بعد 3 ايام من لقاء النواب السنة في 24 ايلول الماضي، حط رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في دار الفتوى في 27 من الشهر نفسه، وبعد اللقاء بـ 10 ايام بين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وباسيل، زار رئيس الحكومة المستقيلة والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بكركي امس، والتقى البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وتؤكد اوساط مطلعة على اجواء اللقاء في بكركي، ان ميقاتي زار الصرح البطريركي ليضع الراعي في صورة المفاوضات الحكومية الجارية، وانه لا “يقرب صوب” المسيحيين وحصتهم وتمثيلهم في الحكومة. ولعل اهم ما بحثه، وفق الاوساط نفسها، هو إدارة حكومته الجديدة، والتي لا تزال على “النار” في الايام المقبلة، للشغور الرئاسي في حال لم تنتخب الجلسة المقبلة لمجلس النواب الخميس المقبل الرئيس العتيد، وهو الارجح ان يحصل حتى ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في آواخر الشهر الجاري.
في المقابل، لا تخفي اوساط قيادية في “التيار الوطني الحر”، “تحسسها” من حركة رئيس الحكومة، خصوصاً ان المفاوضات الحكومية لا تزال معقدة بين الرئيس عون وميقاتي وشائكة ووفق الاوساط القيادية نفسها، وتعتبر ان زيارة ميقاتي الى بكركي امس، تصب في إطار “سعيه الواضح إلى غطاء روحي مسيحي لحركته ومماطلته في تشكيل الحكومة، ورفع “صبغة التعصب” الطائفي عنه وتؤكد الاوساط ان الخلاف الحالي مع ميقاتي، هو إصراره على المشاركة في تسمية الوزراء المسيحيين والذين يطالب هو بتغييرهم وكذلك يريد باسيل تغييرهم!
في المقابل، تكشف الاوساط ان زيارة باسيل الى دار الفتوى هي زيارة لصرح وطني كبير ويوازي الاحترام لمقام بكركي ومشيخة العقل، وهذا النوع من الزيارات له بعد وطني وسياسي وتشاوري، وتؤكد الاوساط ان باسيل أكد على مواقف المفتي الداعمة لإتفاق الطائف وانه متمسك به ولا صحة لكل الإدعاءات انه ينوي الانقلاب عليه وابتداع اعراف دستورية.
وتكشف الاوساط ان باسيل استفاض للمفتي في هواجسه من كيفية تطبيق الطائف، فما طُبِّقَ منه أسوأ ما فيه والإصلاحات الأساسية لم تطبق، مثل إنشاء مجلس للشيوخ واللامركزية الادارية إضافة إلى إلغاء الطائفية السياسية، ولا من مانع من تطويره بالاتفاق بين كافة المكونات، فهو بالنهاية ليس كتاباً منزلاً او إنجيلاً او قرآناً او كتاب حكمة”.
كما اكد باسيل وفق الاوساط ايضاً، تمسكه بعلاقة أخوية مع الدول العربية الشقيقة، والتالي نرفض وندين اي تدخل في شؤونها، كما نرفض اي تدخل في شؤوننا من اي جهة كانت، وبالتالي لا خلاف بل هناك تأكيد على أهمية دور لبنان العروبي في محيطه وهويته. كما اتفق الرجلان ووفق الاوساط نفسها على “ضرورة تأليف حكومة كاملة الصلاحيات لمواجهة الازمات المحدقة التي تعصف بالوطن”.