في وقت يعقد فيه اليوم مجلس الوزراء جلسة، ذات طابع مالي واداري روتيني، ما خلا امكانية العودة الى طرح موضوع «الدمج المصرفي»، اتجهت البوصلة الاقليمية والدولية جنوباً، لمعرفة مسار الردّ على استهداف اسرائيل بالاغتيال من الجو والبحر قيادات الصف الاول في فصائل «محور الممانعة» في ضوء مؤشرات غير قاطعة، من ان الرد سيأتي عبر جبهات المساندة، لا سيما جبهة الجنوب، حيث ستبرز إبرة «البوصلة العسكرية» في ضوء استكمال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ما اعلنه امس لجهة حتمية النصر، الآتي بعد «طوفان الاقصى»، في كلمته غداً في احتفال يوم القدس العالمي، الذي يصادف في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان.
مع التذكير ان السيد نصر الله سبق له واشار انه سيتحدث عن المجريات العسكرية منذ عملية «طوفان الاقصى» في 7 ت1 2023 الى اليوم، لا سيما بعد الضربة الاسرائيلية ضد السفارة الايرانية في دمشق.
في المشهد المقابل، يتصرف جنرالات الحرب الاسرائيليين وفي مقدمهم وزير الدفاع يؤاف غالانت، الذي نقل عنه في ختام تدريب لفحص جاهزية الجبهة الداخلية في حيفا ان «الحرب على الحدود الشمالية تشكل تحدياً صعباً لنا، لكنها ستكون كارثية على حزب الله ولبنان»، مع الانكار مجدداً من ان «تل ابيب لا تريد حرباً مع لبنان».
وهذا المشهد المكفهر، حدا بالناطق باسم اليونيفيل اندريا تيننتي الى التحذير من ان الوضع في جنوب لبنان خطير للغاية ومقلق، وان اي خطأ في الحساب يمكن ان يشغل نزاعاً اوسع في جنوب لبنان.
وسط ذلك، بقي الموقف الدولي داعياً لاحتواء التصعيد، وعدم الانجرار الى عمليات متوسطة وهذا ما حدث خلال لقاء وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لجهة ضرورة منع توسع الازمة في غزة وتجنب اي تصعيد مع لبنان.
وعليه، رأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة السياسية المحلية في البلاد والتي لا تزال تحت تأثير العطلة يفترض بها أن تتفاعل في منتصف الشهر الحالي مع عودة النشاط الرئاسي، في حين تبقى تداعيات الغارة الإسرائيلية على القنصلية الأيرانية في دمشق محور متابعة، فضلا عن المواقف التي أطلقت من قبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاسيما تأكيده أن طوفان الأقصى وما جرى في جبهات مساندة وضع الكيان الصهيوني على حافة الهاوية وملامح هذا الأمر ستظهر مع الوقت.
وقالت المصادر أن هناك توجسا من المرحلة المقبلة لاسيما بالنسبة إلى توتر الأجواء في الجنوب وعودة التصعيد مع فشل أي مسعى لإنجاز تهدئة محددة.
الحملة على ميقاتي والملاحقات المقبلة
على ان الاخطر محلياً، هو ما كشفه المكتب الاعلامي للرئيس نجيب ميقاتي من ان «حملة اعلامية واسعة النطاق ستنطلق اليوم في وسائل اعلام خارجية ومحلية، بهدف الاساءة الى دولته وافراد عائلته»، حسب بيان المكتب.
ووفقاً للمعلومات، فإن الحملة تنطلق من ان جمعيتين في فرنسا تقدمتاب دعوى قضائية في حق الرئيس ميقاتي وافراد عائلته بـ«تهمة الإثراء غير المشروع وتبييض الاموال».
وحسب المكتب الاعلامي، فإن الرئيس ميقاتي وافراد عائلته «باشروا اجراءات قضائية لدى المحاكم الخارجية واللبنانية للتصدي لهذه الحملة المغرضة، وكشف الضالعين فيها ومموليها»، وهي ستلاحق جميع المتورطين في هذه الحملة قضائياً في لبنان وخارج لبنان.
وعشية جلسة لمجلس الوزراء ستعقد اليوم وتناقش في قضايا حياتية، اجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وجرى عرض للأوضاع الأمنية في البلاد وشؤون تتعلق بوزارة الداخلية. وإجتمع رئيس الحكومة مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وعرض معه الاوضاع المالية والمصرفية.
حياتياً، يعرض اليوم مجلس الوزراء مطالب موظفي اوجيرو وتتعلق بالمراسيم التي أُقرّت في المجلس، وقال الوزير جون القرم نحاول الآن تأمين التمويل لما تم إقرارُه سابقاً، ونتمنى حل هذه المعضلة في الجلسة غداً.ولفت القرم إلى أن «استمرار تحرك موظفي «أوجيرو» مناط بهم لا بنا كوزارة، شرط التحلي بروح المسؤولية لأن الإنترنت هي مسألة مهمة للموظفين وللبلد والقطاع الصحي والاقتصاد الوطني»، مشدداً على «وجوب التمييز بين حقهم في الإضراب، وهو حق دستوري، وبين تعطيل المرفق العام».
الوضع الميداني
ميدانياً، بقيت القرى الامامية الجنوبية في واجهة الاعتداءات، واستخدمت قوات الاحتلال القنابل الفوسفورية في القصف على عيتا الشعب.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف مجموعة من جنود العدو اثناء قيامهم بعملية تحصين موقع المرج بالقذائف المدفعية.
كما أعلن «حزب الله» في بيان أن عناصره استهدفوا موقع الراهب وتجمعًا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيطه بالأسلحة الصاروخية. كما استهدفوا «تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في خلة وردة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة». ونعى «حزب الله» حسن إبراهيم علول مواليد عام 2003 من بلدة السكسكية الجنوبية.