عشية اسبوع تسود حياله توقعات شديدة التضارب في شأن التحركات الدبلوماسية المتصلة بالحرب المتدحرجة على لبنان، حجب الواقع الميداني كل الرهانات على إمكان لجم سريع لجولات التدمير والقتل الآخذة في الاتساع والكثافة على نحو غير مسبوق، من دون أن تظهر أي معالم ضاغطة جدية على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين والمناطق المأهولة في إعصارات الدمار التي يشنّها طيرانها الحربي على المناطق اللبنانية.
وإذ أوحت إسرائيل في الساعات الأخيرة بأنها إنما تصعّد فظاعاتها الى الذروة للضغط نحو فرض تسوية سياسية بشروطها، ترجمت ذلك بتسريب ما سمي مشروع اتفاق لوقف النار في لبنان، ولكن بدا الأمر بمثابة استعادة لتجربة سابقة واكبت تحرك الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وانتهت باجهاض محاولته تلك.
ولم تختلف “المناورة” الحالية عن السابقة إذ استبقت ما يتردد عن عودة هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان، علماً أن التوقعات المتصلة بمهمته هذه، إذا حصلت، تتسم بشكوك كبيرة لاعتبارات واقعية تستبعد نجاحه الآن حيث أخفق سابقا. ثم إن المعلومات المتوافرة لـ”النهار” تؤكد أن لبنان الرسمي لم يتبلغ حتى البارحة أي اشعار بعودة هوكشتاين إلى بيروت وتالياً كل ما تناوله الاعلام الإسرائيلي عما يسمى مشروع اتفاق لوقف النار كان من جانب واحد ولا صلة للبنان به لأنه لم يتبلغ أي شيء عنه من أي جهة دولية وسيطة.
وفي هذا السياق، سرّب موقع “يسرائيل هيوم” ما وصفه بـ”اتفاق لوقف النار في لبنان ويتضمّن انسحاب “حزب الله” إلى شمال الليطاني، وعدم عودة الحزب إلى الحدود”. وقال الموقع إنّ “الجيش الإسرائيلي سينسحب من الجنوب اللبناني إلى خطّ الحدود الدولية ضمن الاتفاق كما سيكون لإسرائيل حق العمل ضد أي انتهاك من لبنان والردّ عليه مستقبلاً وهو ما رفضه الجانب اللبناني في وقت سابق”. وبحسب هذه المسودة “ستكون سوريا مسؤولة عن منع نقل السلاح من أراضيها إلى لبنان” وأنّ “إسرائيل ستتلقّى ضمانات أميركية وروسية بمنع إعادة تسليح “حزب الله” فيما سيعمل الجيش اللبناني على تدمير البنية التحتية المتبقية للحزب على الحدود”.
ويتطلع لبنان الرسمي والسياسي إلى القمة العربية والإسلامية الاستثنائية التي تنعقد اليوم في الرياض للبحث في موقف حازم مشترك يضغط نحو وقف الحربين في غزة ولبنان. ووصل أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الرياض لترؤس وفد لبنان فيما أكد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، أن “لبنان في حاجة ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى دعم ومساندة الدول العربية والإسلامية”.
وشدّد في كلمته خلال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة في الرياض، على أن “هذا الدعم ضروري لإيقاف حرب إلغاء لبنان التي تهدّد التنوع والتعايش بين الأديان والحضارات في البلاد”. وقال: “نتأمل أن تقفوا إلى جانبنا بكل ما لديكم من قدرات، وعلاقات، وطاقات لوقف الحرب، والعيش بسلام، والنهوض مجددًا”. والتقى ميقاتي مساء عدداً من ابناء الجالية اللبنانية في الرياض والقى كلمة أمل فيها في “التوصل إلى وقف النار وتنفيذ القرارات الدولية لا سيما القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب ولا يكون هناك سلاح إلا سلاح الشرعية”.
المصدر: النهار