لقاء النواب المعارضين و”التغييريين”… خيبة أم سقطة؟

Share to:

الديار – فادي عيد

لم يكن لقاء بعض نواب المعارضة أمس في مجلس النواب كما خططت له الجهات الداعية له، وبمعنى أوضح، فقد شكّل مفاجأة من خلال خيارات جديدة، وقد سقط حزب “الكتائب” في غلطة مميتة عندما تبنّى هذا الإجتماع المعارض، وإن كان نوابه وقادته أكدوا على استمرارهم في التصويت للنائب ميشال معوّض، في حين أن عدم رغبة أيّ من المشاركين باستثناء “الكتائب” وبعض النواب المستقلين و”التجدّد” بحضور أو دعوة “الإشتراكي” و”القوات”، ترك أيضاً تساؤلات حول هذا الموقف الذي يتناقض مع سلوك النواب “التغييريين” وبعض المستقلين و”التجدد”، بمعنى أنهم يلتقون مع نواب ووزراء السلطة ويرفضون التلاقي مع “الإشتراكي” و”القوات”.

وتحدثت مصادر نيابية مواكبة عن أن هذه المسألة طُرحت قبيل اللقاء فكان هناك رفض قاطع، لا بل أن بعضهم أشار إلى انسحابه وعدم المشاركة في حال تمّت هذه الدعوة.

أما عن المداولات النيابية، فكشفت المصادر، أنه لم يتمّ التوافق حول أي خيار واعتماد مرشح واحد لمناقشة هذا الأمر مع سائر الأطراف والمكونات السياسية والكتل النيابية، إذ بدا الضياع سائداً بشكل واضح، بحيث أن خلاصة اللقاء تمثلت بتشكيل لجنة لمتابعة النقاش، في حين أكد المشاركون، والذين كانوا اقترعوا للنائب ميشال معوض، بأنهم وفي جلسة اليوم سيواصلون التصويت له، بانتظار توافر التوافق والإجماع على مرشّح معين لاعتماده.

في غضون ذلك، يؤكد أحد النواب “الكتائبيين” بأن رفض دعوة “الإشتراكي” و”القوات” إلى اجتماع النواب المعارضين، وكل ما رافقه وواكبه من مواقف وردود فعل، لن يؤثّر على العلاقة “الكتائبية” مع كلّ من الحزبين لأن التواصل مستمر، وهناك لقاءات قريبة لمتابعة التشاور حول الإستحقاق الرئاسي وكيفية الوصول إلى قواسم مشتركة. وركز النائب “الكتائبي” على استمرار الموقف الموحد، وبالتالي استمرارالتصويت لمعوض، مشيراً إلى أن أموراً كثيرة من لقاء المعارضة إلى الإستحقاق وكل ما يحيط بالملفات السياسية والرئاسية، سيتطرق إليها اليوم رئيس الحزب في حواره المتلفز، وسيفلش أوراقه على الطاولة، ويقول الأمور كما هي.

وعلى خطّ موازٍ، تشير معلومات المصادر النيابية إلى أن التفتيش عن خيارات جديدة لكلّ من المعارضة وفريقي 8 و14 آذار، وإن كانت هذه التسمية خارج إطار التداول، جارية على قدم وساق، والنقاش بالأسماء والخيارات يتمّ في الداخل والخارج، حيث لا يخفى بأن الدور الخارجي أو التسوية المرتقبة هي الأساس لولوج الحل، والخروج من هذا التخبّط في جلسات الإنتخاب.

وعلى هذه الخلفية، فإن رئاسة المجلس النيابي تواكب الإتصالات الدولية، وتحديداً مع الفرنسيين، وهي في صورة وأجواء الدور الفرنسي، وربما تظهر مؤشرات على هذا الأمر، من خلال تغيير آلية الجلسات الإنتخابية، إلى أن تأتي اللحظة التوافقية بين المعنيين بالشأن اللبناني، وعندها لن يطول أمد الفراغ المرتبط بما أسفرت عنه اللقاءات الدولية والعربية التي جرت بين الزعماء والرؤساء على هامش قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي في أندونيسيا، في ضوء معلومات بأن الإستحقاق الرئاسي كان حاضراً في معظم لقاءات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهذا ما يدلّ على أن انتخاب الرئيس سيأتي بفعل الجهود الدولية، نظراً لصعوبة التوافق الداخلي جراء الخلافات والتباينات بين معظم الكتل النيابية والقوى السياسية.

لذا، يبقى أن الأيام القليلة المقبلة قد تحدّد بوصلة ما يمكن أن يسلكه الإستحقاق الرئاسي على ضوء كثافة الإتصالات في الداخل والخارج، ولكن جلسة اليوم ستكون كسابقاتها دون جدوى أو مفاجآت.

Exit mobile version