بعيدا عن العواطف، وتحليل الأمور من منظار الانحياز للمنتخب العربي المغربي، وكيل سيل من الاتهامات خبط عشواء، لتبرير خسارة كما خروج «اسود الاطلس» من السباق على اللقب المونديالي، دعونا نتوقف بمنطق وبكل عقلانية أمام ما شهدته مواجهة دور نصف النهائي التي اهلت الفرنسيين ابطال العالم، إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.
فما كتبناه امس حول الجدل الذي أثارته الكرة التي تعرض خلالها سوفيان بوفال للعرقلة، أثبتت الاعادات التلفزيونية كما تحليلات الخبراء الكرويين والتحكيميين، أنها كانت فعلا ركلة جزاء، فبدا قرار الحكم غريبا، ليس بعدم احتسابها وحسب، بل بإعلانه وجود خطأ على اللاعب المغربي وانذاره، ليتحول المجني عليه إلى جاني، والانكى أن الحكم لم يستعن بالفار (تقنية الفيديو) ولا المسؤولين عن الاخير لفتوا نظره الى ما حصل، ما يؤكد أن «وراء الاكمة ما وراءها».
وان كان البعض حسب ذلك من باب الخطأ اللامتعمد (عن نية صافية)، لكن ما لبث حسن ظن هؤلاء أن سقط لاحقا، عندما سدد حكيم زياش ركلة حرة مباشرة بجوار خط تماس الحكم المساعد الثاني، لكن اللاعب الفرنسي أوريلين تشواميني امسك منافسه سليم أملاح واسقطه أرضا، بمخالفة صريحة تستحق احتسابها ركلة جزاء بغض النظر عن مكان الكرة كما ينص قانون كرة القدم (المادة 12 الأخطاء وسوء السلوك)، لكن الحكم غض الطرف مجددا، كما كان الفار غائبا عن السمع!!.. بشكل يكاد يقطع الشك باليقين حول أمر ما دبر لعدم اكمال هذا المنتخب الباسل طريقه نحو المزيد من المجد.
وكما اسلفنا، لن تتناول ما حصل، من منظار التعاطف، بل لنتوقف عند ما كتبته الصحافة العالمية، حيث اشارت «أس» الإسبانية كيف أن الحكم عاقب سفيان بوفال ببطاقة صفراء في الوقت الذي كان يجب عليه أن يحتسب ركلة جزاء لصالح المغرب، وقالت أن كثيرين وصفوا ما حدث بالفضيحة التحكيمية التي سيتحدث عنها المغاربة والعالم مدى الحياة، أما صحيفة «ماركا» فقالت بدورها، أن الحكم لم يحتسب ركلة جزاء واضحة للمغرب ضد تيو هيرنانديز.
نعم هكذا وببساطة أهدرت حقوق منتخب كان يستحق أن يكون بنهائي البطولة لاعتبارات لن نخوض بحيثياتها لأنها معروفة الخلفيات، غير أنه مهما حصل، فإننا فخورون بمنتخبنا العربي المغربي، ليس بكم انجازاته الفنية التاريخية وحسب، بل بما بثه من رسائل سامية تمثل قيم الشعوب العربية، فهو أعطى الغرب و«حضارته» المزعومة دروساً وعبر، كما افهم هذا الغرب، بأننا كعرب لن تتخلى عن قيمنا ومبادئنا كما قضايانا المحقة، والحق يقال ان المغرب هو البطل المتوج لهذه النسخة التاريخية من كأس العالم، وليحتفل من يحتفل بالكأس الأحد المقبل، فنحن الفائز الحقيقي بمونديالنا ونقطة عالـ«سطر».