من الأمور الغريبة التي خلفتها الأزمة في لبنان ازدياد عمليات الاحتيال عبر التطبيقات والمنصات التي توهم الناس بتحقيق أرباح خيالية تصل إلى آلاف وملايين الدولارات، ولأن الغريق يتمسك بقشة وقع الكثير من المواطنين ضحية عمليات الاحتيال على هذه التطبيقات والمنصات أملاً منهم في تحقيق أرباح في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وآخر هذه العمليات حصلت في بلدة برجا في إقليم الخروب حيث تعرض الكثير من البرجاويين لعملية احتيال جماعية وقدرت الخسائر بملايين الدولارات.
روايتان يتم التداول بهما حول ما حصل في برجا الأولى تقول ان شخصا من آل الشمعة أقنع عدداً من أهالي برجا بتنزيل برنامجٍ يستخدم أرقاماً لبنانيّة وهميّة يمكن أن يزوّدهم بـ 80 دولاراً يومياً مقابل كلّ 466 دولاراً تغذّي حسابهم.
وقد تشجع الكثير من البرجاويين على هذا الأمر بعدما سمعوا عن 3 تطبيقات مماثلة تم فتحها معتقدين أن شركات وجمعيّات أجنبيّة تروّج لها بهدف مساعدة اللبنانيين في أزمتهم.
الرواية الثانية والأقرب إلى الحقيقة بشهادة عدد من البرجاويين تقول ان الشمعة صادف إعلانًا عبر موقع “فيسبوك” عن منصة استثمارية تدعى “Balexert”، حيث وجد رابطًا يدعو للاشتراك بهدف استثمار المال مقابل عائد يومي يبلغ 18 دولارًا فقام بالتسجيل وإيداع مبلغ قدره 108 دولارات، مما شجعه على المثابرة. وخلال خمسة أيام من الاشتراك، شارك تجربته مع أصدقائه وأقربائه مؤكداً انه لم يكن يسعى لدفع الآخرين الى الاشتراك في المنصة.
وأشار الشمعة إلى أن عددًا من أصدقائه طلبوا منه مساعدتهم في تعبئة رصيدهم في المنصة، لكنه يشدد على أنه لم يكن على علم بتفاصيل ما جرى بعد ذلك، وعندما توقف الرابط بشكل مفاجئ، أدرك أن الأمر كان مجرد عملية احتيال وخسر المبلغ الذي استثمره، لكنه ينفي تحمله أي مسؤولية عن الأشخاص الذين شاركوا في المنصة بعده.
ومهما كانت الأسباب و الدوافع فالنتيجة واحدة و هي خسارة الذين وقعوا ضحية عمليات الاحتيال عبر هذه التطببقات لأموالهم التي تراوحت بين ٥٠ دولارا و ٣٠٠٠ دولار إذ فوجئوا بعد أيّامٍ بمسح آلي للبرامج عن هواتفهم، ويتردد أن البعض باعوا مواشي وشققاً سكنية وأراضي.
المربي ابن بلدة برجا محي الدين دمج قال للديار الناس الذين ربحوا عبر هذه البرامج او التطبيقات أخذوا الأموال من جيوب الناس الذين خسروا و منهم من لا يعرف حقيقة الأمر، معتبراً أن العملية كلها عبارة عن مقامرة،” تدفع دولارا على أمل ان تحصل على أضعافه، لكن في الوقت نفسه هناك احتمال أن تخسر كل شيء “.
وأكد دمج ان العمليات على هذه التطبيقات هي “لعبة قمار” والمستفيد الوحيد هو النصاب الأكبر، الذي اعتمد على عدم معرفة الناس بهذا الموضوع وعلى حاجة الناس في ظل هذه الظروف الصعبة لافتاً إلى أنه من الصعب معرفة من وراء هذه البرامج.
و أكد دمج ان هناك عصابة منظمة أقامت هذه البرامج و التطبيقات وليس شخصا واحدا، وهم يستدرجون الناس بدايةً بوضع مبالغ صغيرة مقابل أرباح قليلة ومن ثم يضعون مبالغ اكبر لجني أرباح أكثر إلى أن وصلوا إلى وضع مبالغ كببرة جداً وعندئذ أقفل التطبيق صاحبه سرق الأموال واختفى.
الناشط الاجتماعي ابن بلدة برجا محمد شلبي قال للديار الكثير من البرجاويين كانوا قد اشتركوا في برنامج اسمه “دندليون” لم نعلم كيف بدأ و كيف ظهر منذ حوالى ثلاثة أشهر، وهذا البرنامج يعطي لكل من يضع في حسابه حوالى ٢٠٠ دولار ٨ دولارات يومياً على فترة شهر ويتابع شلبي بعد هذا البرنامج ظهر عدة برامج منها lg و balexert و غيرها لكن هذه البرامج أرباحها أسرع وأكبر بكثير من أرباح “دندليون “، ولذلك قام الكثيرون بوضع أموالهم التي تراوحت بين ألفين و ١٠ آلاف وصولاً إلى ٢٠ ألف دولار، لافتاً انه كان فد حذر من خطورة هذه التطبيقات التي تعمد إلى سرقة أموال الناس بعد أن توهمهم بتحقيق أرباح طائلة .