حزب الله خسر رهاناته… احداث الطيونة مقابل قضية تفجير مرفأ بيروت

Share to:

الـ 100 ألف مقاتل وال 150 ألف صاروخ ركعت أمام قاض واحد! فكيف ان تصدّى لها كل اللبنانيين

خسر حزب الله رهاناته في أحداث الطيونة-عين الرمانة بحيث ان هذه المرة الثالثة التي لم تكن في صالحه و التوقعات والرهانات التي اعتقدها ستصب في صالحه كانت رهانات خاطئة.

ثلاثة رهانات أدخلت حزب الله في حيطان الاقتتال والسياسة والقضاء ولم تصب في صالحه.

الرهان الأول: حزب الله صاحب العتاد العسكري والتنظيم الكبير”100 ألف مقاتل” الثابت على ثوابت التكليف الشرعي الشيعي، اعتقد انه مهما حدث لن تفلت الأمور من يديه لا بل سيبقى مسيطرا على الوضع، الا أن توقعاته مسبقا عن الأسوأ في أسوأ الأمور لم تكن صائبة، أراد إشعال فتيل التعصب الطائفي بشكل محدود على أن تكون انطلاقته من عين الرمانة ولم يتوقع أن يحدث ما حدث على اعتبار أنه الطرف الأقوى والمسيطر على الوضع مهما بلغت ذروته محاولا اختلاق حوادث ميدانية ليقوم بالمقايضة ما بين أحداث الطيونة وتفجير مرفأ بيروت فيساوم على دماء ضحايا تفجير مرفأ بيروت ليقتلوهم مرة ثانية. هذه المرة توقعات حزب الله باءت بالفشل وقصر النظر تجسد ميدانيا بعدم قدرة حزب الله بالدخول الى عين الرمانة العرين القواتي المتين، غيران الجيش اللبناني والمواطنين تصدّوا للحزب ومقاتليه الذين كانوا يطلقون الرصاص بطريقة هستيرية حتى قذف ال “ار بي جي” استخدمها شبان شيعة ليس لديهم معرفة باستخدام هكذا نوع من السلاح ومن هنا يتبين إجبار هؤلاء على تلبية دعوة نصر الله وحركة أمل بالنزول الى الشارع “بالقوة والترهيب”… الا ان خيبة الحزب الكبرى هو ان الجيش كان بالمرصاد للمسلحين الذين جابوا الشوارع بهتافاتهم “شيعة شيعة” ولطمهم على الصدور وهذا ان دل على شيء فيدل على التعصّب لدى هؤلاء، ولو لم يكن الجيش يقظا وبالمرصاد للمسلحين لكنا شهدنا 7 أيار مسيحي جديد، وتوقعات الحزب هذه المرة لم تكن صائبة! لأن الشعب كان يقظا وأكثر حكمة من “الثنائي الشيعي” فتصدّوا لهم مبرهنين عن وعي بعدم تكرار 7 أيار جديد أو حرب أهلية جديدة. والسؤال لو ان ال 7 قتلى الذين وقعوا في أحداث الطيونة كانوا من غير الطائفة الشيعية فهل كنا سنرى هذا التمسك بما حدث في الطيونة؟ أم أن المساومة والمقايضة على تفجير المرفأ مدروسا من قبل قيادة حزب الله وحركة أمل وتيار المردة!!

الرهان الثاني: خسارة الخسارات لحزب الله وحركة امل اللذين ارادا مقايضة الدولة والقضاء على احداث الطيونة مقابل تشميع ملف تفجير مرفأ بيروت والضغط على القاضي طارق البيطار من خلال طلب بعض من أهالي ضحايا انفجار المرفأ بتنحي البيطار عن القضية متهمين إياه بتسيس قضية المرفأ وهذا ما قاله السيد نصرالله في أحد خطاباته في كلام واضح وصريح وموجه مباشرة للقاضي البيطار “هيدا مش شغل قضاء هيدا شغل سياسة” وأيضا الشيخ نعيم قاسم وجه كلاما للبيطار بالقول “البيطار ينفذ ما يملى عليه من السفارات…” إلا أن كل ذلك اثبت أن حزب الله كان يعلم ويتوقع بحدوث ما حدث من أحداث ليستخدمها كورقة ضغط على المسؤولين اما المقايضة على ملف تفجير المرفأ والا؟ تعطيل البلد من خلال عدم انعقاد جلسات للحكومة التي بدأت تصرّف الأعمال منذ لحظة وقوع أحداث الطيونة.

كما أن محاصرة جعجع من خلال مفوض الحكومة العسكرية المحسوب على حزب الله كان رهانا خاسرا بحيث ان رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أظهر عدم مبالاته لا بل صرّح ان مثل السيد نصر الله للاستجواب فأنا جاهز.

أما الرهان الثالث: فكان على مستوى السياسة والرأي العام، فقد حدث عكس ما توقعه السيد حسن نصرالله الذي جعل سمير جعجع ينتقل نقلة نوعية جعلته يرتفع من موقع المتقوقع سياسياً إلى موقع الزعيم اللبناني وحتى على مستوى العالمين العربي والغربي وبتنا نشهد تعليق صور له في عدد من المناطق اللبنانية لا سيما السنية وتحديدا في طرابلس. اضافة الى ان هجوم نصر الله دفع مجموعات كبرى من الثورة والمجتمع المدني والتي كانت تختلف مع جعجع إلى التصدي لهجوم الحزب ووجدت نفسها في موقع الدفاع عن جعجع لأنها أدركت أن نجاح نصر الله باستهداف القوات سيجعل من جميع المعارضين، وخصوصاً مجموعات الثورة، لقمة سائغة أمام حزب الله

والأهم من كل ذلك أن نصر الله خسر خسارة لا حدود لها من خلال دفع رأس الكنيسة المارونية إلى قيادة صفوف المدافعين عن القوات اللبنانية جعجع في مواجهة الهجمة الميليشياوية-القضائية عليهما. وهذا ما نقل معركة حزب الله إلى مستوى آخر لا يستطيع أن يخرج منها إلا خاسراً.

توالت انتكاسات الأمين العام لـ حزب الله في الانتخابات النيابية العراقية، وبعد ان حصلت إسرائيل على ضوء اخضر من روسيا للتحرك في الأجواء السورية لقصف الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية، ليظهر الحزب في لبنان ضعيفا واهيا عبر خوض معركة حياة أو موت في قضية محاولة تنحية المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار، ليظهر أن ميليشيا الـ 100 ألف مقاتل و150 ألف صاروخ عاجزة أمام قاضي وحيد!

وأخيرا وليس آخرا المعركة التي فتحها “حزب الله” على نفسه من بوابة غزوة او نزوة الطيونة!! قد تكون بداية نهاية معاركه، لأن اللبنانيين ما عادوا يعشقون الدم او رؤية أبنائهم تحت مقاعدهم المدرسية مختبئين من رصاص إيراني وجّه ضدهم.

Exit mobile version