للأسبوع الرابع على التوالي، يتواصل القصف الإسرائيلي العشوائي على قطاع غزة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس في السابع من تشرين الأول، فيما أعلن الجيش أن المعركة دخلت مرحلة جديدة.
وبينما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” أنّ حصيلة القصف الإسرائيلي ارتفعت الى 7703 قتلى بينهم 3500 طفل، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الحرب في قطاع غزة ستكون طويلة وصعبة، و”سندمّر العدو فوق الارض وتحتها”، مجدّداً التأكيد أن الهدف منها هو القضاء على “حركة حماس” والافراج عن “الاسرى”.
بدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: “كلما ضربنا حماس بقوّة، زادت فرصة الوصول إلى حلول بشأن الاسرى”.
اما عضو مجلس الحرب الاسرائيلي بيني غانتس فقال: “من المهم أن يعرف العالم أنه في هذه الحرب لا توجد ساعة رملية سياسية، بل ساعة عملياتية والتزام إنساني بإعادة المختطفين”.
في المقابل، أعلنت “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أنها مستعدة لإطلاق سراح الأسرى الذين احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل في السابع من الشهر الجاري مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
الحدود الجنوبية تشتعل
في جنوب لبنان، شهدت المناطق الحدودية جولة جديدة من القصف الإسرائيلي أمس، بعد إطلاق “حزب الله” صواريخ موجّهة باتجاه إسرائيل.
كما سُجّل قصف متبادل بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية، بعد قصف إسرائيل بشكلٍ عنيفٍ بلدات الضهيرة وعلما الشعب وإطلاقها القنابل الحارقة على الأحراج المجاورة لبلدات القطاع الغربيّ، فيما أعلنَ “حزب الله” أنّ مُقاتليه هاجموا موقع ريشا ونقطة الجرداح بالقذائف المدفعية، وموقع العبّاد، وموقع المرج الإسرائيلي وثكنة زرعيت العسكرية.
قذيفة على “اليونيفيل”
ونتيجةً لشدة القصف، سقطت قذيفة في موقع لقوات حفظ السلام “اليونيفيل”، فيما أعلن المتحدث باسمها أندريا تيننتي أنّه “يجري التّحقق من مصدرها”، مشيراً إلى وقوع بعض الأضرار من دون إصابات.
وقبيل منتصف الليل، أعلنت مصادر إعلامية اصابة نقيب نيبالي من قوات اليونيفيل، في بطنه وذراعه اصابة متوسطة، نتيجة سقوط قذيفتين من الجانب الاسرائيلي على المركز ٣٣-٨ في بلدة حولا قرب موقع العباد.
ميقاتي عند دريان
إلى ذلك، بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ملف العدوان الإسرائيلي على غزة والجنوب اللبناني مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأكد ميقاتي أن الحكومة تقوم بالاتصالات والمساعي والجهود الديبلوماسية والسياسية عربياً ودولياً لوقف العدوان الإسرائيلي، مشدداً على أن الحكومة لديها “خطة طوارئ لاحتواء تداعيات ما يمكن أن يحدث نتيجة العدوان المستمر على الأشقاء الفلسطينيين”.
من جهته، أبدى دريان حرصه على دعم ومؤازرة الحكومة في عملها رغم العقبات والتحديات التي تعانيها، مثمّناً الجهود والمساعي والاتصالات التي يقوم بها ميقاتي.
وأعرب عن أمله في أن “تنجح الضغوط التي تمارس على العدو الإسرائيلي في وقف الجرائم والعقاب الجماعي على غزة والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأراضي اللبنانية”.
جنبلاط في بيصور
في الغضون، قال النّائب السابق وليد جنبلاط إننا “مررنا بمراحل صعبة ودقيقة وخطيرة، لكن يبدو أنّ القادم أصعب بكثير”، وقال: “ندافع عن أنفسنا بالمدى الممكن لكن المهم ألا نُستدرج للحرب”.
السفارة تجدّد دعوتها
في هذا الوقت، نقلت السفارة الأميركية، مجدّداً، عن وزارة الخارجية دعوة مواطنيها في لبنان الى المغادرة فوراً، “بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة، وذلك بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به”، بالتالي، “ليس هناك ما يضمن أن الحكومة الأميركية ستقوم بإجلاء المواطنين الأميركيين وأفراد أسرهم في حالة الأزمات”.
“الخارجية” تدين
من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، “النّهج الاسرائيليّ القائم على الحقد الأعمى والهادف إلى تحويل غزة إلى مقبرةٍ جماعيّة لأكثر من مليونَي فلسطينيّ”، داعيةً “للتحرّك العاجل من المجتمع الدوليّ لإرغام إسرائيل على الوقف الفوريّ لعدوانها العسكريّ الحالي وعلى التّقيّد بالقوانين والمواثيق الدوليّة”.
سكاف وبخاري
توازياً، اعتبر النائب غسان سكاف، بعد لقائه السفير السعودي في لبنان، وليد بخاري، أنّه “علينا كلبنانيّين أن نكونَ حذرين جدّاً من أي دفع إسرائيلي نحو تفجير الجبهة الجنوبية لأنّ ذلك سيُؤدّي إلى الموت السريع للبنان”.
وقال: “يبدو أنّ إرادة الحرب انتقلت من يد اللاعبين المحليين الى يد اللاعبين الدوليين أي من المستوى الاستراتيجي الى المستوى الجيوسياسي والرهان على تغييرات في المنطقة تؤدي إلى تعديل موازين القوى الداخلية سيأتي متأخراً جداً وعلى اشلاء لبنان”.
إدانة سعودية وإماراتية ومن سلطنة عمان
بدورها، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً أشارت فيه الى أن المملكة تتابع بقلقٍ التصعيد الإسرائيليّ العسكريّ في قطاع غزّة، وتدين وتشجب أي عمليات برّية تقوم بها إسرائيل لما في ذلك من تهديد لحياة المدنيين الفلسطينيين وتعريضهم لمزيد من الأخطار والأوضاع غير الإنسانيّة.
أمّا الخارجيّة الكويتيّة فأعربت عن “قلقها لمواصلة الاحتلال الإسرائيليّ عدوانه البربريّ على غزّة، مبديةً أسفها “للصمت الدولي غير المسبوق”.
وضمت “الخارجية” الإماراتية صوتها إلى سلسلة الإدانات الصادرة عن كل من السعودية والكويت، ودانت بدورها “العمليّات البرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة المحتلّ”، معربةً عن قلقها البالغ “جرّاء التصعيد العسكريّ الإسرائيليّ وتفاقُم الأزمة الإنسانيّة والتي تُهدّد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين”.
أما سلطنة عمان فأكّدت أنَّ “استمرار التصعيد الخطير وسياسة العقاب الجماعيّ والانتهاكات الجسيمة للقانون الدوليّ والقانون الدوليّ الإنسانيّ الّذي تُمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتشجبها القوانين والأعراف الإنسانية والدولية كافة”.
غوتيريش متفاجئ
كما وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت بـ”التصعيد غير المسبوق” في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، مُجدّداً دعوته إلى وقف إطلاق نار إنساني فوريّ.
وقال خلال زيارة إلى الدّوحة: “للأسف بدلاً من الهدنة، فوجئت بتصعيدٍ غير مسبوقٍ في القصف ونتائجه المدمّرة، ما يقوض الأهداف الإنسانية”.
روسيا تنتقد إسرائيل
وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف، قال إن القصف الإسرائيلي على غزة يتعارض مع القانون الدولي ويخاطر بالتسبب في كارثة يمكن أن تستمر لعقود.
وتابع لافروف: “بينما نندد بالإرهاب، فإننا نرفض بشكل قاطع إمكان الرد عليه من خلال انتهاك قواعد القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الاستخدام العشوائي للقوة ضد أهداف من المعروف أن هناك مدنيين فيها، ومنهم الرهائن المحتجزون”.
عبد اللهيان يصعّد
وذكر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أنّ جبهات جديدة ستفتح ضد الولايات المتحدة إذا حافظت على دعمها المطلق لإسرائيل.
ونفى أن تكون إيران قد أعطت تعليمات لجماعات بسوريا والعراق باستهداف القوات الأميركية، مشدداً على أنّ الغزو البرّي لقطاع غزة ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيل.
وأكّد أن بلاده لم ترسل قوات جديدة إلى سوريا أو أجزاء أخرى بالمنطقة، “لكننا لا نكتفي بالمراقبة”.
تظاهرة بباريس ولندن
في الغضون، تظاهر الآلاف في باريس ولندن وروما، رافعين علم فلسطين تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، مندّدين بأعمال إسرائيل العسكرية ضدهم.