التمر لا يعتبر فقط فاكهة ذائعة الصيت بل غذاء وتراثا وتتميز بتقاليد وثقافة تاريخية عريقة. فهذه الثمرة يعشقها الناس منذ القدم، وتحتل مكانة خاصة في قلوبهم وعلى موائدهم، كما انها ليست مجرد محصول، بل هي رمز للكرم والسخاء والضيافة. تمتزج طيبتها بذكريات الأجداد وتأخذنا في رحلة عبر الزمن، تجعلنا نستشعر نكهتها الفريدة التي تنمو في أرض خصبة تحت أشعة الشمس الحارقة.
التمر تاريخ!
وفي هذا الإطار، اوضح اختصاصي التغذية طه مريود وبطل كمال الاجسام لـ “الديار” “ان التمر من الأطعمة المتداولة والشعبية في العديد من الثقافات والمجتمعات لأسباب عدة، منها:
تأمينه ميسّر: كونه من الفواكه الشائعة والمتوافرة بشكل واسع في مناطق الشرق الأوسط وشمال افريقيا وبعض مناطق آسيا، لذلك الحصول عليه سهل كما ان أسعاره معقولة.
قيمته الغذائية: يعتبر مصدرا جيدا للعناصر الغذائية الهامة مثل الفيتامينات والمعادن والألياف، مما يجعله خيارا صحيا ومغذيا.
متعة الطعم: يحبه الكثيرون لمذاقه الحلو واللذيذ، كما ويعد بديلا اساسيا لوجبات الإفطار والسحور والحصص الخفيفة.
القيمة الثقافية والتقليدية: يرتبط تناول التمر بتقاليد وعادات عديدة، مثل تقديمه كضيافة وفي المناسبات الاجتماعية، مما يجعله جزءا من الثقافة الشعبية في العديد من البلدان.
دراسات وابحاث تؤكد أهميته
وتطرق الى “العديد من الدراسات التي تشير إلى مكانة التمر ومنافعه الصحية”، وتشمل:
غني بالمواد المغذية: التمر يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن المهمة مثل فيتامين B6 والمغنيسيوم والحديد.
مصدر جيد للألياف: فيه كمية كبيرة من الألياف الغذائية التي تعزز الهضم وتمنع الإمساك وتحافظ على صحة الجهاز الهضمي وتعمل على نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.
صحة العظام: بفضل محتواه العالي من البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم، يساعد قضمه على تعزيز سلامة العظام، وخفض ضغط الدم وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
الى جانب ذلك “اشارت العديد من الابحاث العلمية الى ان التمر يحتوي على كميات هائلة من فيتامين C والألياف الغذائية التي تعتبر مفيدة للصحة العامة. كما يشتمل على مضادات الأكسدة التي تقلل من التلف الناتج من الجذور الحرة في الجسم، مما يمكن أن يخفض من خطر الإصابة بالأدواء المزمنة مثل أمراض السرطان”.
ما الحكمة من بدء إفطار الصائم على التمر وليس الماء؟
وضّح مريود قائلا: ” تناول الرطب أو التمر عند بدء الإفطار يزود الجسم بنسبة كبيرة من المواد السكرية فتزول أعراض نقص السكر ويتنشط الجسم، وذلك لأسباب عديدة، منها:
تعويض السكريات: يعمل تناول التمر على تعويض السكريات التي يفقدها الجسم خلال فترة الصيام.
توفير الطاقة: يحتوي التمر على معدلات جيدة من السكريات الطبيعية التي تعطي الجسم الطاقة اللازمة.
سهولة الهضم: منعّم بالألياف الغذائية التي هي مثالية لتسهيل عملية الهضم.
الشبع: يكتنز التمر نسب عالية من السكريات والألياف التي تساعد على الشعور بالامتلاء لفترة أطول.
وقال: “أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول التمر على معدة خاوية في الصباح قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم. لذلك، يجب أن يتم استهلاكه بحذر لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في مستويات السكر في الدم، مثل مرضى السكري. والتهامه على معدة خاوية قد يزيد من احتمالية ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ، وبالتالي ينصح باقتتاته بشكل معتدل ومتوازن مع الأطعمة الأخرى”.
كيف يمكن للصائم تجنّب الآثار الجانبية المحتملة للتمر؟
نصح مريود الممسكين بضرورة اتباع بعض النصائح لتلافي أي ضرر صحي وذلك من خلال الالتزام بالإرشادات الاتية:
1.الاعتدال: يجب مضغ كميات محددة من التمر وعدم الإفراط، خاصة بالنسبة الى الأشخاص الذين يعانون من معضلة في مستويات السكر في الدم.
2. خلطه مع مأكولات أخرى: يمكن دمجه مع الاطعمة الثرية بالبروتين والألياف لتقليل تأثيره في معدلات السكر بالدم. وعلى الافراد الذين يكابدون من حساسية تجاه الفواكه المجففة الابتعاد عن التمر.
استهلاكه بهذه الطريقة لا يرفع الانسولين بالجسم
وذكر “آلية دمج التمر مع المكسرات، مثل: اللوز والجوز والفستق لتقليل ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويعتبر هذا الجمع مفيدا لأن المكسرات تحتوي على البروتين والدهون الصحية التي تساعد في تقليل سرعة امتصاص السكر من التمر، مما يقلّص من تأثيره في مستويات السكر في الدم”.
وأردف “اظهرت الدراسات فوائد تناول التمر مع المكسرات لتقليل ارتفاع الأنسولين في الدم، واحدة من هذه الدراسات نُشرت في مجلة “Nutrition Journal” عام 2011، حيث كشفت النتائج عن أن التهام التمر مع اللوز قد يقلل من تضخم مقادير السكر والأنسولين في الدم بعد تناول وجبة. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل إدخال أي تغيير في نظام الغذاء، خاصة لدى الفئة التي تقاسي من خلل في مستويات السكر في الدم”.
الروتين الصحي يفوز!
واستكمل “أفضل طريقة لتناول التمر في شهر رمضان تلك التي تعتمد على الأهداف الصحية الفردية وعادات الأكل الشخصية، وهذه بعض الممارسات الموصى بها في شهر رمضان:
1. وجبة الإفطار: يُعتبر تناول التمر من السلوكيات التقليدية والصحية لبدء وجبة الإفطار، حيث يمد الجسم بالطاقة اللازمة بسرعة ويساهم في استعادة مستويات السكر في الدم بعد الصيام.
2. وجبة السحور: يُنصح بتضمين التمر في وجبة السحور كمصدر للطاقة البطيئة التي تمد الجسم بالطاقة خلال فترة الصيام.
3. تناوله مع الحليب: قد تكون مادة الدهون والبروتين الموجودة في الحليب مفيدة لتخفيض سرعة امتصاص السكر من التمر كما ويمكن دمجه مع المكسرات.
الحراثة والشتل
بحسب الخبير الزراعي ناصر العجمي “فان زراعة التمر تنتشر في العديد من البلدان العربية والعالمية، وتُعتبر الدول العربية الأكثر إنتاجاً وتصديراً للتمور، ومن بينها:
السعودية: من أكبر منتجي ومصدري التمور في العالم، حيث تمتد زراعة التمور بشكل واسع في المملكة.
مصر: تحتل مكانة مهمة في إنتاج التمور، وهي أحد أكبر المصدرين في العالم.
الإمارات العربية المتحدة: تُعتبر الإمارات منتجاً رئيسياً للتمور، وتتميز بإنتاج أصناف مميزة وفاخرة.
العراق: من الدول المعروفة بإنتاج تمور عالية الجودة.
أنواعه
وتحدث العجمي عن “الأصناف المتعددة للتمور التي تتمايز من حيث اللون والحجم والطعم، مثل:
البرحي: تمرة طويلة ورفيعة، غالباً ما يكون لونها بنيا أدكن.
العجوة: حبة كبيرة الحجم ولونها بني فاتح إلى بني غامق، تعتبر من أكثر أنواع التمور شهرة.
المجهول: تمرة صغيرة الحجم ومستديرة الشكل، لونها بني فاتح”.