تتوالى الحوادث الامنية في مدينة طرابلس، ويبدو ان المسلسل متواصل، حيث عداد الضحايا يرتفع، مسجلا ضحايا وجرحى وتوتيرا مخيفا للسلم الاهلي، دون معالجة جذرية للوضع الذي يجعل شوارع المدينة غير آمنة لا في الليل وحسب، بل وفي عز الظهيرة.
يوم أمس، سجلت ثلاثة حوادث أمنية، الفارق بينها ساعات قليلة:
- الحادثة الاولى: بدأت باشتباك فردي في محلة البدواي اسفرت عن اصابة محمد حميد، الذي ذكر انه توفي لاحقا في المستشفى.
- الحادثة الثانية: حصلت عند مستديرة الملولة حين اطلق مسلح على متن دراجة نارية الرصاص على سيارة ، وانقذت العناية الالهية من فيها.
- الحادثة الثالثة: اطلاق رصاص عشوائي عند مستديرة عزمي ارعب الناس في الشوارع.
لا يمر يوم في طرابلس، دون وقوع حوادث امنية، مما يثير التساؤلات عما اذا كانت هناك اياد خفية تعبث بأمن المدينة، أم هي حوادث منفصلة ناجمة عن انعكاسات الاوضاع المعيشية الضاغطة، التي أرهقت اعصاب الناس وباتوا يضيقون ذرعا بالصغيرة والكبيرة، فيلجأون الى استعمال السلاح للتنفيس عن احتقانهم المعيشي الخانق…
تقول اوساط طرابلسية، انه لم يعد بمستطاع المواطن الطرابلسي توجيه اصابع الاتهام الى قوى من خارج طرابلس، طالما ان ابناء المدينة هم من يلجأون الى السلاح، ضاربين عرض الحائط بمصلحة طرابلس، خاصة مع بدء المواسم السياحية التي يفترض بمرجعيات المدينة أن تكون قد وفرت كل اسباب الراحة والامان والاطمئنان، لتشجيع الزائرين الى دخول المدينة والتجول باحيائها، وتؤكد الاوساط ان إشاعة الامان ضروري، وإن لم يتحقق فلن تنهض المدينة ولن تستطيع تحقيق طموحاتها السياحية.
وهناك من يعتبر، ان من يخنق المدينة ويعبث بامنها هم حفنة غير مكترثة بمصلحة الطرابلسيين ولا بنهوضهم، وبالتالي فأنهم يتحملون مسؤولية تردي الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا السياق، فان المراجع الطرابلسية تشدد على ضرورة رفع درجة الاستنفار الامني وتكثيف المداهمات وملاحقة العصابات والمطلوبين والحد من حمل السلاح، وملاحقة مروجي المخدرات التي تغزو الاحياء بمنسوب خطير للغاية.
وتأسف المراجع للنزف الدموي اليومي الحاصل في الشوارع والاحياء، الى درجة ان المواطن بات محبطا حيال ما يحصل يوميا من حوادث متفرقة في الاحياء الطرابلسية، وان المطلوب الضرب بيد من حديد وبحزم، قبل ان تبلغ المدينة مرحلة الفلتان الامني الاخطر…