أجواء برس: سامر الحلبي
يضرب هذا المثل لمعنى أن العدل هو معاملة الجميع سواسية وعدم الاعتداء على مشاعرهم وحفظ كرامتهم، والظلم في عدم معاملتهم كذلك هو الامعان في التفريق بينهم والإصرار على التمييز بين إنسان وآخر، فيوم العدل على الظالم، أشد من يوم الجور على المظلوم.وما جرى مع اتحاد كرة السلة في لبنان بشخص رئيسه وغالبية الأعضاء البارزين بعدم الحضور يوم الأحد إلى ملعب قاعة صائب سلام في المنارة لتتويج الفريق البطل، أي الرياضي، يعتبر مهينا بحق الاتحاد نفسه، وعملا منقوصا لا يمت إلى الحرفية والعمل المهني بأي صلة، فهل يا ترى كان بحسبانهم بأن فريق بيروت سيفوز وبذلك يمدد السلسلة!، وإذا كان هذا ما دار في خلد القائمين على مصلحة اللعبة فقد أتت الحسابات خاطئة ولم تطابق “حساب البيدر”، وإن كان الهدف منها معاقبة النادي الرياضي وتجاهله بوصف بعض إدارييه بالشريرين، فهذا تصرف “صبياني” حتى لا نقل يندرج من باب “الطائفية” لأشخاص يحملون نفوسا مريضة وبالية.
ولكن يبقى النادي الرياضي “العقدة الكأداء” والمعادلة الصعبة في فلك كرة السلة اللبنانية، وصاحب المدرسة الوطنية التي لا تميز أو تفرق بين لبناني وآخر، وأعلى وأسمى من الطائفية التي يحاول البعض أن يقتات عليها، مثل دود العلق، ويا للأسف أن هناك فئة في زماننا لا تزال تفكر بمنطق مذهبي أو طائفي ضيق وبخس.وفي النهاية، الجواب واضح على عدم تقدم هذا البلد وخروجه من أزماته ونكباته وويلاته، فالعدل أساس الملك وأساس المساواة والتضامن وبث روح العزيمة والمحبة، والتمييز والتكبر والتعالي هي أسباب موجبة لهلاك المجتمع وتفككه. أو كما قالت العرب “أفضل الولاة من بقي بالعدل ذكره، واستمده من بعده”.