كتب ميشال نصر في” الديار”: اللقاء، الذي تزامن مع تصريحات “حادة” للموفد الأميركي ضد “السلطة اللبنانية”، واتهامه لها بعدم الجدية في قراراتها، جاء ليؤكد أن واشنطن انتقلت من مرحلة “التحذير السياسي والديبلوماسي” إلى مرحلة “الضغط المباشر” على الدولة اللبنانية، عبر تحميلها مسؤولية تنفيذ التزاماتها، عاكسا رغبتها في إعادة رسم قواعد الاشتباك السياسي والأمني في لبنان.
علما ان لقاء عون – روبيو يتقاطع مع تحركات أميركية أوسع في المنطقة، في إطار مقاربة جديدة لمرحلة ما بعد غزة، حيث تحاول واشنطن إعادة ترتيب الأولويات لبنانيا، بدءاً من تثبيت وقف النار، مروراً بإعادة تفعيل لجنة الميكانيزم.ففيما تطرح تساؤلات كبيرة في الداخل اللبناني حول قدرة الدولة فعلياً على الاستجابة لهذه الضغوط، تبرز “اللقاءات النيويوركية” كاختبار جدّي لموقف لبنان الرسمي: فإما أن تشكل مقدّمة لتفاهمات جديدة تؤسس لمرحلة استقرار داخلي مدعوم دولياً، أو تفتح الباب أمام تصعيد أكبر قد يشمل الأمن والاقتصاد.
اوساط لبنانية في واشنطن، كشفت ان اهمية اللقاء بالوزير روبيو هي “معنوية”، فالاخير غير مطلع على تفاصيل الملف اللبناني، كما انه لا يملك مفاتيح الحل والربط فيه، في ظل الارتباط المباشر لكل من براك واورتاغوس بدوائر البيت الابيض، وتحديدا الرئيس ترامب، ومستشاره المؤقت للامن القومي ستيف ويتكوف.واشارت الاوساط، الى ان اللقاءات التي تجري عادة على هامش المؤتمر السنوي للامم المتحدة، تبقى في الاطار البروتوكولي، اكثر مما هي عملية، ذلك ان الفريق الرئاسي
الاميركي الفاعل في القرار لا يكون حاضرا او مشاركا، حيث يبقى لقاء الرئيس ترامب هو الاساس، والذي يحمل رسائل سياسية، وهو ما لم يوفق الفريق اللبناني في تامينه رغم كل المحاولات والوساطات التي جرت.وختمت المصادر بان التكتيك اللبناني، واجهه موقف أميركي متوازن وحذر، عبر عنه حضور السفير توم براك الاجتماع، في اشارة الى أن رسائله لم تكن شخصية أو غير رسمية تماماً، بل تمثل موقف الادارة الحذر والمطالب بخطوات لبنانية عملية داخلية، تحديداً فيما يخص حصر السلاح.