علاج انتفاخ البطن والمعدة، امر يشغل كل من يقاسيهما، وسنتطرق في هذا التحقيق الى أسرع الطرق المنزلية وأيسرها. وهذه الحالة تصيب الفرد لدوافع مختلفة، منها قد تكون وراثية وبيئية، او نتيجة ممارسات يومية لا نلقي لها بالا، الا انها تشكّل أحد أبرز العِلَل المباشرة لبروزهما.
عن الأسباب وكيفية التخلص من هذه المعضلة، وهل من علاج منزلي؟ ومتى يصبح الامر خطيرا ويجب التوجه الى طبيب مختص؟ هذه الأسئلة وغيرها اجاب عليها اخصائي التغذية والمدرب الخاص وبطل كمال الاجسام طه مريود الذي قال: “Bloating” اي ان انتفاخ البطن او ما يعرف بنفخة المعدة، هو حالة يشعر فيها الفرد بـ الامتلاء والضيق، وغالبا تكون بسبب الغازات”. واشار الى ان “الحافز الأكثر شيوعا لألم المعدة وانتفاخها هو زيادة الغازات المعوية، التي تؤدي الى التورّم بعد تناول الطعام، واساسه مشكلة في الجهاز الهضمي، قد يكون بدافع نهم الطعام بسرعة كبيرة، أو يعاني الفرد من حساسية عليه أو حالة أخرى تتسبب في تراكم الغازات ومحتويات الجهاز الهضمي”. ويغمز الى “الدورة الشهرية لدى النساء مبعث للانتفاخ المؤقت، وفي بعض الأحيان يمكن أن تدلّ المعدة المنتفخة على حالة طبية تتسم بالخطورة”.
انتفاخ البطن وكبر حجمه
ولفت مريود الى ان انتفاخ البطن وكبر حجمه يعودان للاسباب الآتية:
1- “الغازات هو ناتج ثانوي طبيعي لعملية الهضم، لكن إنتاج الكثير منها يؤدي إلى النفخة. ويمكن ان تتكون عن طريق ابتلاع الهواء أو المشروبات الغازية، والتي تتسرب في الغالب من خلال التجشؤ قبل أن تصل إلى الأمعاء، ويتم إنتاجها عن طريق بكتيريا الأمعاء التي تهضم الكربوهيدرات، في عملية تسمى التخمر بسبب عدم امتصاصها هذه المادة بشكل طبيعي”.
واشار الى ان “الكثير من الناس يعانون صعوبات في هضم المواد النشوية (السكريات)، والتي تحتوي على العناصر الشائعة مثل، اللاكتوز والفركتوز، وتلك التي في القمح والفاصولياء، جميعها قد تجعل الجسم يعاني بشكل أكبر من تعقيد عملية تكسيرها”.
وفي هذا السياق اكد انه “يمكن طلب المساعدة من اختصاصي التغذية أو الجهاز الهضمي في تحديد المواد التي تسبب حساسية غذائية على أصناف معينة”.
2- فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة (Small intestinal bacterial overgrowth SIBO) : يحدث هذا عندما تتدفق بكتيريا الأمعاء من القولون إلى الأمعاء الدقيقة، يمكن للنمو المفرط لهذه البكتيريا أيضا أن يطغى على البكتيريا الأخرى، التي تهدف إلى تحقيق التوازن بينها. وتمتص بعض البكتيريا الغازات التي ينتجها البعض الآخر، ولكن قد يختل التوازن، إذا كان بعضها كثيرا والآخر قليلا”.
3- “اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية” (Functional digestive disorders): “يتم تشخيص متلازمة القولون العصبي وعسر الهضم الوظيفي عندما يعاني الجسم خلال الهضم لأسباب غير مبررة. غالبا ما تشمل الأعراض الغازات والانتفاخ بعد الأكل، وهنا يجب التنبّه للإنذارات التقليدية مثل الإسهال أو الإمساك والغثيان والقيء والحمى والنزيف وفقر الدم وفقدان الوزن غير المقصود”.
4- الإمساك: قد يكون عرضيا بسبب النظام الغذائي أو عوامل نمط الحياة، أو إمساكا مزمنا بسبب حالة كامنة.
5- زيادة الوزن مؤخرا: الوزن الذي يتم اكتسابه يميل إلى التكدس في منطقة البطن أولا. وفي حال اكتسب 10 أرطال أو أكثر، فمن المحتمل أن يؤثر ذلك على بروز البطن. هذا يعني مساحة أقل لعمليات الهضم، حتى أن الوجبة العادية قد تسبب الشعور بالانتفاخ بشكل غير طبيعي أثناء البلع، ما ينتج السمنة وأحيانا احتباس الماء، ويولد الثقل بسبب السوائل في المعدة او في أي مكان آخر.
6- الهرمونات: قد تلاحظ النساء أن انتفاخ المعدة يتبع دورتهن الشهرية، إذا كان الأمر كذلك فأنتن لستن وحدكن، بحيث 3 من كل 4 يعانين من انتفاخ البطن قبل فترات الحيض وخلالها، كما ان التضخم شكوى شائعة في أثناء التقلبات الهرمونية في فترة ما قبل انقطاع الطمث. الأستروجين يسبب احتباس السوائل، عندما ينخفض وهرمون البروجسترون، ستلاحظن انتفاخا. هذا بالإضافة إلى زيادة حجم الرحم قبل الحيض مباشرة. والهرمونات تتفاعل مع الجهاز الهضمي، فيتسبب كل من هرمون الأستروجين، والبروجسترون في حدوث غازات معوية إما عن طريق إبطاء الحركة أو تسريعها. وتؤثر مستقبلات الأستروجين في الجهاز الهضمي أيضا على الحساسية الحشوية، والذي ينتج منه الشعور بالتضخيم.
أسباب أخرى
ويضيف طه “الانتفاخ الذي يأتي ويذهب عادة ما يكون هضميا أو هرمونيا أو كليهما، يمكن ان يدفع الفرد للإحساس بالمرض والتعب بشكل عام. ما دامت العوارض اختفت في النهاية، فمن المحتمل ألا تكون خطيرة. وان لم تختف وساءت، أو في حال برزت اعراض أخرى لمرض خطير، مثل الحمى أو القيء، فيجب طلب العناية الطبية لاستبعاد الأسباب الصحية الأخرى”.
ويلفتالى انه “إذا كان سبب الانتفاخ طعام، شراب أو تقلبات هرمونية، فيجب أن يتقلص في غضون ساعات قليلة إلى أيام. وفي حال الاصابة بالإمساك، فلن ينخفض الانتفاخ حتى عملية التبرّز”. وما تجدر الإشارة اليه، “ان المياه والتمارين الرياضية وشاي الأعشاب قد تساعد في التخلص من هذه المعاناة”.
الوقاية خير من قنطار علاج
ويؤكد انه “إذا كان انتفاخ المعدة بسبب نظام غذائي عشوائي، فيمكن السيطرة عليه ومعالجته عن طريق إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة اليومي. ويتضمن بعض الإرشادات الجيدة تبدأ بتناول الألياف، شرب مقدار كافٍ من الماء الى جانب ممارسة الأنشطة الرياضية وتجنب الأطعمة المصنعة كونها فقيرة بالكتلة وغنية بالملح والدهون التي تبطيء عملية الهضم ما يستغرق وقتا أطول، كما ويتسبب الملح باحتباس السوائل”.
الاكل بتيقّظ
وينصح “بان يأكل الفرد وهو متنبّه، والمضغ جيدا والتوقف قبل التخمة، باعتباره رد فعل متأخر ويستغرق بعض الوقت حتى يصل الطعام الذي تتناوله بالفعل إلى المعدة. فمعظم الناس يلتهمون ما يكفي للشبع قبل أن يشعروا بالفعل أنهم كذلك”.
الرياضة
وبالنسبة للرياضة، يقول، “يمكن أن يساعد التمرين المنتظم مع التركيز على تقوية الجسم الأساسية في مكافحة بروز البطن وتضخم المعدة”. ويردف “لا تسبّب الشعور بالانزعاج من الأطعمة فحسب، بل تُشعرها أيضاً بزيادة الوزن، خصوصاً في منطقة البطن”.
فهل النفخة فعلا تزيد الوزن؟ يجيب، “نعم، بحدود كيلوغرامين بسبب تجمّع الغازات داخل الجسم. فإذا كانت السيدة تعاني من هذه العقدة وتبحث عن الخصر النحيل، أنصحها باتباع الخطوات التالية: اقتيات الأطعمة بشكل جيد وبطيء، الامتناع عن المشروبات الغازية، الكف عن مضغ العلكة والتدخين لا سيما “النرجيلة”، التي مع كل سحبة يدخل الكثير من الهواء الى البطن ما يؤدي الى بروزه، التنفس بشكل جيد من خلال الأنف وليس الفم لتجنب ابتلاع الهواء، وتجنّب الكلام خلال تناول الطعام”.
الامتناع عن هذه المأكولات
ويطالب “بالامتناع عن تناول البقوليات على أنواعها كالعدس والفول والحمص، الى جانب الخضار النيئة خصوصاً القرنبيط والبروكولي والملفوف والخبز الأبيض. تقليل استهلاك الحليب ومشتقاته لاحتوائه على مادة اللاكتوز التي تؤدي الى النفخة وسوء الهضم. ويوعز الى احتساء بعض أنواع الأعشاب التي تساعد في الحدّ من النفخة كالزنجبيل والبابونج واليانسون والحلبة ومغلي النعناع والعسل مع الحامض وقليل من الماء الدافئ”.
ويختم “تجدر الإشارة الى ما يسمى “بالاستسقاء” وهو كيس مملوء بالسوائل يتكون في البطن، وقد يؤدي لسرطان المبيض او الكبد والفشل الكلوي ومرض الاضطرابات الهضمية الذي تحدثنا عنه مطولا وقد يكون وراثيا”.