نضال العضايلة
لا يخفى على أحد إعلان إيران. عدائها للعرب وللمسلمين السنة، ليس عداء سياسيًّا فقط، بل عداء عقائديًّا متأصلاً في وجدان الإيرانيين منذ معركة القادسية التي سطرها التاريخ بمداد من نور، ومجوس إيران يرددون ذلك في كل وسائل إعلامهم داخل إيران، وكذا أذنابها حزب الله في لبنان، والقنوات الأخرى التي يرأس إدارتها أناس حاقدون مبغضون للعرب كيانًا ومعتقدًا.
ومع هذا العداء المعلن من حق الأردن مثل غيره من بلدان العالم أن يدافع عن نفسه، وأن تصدى لأي عدوان، قرب أو بعد، عن كيانه السياسي وعن معتقده، وأجزم أن كل بلدان العالم ومؤسساته السياسية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، تعرف هذا وتدركه، وكل مواثيقها ومعاهداتها تعطي كل دولة الحق القانوني في الدفاع عن أراضيها وحدودها من أي معتدٍ مهما كانت صور الاعتداء، فما بالك عندما تتدخل إيران الصفوية المجوسية علانية في زعزعة الأمن وإثارة الفتن وتأليب العامة على نظامه السياسي.
على أذناب إيران الذين ينعمون بخيرات الاردن، وينكرون ذلك بمحاولات يائسة بائسة لزعزعة أمنه، وترويع أهله، الذين ينعمون بحق المواطنة مثل غيرهم من المكونات الديموغرافية في الأردن، ان يتيقنوا ان هذا البلد لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى مجاله الجوي ينتهك بحجة ان هذه الصواريخ متجهه نحو الكيان الصهيوني الحقير، وأن هذا البلد لن يكون لقمة سائغة لتلك المبررات.
الهيمنة الإيران على العراق، وسوريا ولبنان واليمن والتي أفسدت حياة الناس، وعطلت كل صور العيش والتعايش بين مكونات هذه الدول، وذلك بمجاهرتهم بقتل السنة، وتدمير كل ممتلكاتهم، وإقصائهم من المشاركة في الحياة السياسية، فمكنوا أذنابهم من إدارة الدول، والتحكم في كل مستوياتها الإدارية، فاستأثروا بالمال العام، سرقوه، وشكلوا به مليشيات من كل البلدان، معيارهم الوحيد معاداة السنة وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم، هذه الهيمنة لن تطول الأردن ولن تقوى على كسره لأن في الأردن جيش عربي مسلم لن يسمح بذلك على الاطلاق.
الميلشيات التي ترعاها إيران الصفوية المجوسية، لم تألوا جهداً في محاولاتها لكسر استقرار الأردن وتهديد امنه ومن خلفها القوى الصهيونية على اختلاف معتقداتها، عدا أنهم جميعًا متفقون على القضاء على الإسلام السني أينما وُجد، ترعاها إيران على مرأى ومسمع من كل دول العالم، وتتحداهم جميعًا بكل صفاقة وإصرار.
وبعد هذا كان لزامًا على الأردن أن يدافع عن حدوده وأمن مواطنيه، وهي تمارس حقًّا تقره الأمم المتحدة في كل مبادئها وقراراتها، والعالم بأسره يدرك حق الأردن ويؤيده؛ لأن تاريخ الأردن كله يشهد بأنه دولة سلام، وينشد السلام، ويشارك في صناعته، وهذه رسالته، لذا فهو لم يعتدي على أحد بل يدافع عن نفسه وعن أمن مواطنيه.
اما أنتم أيها الأردنيون فعليكم ان تعلموا أن الناس يختلفون في أمر ما فذاك متوقع ولا مشاحة فيه، خاصة إذا كان الاختلاف في أمور دنيوية هامشية ثانوية بشرط ألا يضار المجتمع بها، بل إن الاختلاف في هذه الأمور يعد محمدة يزيد الحياة المجتمعية والثقافية والفكرية ثراءً وتعددًا في الخيارات.
أما الأمور الرئيسة ذات الصلة بأمن الناس واستقرارهم وسلامة حياتهم ومعتقدهم، فإنه لا مجال للاختلاف فيها، بل إن الاختلاف فيها يشطر المجتمع ويفضي إلى مناخات البغضاء والتناحر، عندئذ تضطرب الحياة وتعم الفوضى وتتعطل مصالح الناس وسبل معاشهم ومستقبلهم.
حمى الله الأردن وشعب الأردن