علاقة بري بسوريا تعود الى الواجهة مجدداً…

نبيه بري

Share to:

الديار – مريم نسر

جمع الزالزال المدمِّر الذي ضرب سوريا بعض ما فرّقته سنوات الحرب، من متفرِّج ومتآمر ومموِّل للحرب عليها من جهة وداعم لسوريا بالموقف والقتال والدم من جهة ثانية، لعلّها لحظة تنفيذ المراجعة الذاتية بعد فشل كل الرهانات التي فرضت توقيتها المأساة الانسانية.

فَعَلَ الزلزال ما لم تستطع سنوات الحرب فعله، وأعاد بعض العلاقات التي قطعتها، فكان فرصة لكسر خوف البعض قبل أن يُحرِج مُدعي الإنسانية ولو علنياً تعليق العقوبات ولو لأيام معدودة.

لعل أبرز ما يمكن الحديث عنه في هذه المرحلة هو العودة العربية الى سوريا بعد محاولات تجريدها من عروبتها، التي بدأت خطواتها بعد فشل أهداف الحرب، فبدأت تدريجياً بخطوات فردية لبعض الدول بانتظار اتساع رقعة الانفتاح العربي كخطوة منتظرة في المرحلة المقبلة.

من المؤكد أن صورة وفد من الاتحاد البرلماني العربي على مستوى رؤساء وأعضاء في سوريا كانت لافتة، خاصة إذا اعتُبرت أنها خطوة تؤسس لمرحلة أكثر نضجاً في التعاطي مع دمشق، خاصة من الدول التي كانت تدور علامات استفهام حول علاقتها مع سوريا خلال فترة الحرب عليها.

لبنان من الدول التي رسمت حوله دائرة الشك في العلاقة مع الشام على الصعيد الرسمي وعلى صعيد بعض القوى السياسية وتحديداً التي كانت تربطها علاقة تاريخية معها، ولعل زيارة الوفد البرلماني العربي وعدم حضور الرئيس نبيه بري شخصيا أعاد التركيز على علاقته بسوريا التي لازمتها الكثير من الشائعات السلبية طول سنوات الحرب “علنياً” رغم نفيها من حركة أمل والتأكيد على استمرار العلاقة “سراً” لأسباب تتفهمها القيادة السورية بتوقيت يناسب المرحلة السابقة، لكن ما نشهده مؤخراً وتحديداً بعد الزلزال الذي ضرب سوريا إعادة الحديث عن طبيعة العلاقة الى الواجهة خاصة بعد سلسلة خطوات قامت بها “أمل” علنياً ناحية سوريا، ولكن حتى هذه الخطوات تُفهم من وجهتي نظر ، إما حان وقت الإعلان عن استمرارية العلاقة التي تنفي الشائعات وإما حان وقت تصحيح العلاقة والتمهيد لإعادتها الى سابق عهدها وهذا ما يؤكد الشائعات التي على ما يبدو ستبقى الى حين رؤية الرئيس نبيه بري في سوريا التي كنا تحدثنا في مقال سابق عن قرب موعدها، وبما أن الأمور وصلت الى هذا الحد فلماذا لم يكن الرئيس بري موجودا شخصيا في الوفد البرلماني العربي الذي زار سوريا؟ جواب تكرره حركة أمل والذي يحمل في مضمونه نفيا للشائعات وتعتبر أن حضور النائب أيوب حميّد رئيساً للوفد برمزيته الحركية له دلالات سياسية ويعني بشكل أو بآخر حضور الرئيس بري بالإضافة الى لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد ووقوفه الى جانبه بصورة استقبال الوفد، كل ذلك يؤكد إيجابية العلاقة عدا أن هذه الخطوة تُعتبر الثانية رسميا بعد استحداث لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية – السورية والتي ترأسها خلال زيارة دمشق النائب عن حركة أمل علي حسن خليل، وهذه إشارات تستند اليها أمل لتؤكد إيجابية العلاقة.

إذاً… أرسل الرئيس بري وفدين الى سوريا بفترة قصيرة، بمستوى تمثيلي حركي رفيع، لعلها خطوتان تمهيديتان لذهابه شخصيا الى الشام الذي على ما يبدو أنه يفضّل أن تكون زيارته الرسمية الأولى بعد كل هذه السنوات “لبنانية-حركية” قبل مشاركته في أي وفد عربي يحضر الى سوريا مهما كانت رمزيته… فلننتظر…

Exit mobile version