عربي21
سلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الضوء على الرسائل التي أراد إيصالها “حزب الله”، من خلال “رشقة الصواريخ” الأخيرة المنطلقة من لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته للخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي، وترجمته “عربي21″، إن هدف حزب الله من الهجوم الصاروخي، الجمعة الماضية، هو تقديم نفسه على أنه “حامي لبنان”، وذلك بعد الغارة الإسرائيلية على أهداف لبنانية الخميس الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن حزب الله يشعر بالقلق من اعتزام إسرائيل استخدام سلاحها الجوي لاستهداف مواقع إنتاج الصواريخ الدقيقة والبنية التحتية الأخرى في لبنان، مضيفة أن “الحزب ربما أراد أيضا تحويل انتباه العالم عن إيران، وذلك بعد إلقاء اللوم عليها في هجوم على ناقلة نفط تديرها إسرائيل في خليج عمان في وقت سابق من الأسبوع”.
وأشارت إلى أن هجمات حزب الله سبقت أيضا اجتماع مجلس الأمن المزمع عقده بخصوص التوتر بالخليج، مؤكدة أن الحزب يحاول إظهار قدراته المتفوقة في إطلاق الصواريخ، بعد أن شمل وابل الجمعة على 19 قذيفة، استهدفت الجليل ومرتفعات الجولان.
ولفتت إلى أن نظام القبة الحديدة اعترض معظم الصواريخ، وفشلت ثلاثة صواريخ في اختراق الحدود، فيما سقطت أخرى في مناطق مكشوفة، ولم تتسبب في وقوع إصابات أو أضرار.
لكن حزب الله قال في بيانه الرسمي إنه “ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراض مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية، بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم”.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أن “حزب الله استهدف عمدا مناطق غير مأهولة، بهدف تجنب وقوع إصابات بشرية”، مشددا على أن تل أبيب ليست لديها مصلحة في “زيادة الأعمال العدائية”.
بدوره، قال نائب الأمين العام لحزب، الشيخ نعيم قاسم، إن “الحزب ملتزم بالرد على أي اعتداء على لبنان، وإن على إسرائيل أن تبقى مردوعة، وإن صواريخ الحزب الأخيرة كانت ردا على العدوان”، مستبعدا أن تذهب الأمور إلى تصعيد.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، فإن حزب الله لا يريد تحميله مسؤولية أي تدمير للبنية التحتية في لبنان، أو خسائر في الأرواح، ما قد يساهم في زيادة الأزمة الاقتصادية والسياسية اللبنانية.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن “هذه الأزمة المتفاقمة قد تؤثر على قدرات حزب الله في إطلاق الصواريخ، فيما يطمح الحزب إلى دور مستقبلي، يتمثل في مهاجمة إسرائيل، بحال قررت شن عمل عسكري ضد برنامج إيران النووي”.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من التصعيد الأخير بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية في لبنان، بعد أن رد الحزب على غارات الاحتلال، بعشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة.
وطلبت الولايات المتحدة الأميركية من السلطات اللبنانية منع مقاتلي الحزب من إطلاق الصواريخ، مؤكدة في الوقت نفسه “تشجيع كل الجهود للحفاظ على الهدوء”.