لا ثقة بين «الوطني الحرّ» و«القوات»… مُرشح مُشترك لأهداف أبعد؟

Share to:

الديار – محمد علوش

رغم نفي رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط علمه بأي تقارب مسيحي –مسيحي، ومسيحي- معارض لتبني اسم جهاد أزعور كمرشح لرئاسة الجمهورية، تشير معلومات عديدة الى أن التفاوض قطع شوطاً كبيراً، لكن الحذر المتبادل وغياب الثقة، هما ما يؤخر إعلان النتائج التي يريدها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سرية، بانتظار جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فمن المستفيد مسيحياً من اتفاق كهذا على ترشيح أزعور؟

في الصورة العامة، من الممكن الحديث عن أن «القوات « و»التيار الوطني الحر» مستفيدان من أي اتفاق مشترك على المستوى الرئاسي، على قاعدة أنه سيجنبهما وصول رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، الأمر الذي يمثل مصلحة مشتركة لهما، لكن عند الدخول في التفاصيل هناك على الأكيد من هو مستفيد أكثر من الآخر.

في هذا السياق، يمكن الحديث عن تقدم فرص رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في الاستفادة من هكذا اتفاق، لا سيما أنه جرّ رئيس «القوات» سمير جعجع إلى التخلي عن السقف العالي الذي كان رسمه فوق كل ما يتعلق بالعلاقة مع التيار، خاصة أن جعجع هو الذي كان يرفض، طوال الأشهر الماضية مبدأ الحوار، وهو الأمر الذي يدفعه اليوم إلى الحديث عن اتفاق بين قوى المعارضة و»التيار الوطني الحر»، لا بين الكتلتين المسيحيتين الكبريين.

إلى جانب ذلك، لا ينبغي تجاهل معادلة قد تكرس باسيل رابحاً أكبر، تكمن في أن أي اتفاق مسيحي – مسيحي يحتاج إلى ترجمة وطنية، أي الانتقال من تحديد المرشح إلى التفاوض على الاسم مع الأفرقاء الداعمين لترشيح فرنجية، وهنا يستطيع باسيل أن يستفيد من هذا الاتفاق من أجل التفاوض مع حزب الله على مرشح ثالث، أي الاستفادة من الاتفاق المسيحي من أجل تحسين أوراق قوته فقط، الأمر الذي تتخوف منه «القوات» بشكل جدي.

لا تثق «القوات» بنيات باسيل، تقول مصادر سياسية متابعة، مشيرة الى أن «القوات» تعتقد أن باسيل لا يرغب بوصول جهاد أزعور الى سدّة الرئاسة، كما لا يرغب بوصول أي شخصية تتفق عليها قوى المعارضة، خاصة أنه يلقى معارضة من داخل التيار لأنه جزء أساسي من «مرحلة مالية» حاربها التيار ورفع بوجهها «الإبراء المستحيل»، لكنه يسير بالتوافق مع المعارضين فقط لفتح باب للحوار مع حزب الله، على اعتبار أنه يمكنه عندئذ تقديم عرض بالتنازل عن دعم مرشح المعارضة مقابل التنازل عن دعم فرنجية.

بالمقابل، لا يؤمن «الوطني الحر» أيضاً بنيات «القوات»، فبحسب المصادر لا يرى مسؤولو «الوطني الحر» أن «القوات» في صدد إيصال مرشح يملك علاقات جيدة مع التيار، لا بل ان التيار مقتنع بأن مرشح «القوات» الأول والأخير هو قائد الجيش جوزاف عون، الذي عادت أسهمه لتظهر من جديد، في ظل الحديث عن تبني قطري – أميركي لترشيحه، لذلك فإن الحذر بين «الوطني الحر» و»القوات» سيبقى قائماً، فلكل طرف مشروعه الخاص، وفي حال حصل توافق على اسم فسيكون التقاء مصالح لمشروع كل منهما.

Exit mobile version