هذا كان أقوى من الموت!
لو كانوا يدرون ان مقالاتك وحكمك وقلمك سيظل بارودا هائجا وسيفا مسلطا فوق رؤوسهم لكان اهون عليهم ان يبقوك حيا، لان استشهادك كان مذلة لهم وبصمة عار عليهم ولن يغفر لهم التاريخ مدى الحياة لانك… أقوى من الموت!
قلت : اليوم تحقق حلمنا، وحلم القيامة المنتظرة وهذا الشكر الكبير الذي تمناه جبران تويني لشهداء لبنان لم يكن يعي انه سيشمله هو ايضا بعد حين، لان اغتياله جاء على حين غرة فكان غدرا لهم، فحاستك السادسة ما زالت أقوى من الموت، ولانك ما زلت طيرا حرا يغرد للحرية ويعشق الحياة ويعمل من خلال مقالاتك التي ما زالت حية على احياء شباب لبنان وينمي الثورة فينا على الظلم، من أجل هذا وذاك كان استشهادك فخاً لهم. لان الحضور القوي لك بيننا ما زال اقوى من الموت!
فانت اليوم وغدا حاضر بقلبك وقلمك فلن يستطيعوا ان يعيدوا الكرة ثانية لانك أقوى من الموت!
لو كانوا يعلمون، ان استشهادك اصبح واجبا يتباهى به شباب لبنان من اجل اكمال المسيرة، وتعزيز ذلك من خلال الصمود والمواجهة وتحمل كل انواع القمع والذل وحتى الاستشهاد، من اجل ذلك اخطأوا عندما اغتالوك، لان حضورك ما زال اقوى من الموت!
ولان استشهادك كان نورا ورحمة للبنان العظيم، فجمعت ووحدت الشباب اللبناني على اعظم قسم لك وهو الولاء للبنان اولا من اجل ذلك كان استشخادك اقوى من الموت!
فها انت امسيت قديس الصحافة اللبنانية، وقديس العنفوان الذي يتمثل بالشباب، وها انت حققت انجازا عجز من هم على قيد الحياة ان يحققوه، ها هو استشهادك يقهر اولئك الجبناء الحاقدين وصدّق انهم لو كانوا يعون ان موتك فيه كل هذه الانجازات لما اغتالوك؟! ها هو استشهادك ينزع من انفسهم الطمأنينة والاستقرار أو الاستمرار في الحياة!؟ فكانت لك الحياة والمجد.. ولهم الخزي والعار!! لا استشهادك كان مخاضا لولادة شباب واع. لاجل كل ذلك كان استشهادك.. أقوى من الموت!!
بقلم ندي عبدالرزاق