الجمهورية
تكثفت الإتصالات في الساعات الأخيرة لاحتواء «أزمة الروشة» والحدّ من تداعياتها، بعدما هدّدت بإشعال أزمة سياسية مفتوحة سياسياً وحكومياً، وعلى مداخلات من جهات ومصادر مختلفة، إلّا أنّها لم تتمكّن حتى الآن، من نزع الفتيل بالكامل، وخصوصاً أنّ الصاعق السياسي لم يُفكَّك وفتيله قابل للإشتعال في أيّ لحظة، والأمور متوقفة عند واقعة أنّ أطراف الأزمة على مواقفهم، فـ«حزب الله» فعل فعلته وخالف عمداً قرار منع التجمهر الواسع وعرض الصور على الصخرة، ولا يبدو عابئاً بتداعيات كسر القرار، وأمّا رئيس الحكومة نوّاف سلام فلا يُبدي أيّ ليونة حيال ما يصفه مقرّبون «تعمّد الحزب الإستفزاز وكسر قراره والإساءة لهيبة وموقع رئاسة الحكومة».
وبمعزل عمَّن هو المخطئ أو المصيب، فإنّ ما حصل لا يُبرِّر على الإطلاق حملة الإفتراء والتجنّي، التي شُنَّت من قِبل جهات سياسية ومنصات وقنوات إعلامية محسوبة عليها، على الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية واتهامها بالتراخي وتحميلها المسؤولية، وهو الأمر الذي فجّر اعتراضات واسعة على هذا الاستهداف.
ويبرز في هذا السياق موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكّد رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أنّ «الجيش خط أحمر واستهدافه ممنوع من قبل أيٍّ كان. ممنوع المسّ بالجيش، فالجيش ليس لأي طرف، وليس مع طرف ضدّ أي طرف، الجيش لكل البلد».
ويبرز في هذا السياق أيضاً، تأكيد قائد الجيش العماد رودولف هيكل خلال رعايته «سباق الجيش اللبناني لمسافة 10 كلم» في بيروت أمس، تحت عنوان «مع بعض منوصل»، أنّ «اللبنانيِّين والجيش دائماً معاً، ولولا محبة المواطنين للمؤسسة العسكرية، لَمَا نجح أداؤها على كل الصعد».