جويس عقيقي – نداء الوطن
على وقع الكلام العالي السقف للمبعوث الأميركي توم برّاك، الذي قال فيه إن الدولة اللبنانية مقصّرة ولا تفعل شيئًا لناحية سحب سلاح “حزب الله”، وإن “الحزب” يعيد بناء قدراته، ووصلته ملايين الدولارات في الفترة الأخيرة، التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو في نيويورك، في حضور برّاك ونائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس.
مصادر أميركية مشاركة في اللقاء وصفته لـ “نداء الوطن” بأنه كان ممتازًا، فيما كشفت مصادر لبنانية أن جوّ اللقاء مع روبيو لم يعكس أبدًا جوّ تصريحات برّاك عالية السقف، بل أن روبيو كان متفهمًّا جدًّا لكل نقطة تحدّث بها الرئيس عون، وقد أبدى أمام عون تقدير الإدارة الأميركية الجهود التي بذلها والحكومة اللبنانية لناحية قرار سحب السلاح وفرض سلطة الدولة على كافة أراضيها.
وعلمت “نداء الوطن” أن روبيو استفهم من عون عن خطة الجيش وطلب شرحها بالتفاصيل والمراحل، فعمد رئيس الجمهورية إلى شرح الخطة كاملةً، مؤكدًا لوزير الخارجية الأميركية أن لا تراجع من الدولة اللبنانية عن القرار الذي اتخذته الحكومة في الخامس من آب الماضي، لناحية سحب سلاح “حزب الله” وأن الحكومة اللبنانية ماضية في تنفيذ خطة الجيش لكنّ المطلوب دعم الجيش عتادًا وماديًّا أيضًا، كي يتمكّن من تنفيذ الخطة.
هنا، بدا روبيو متفهمًا لموقف عون، فأكد له أن تمويل الجيش وتجهيزه سيحصلان، وقد وضعا على سكة التطبيق، لأن التعويل كل التعويل هو على دور الجيش في المرحلة المقبلة. وفهم الرئيس عون من روبيو، أنّ تمويل الجيش ودعمَه لا تربطهما الإدارة الأميركية بنزع السلاح بشكل مباشر كما تفعل في موضوع إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات إلى لبنان، أي أن دعم الجيش سيبدأ وسيحصل على مراحل، لكنّ هذه المراحل مرتبطة بمراحل تنفيذ خطة الجيش، فإن استمرّت الخطة استمرّ الدعم وإن توقفت الخطة توقف الدعم.
وانطلاقًا من توفير الفرص اللازمة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط، علمت “نداء الوطن” أن عون طلب من روبيو الضغط على إسرائيل لحضها على القيام بخطوة تسهل تنفيذ ورقة براك، وتضع الورقة على السكة الصحيحة وتعطي الدولة اللبنانية ورقة قوة تستخدمها مع “حزب الله” لسحب سلاحه، وهذه الخطوة المطلوبة من إسرائيل، يمكن أن تكون وقف الأعمال العدائية على لبنان وانسحاب إسرائيل، على مراحل، من النقاط التي تحتلها في الجنوب. وعلمت “نداء الوطن” أن روبيو أبدى استعداده للمساعدة على ذلك كما قال لعون وأنهى لقاءه واعدًا إياه خيرًا.