء ذلك رسالة وصلت إلى الكتاب في الموقع طلب منهم فيها التوقف عن مراسلة الموقع بأنتظار اعادة الهيكلة من جديد.
هذا القرار لا تأمل منه خيراً أحد المسؤولات عن ادارة فريق التحرير في الموقع، والتي تعزو سبب الفشل إلى عدم اعطاء رئيس التحرير بسام القنطار الوقت الكاف لمتابعة الامور، الملفت ايضا ان قرار التوقف عن استقبال مادة جديدة لم يشمل جميع الصحافيين في الموقع. فالموقع مازال يعمل، والذين طلب إليهم التوقف عن مراسلة الموقع هم قلة من الصحافيين معظمهم من منتقدي ادارة التحرير على ادائها المخيب والغير احترافي. فكان ان تم باللجوء الى هذه الطريقة بسبب عدم وجود حجة منطقية اخرى تستطيع الادارة استعمالها بوجههم.
بقلم ندي عبدالرزاق